مراقبون: خطاب القيادات الفلسطينية معوّق


جراسا -

خاص- مراسلنا في رام الله  - نهاد الطويل  - أكد مراقبون ان الخطاب السياسي الفلسطيني والاعلامي لم يرق الى الحد الأدنى للهبة او الانتفاضة الشعبية الجارية في القدس والضفة الغربية المحتلتين.

الكاتب الفلسطيني حمدي فراج يرى أنه ورغم حضور عشرات الاف المشيعين احيانا في جنازات الشهداء ينتظرون خطابا نوعيا في تلك اللحظات الدامية المؤثرة ، الا انهم في احسن الاحوال يسمعون كلاما أجوفا مكررا لا يستند الى اي تحليل واقعي من قبل المستوى السياسي الفلسطيني بكل تجلياته.

وشدد فراج في قراءة له :"هناك شبه اجماع شعبي ورسمي ان هذه الهبة - الانتفاضة ، تشق طريقها بعيدا عن مكونات القيادة السياسية وعن فصائلها المختلفة فيما لا زال الخطاب السياسي ذاته ، قاصرا وعاجزا ، لا بل انه في احيان كثيرة ، يكون الخطيب هو ذاته ، منذ عودته وفق اتفاقية اوسلو قبل عشرين سنة ، يلقي خطاب النصر والتحرير انذاك ، ويلقيه اليوم في تأبين الشهيد".

وفي الشارع الفلسطيني ثمة من يعتقد بأن عدم وجود قيادة موحدة للانتفاضة افضل للجماهير وللقضية وأضمن لتحقيق أهدافها.

وقد ظهر في خطاب بعض الفصائل بداية انطلاق الانتفاضة، طموحا أكبر من الواقع بعد أن اعتبرت بعض الفصائل أن الانتفاضة الفلسطينية مستمرة حتى تحرير فلسطين، في حين اعتبر مراقبون للشأن الفلسطيني أن هذا الهدف بعيد المدى قد لا يتحقق في هذه الجولة من جولات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن المواجهة مع الاحتلال صولات وجولات وتحرير الضفة الغربية أو فلسطين يحتاج لجهد فلسطيني ودعم عربي وإسلامي مساند.

واعتبر الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف أنه على الشعب الفلسطيني التركيز على النضال الشعبي وعدم الانحراف عنه مشددا على أهمية الإنجازات السياسية والاقتصادية التي حققتها السلطة الفلسطينية.

موقف السلطة الفلسطينية يمكن فهمه من خلال المرسوم الداخلي الذي أصدره الرئيس محمود عباس الذي يمنع فيه قيادات السلطة وحركة فتح من استخدام مصطلح انتفاضة على ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، مجددَّا رفضه القيام بأي عمل عسكري فلسطيني ضد 'إسرائيل' أو السماح باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، معتبرًا ذلك حفاظًا على المدن والشعب الفلسطيني، داعيًا إلى المشاركة في المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني.

ويرى علاء الريماوي مدير مركز القدس لدراسة الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أنه من خلال المؤشرات العامة التي رصدها المركز تبين أن هناك سعيا متواصلا من قبل الفصائل الإسلامية لتعظيم دورها في الهبة الجارية، كما يوجد حرص من حركة فتح على الاستحواذ على الصورة، الأمر الذي يرجح تطور الحضور التنظيمي بشكل اكبر في المرحلة القادمة، برغم حالة الاستهداف الكبير من "إسرائيل" للكوادر الفاعلة.

وعن سبب انخفاض حدة المواجهات بين الفينة والأخرى يرى كثيرون أن عدم وجود قيادة فصائلية وبيان موحد للانتفاضة يعمل على ايصال رسائلها واهدافها حال دون تحقيق الانتفاضة الهدف الأساس الأمر الذي من شأنه ان يكتب لها عدم التطور لأن الفصائل وفقا للكثيرين لم تدعمها سوى معنوياً ، أما تكتيكياً لم تتدخل ، ودعم الأحزاب ضروري جداً لتقدم الانتفاضة وتحقق مطلبها .

يشارإلى أن الانتفاضة ومنذ اكتوبر الماضي قد بلغت حصيلتها 129 شهيدا بينهم 26 طفلاً وطفلة و6 سيدات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وأصيب 15078 آخرين، بينهم 1663 بالرصاص الحي و1145 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعولجوا داخل المشافي، فيما أصيب 1906 بالمعدني وقدمت الاسعافات لهم ميدانياً وذلك وفقا لاخر احصائية قدمتها وزارة الصحة الفلسطينية لـ"جراسا".

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات