"شو حكاية الدينار ونُص" ؟!


جراسا -

خاص – جمال رشيد – قبل أيام كنت مع صديق لي لديه معاملة في أمانة عمان الكبرى. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل المعاملة أو البيروقراطية الموجودة في أقسام الأمانة والترهل الإداري فيها، وكم الموظفين الذين يُثقلون كاهلها.. فـ "الأمانة" ليست هي موضوعنا اليوم..

ولكن موضوعنا يدور حول حكاية "الدينار ونصف".. اللغز الذي حيرني من كثر ما سمعت عنه، إلى أن حصل معي شخصياً..

خرجت أنا وصديقي من مبنى أمانة عمان - طبعاً بخفيّ حنين - من الجهة الخلفية التي توصل إلى حي المهاجرين وجبل عمان، سألته: هل لديك سيارة؟ فأجابني: لا. سأستقل تكسي. فعرضت عليه "توصيله" لكنه رفض كون مكان سكني قريب ولا يريد أن يرهقني، وقبل أن أُلحَّ عليه بالركوب، أقسم بالله أنه لن يركب معي وسيأخذ تكسي. فقلت له: إذاً سأنتظر معك حتى تستقل التكسي، فوافق.

كانت وجهة صديقي شارع المدينة المنورة. أوقف 5 سيارات "تكسي"، 4 منها رفضوا "تحميله" بحجة أن لديهم "طلبات" في أماكن أخرى، والمكان الذي يقصده صديقي ليس وجهتهم.

أما سائق التكسي الخامس فقد طلب شيئاً لم أسمعه من قبل بعد أن سأل صديقي أولاً عن وجهته، قال السائق: "بتدفع دينار ونصف بحملك"، إستغربت كما إستغرب صديقي من طلب السائق، فقلت له: "أنا أحياناً باخذ تكسي من هاي المنطقة للجاردنز وبطلع العداد حوالي 3 دنانير، وإنتَ بتطلب بس دينار ونصف؟، شو عاملين تنزيلات، ولا البنزين صار ببلاش". فضحك السائق باستهزاء، وقال لي: "يا عمي، الدينار ونص اللي بطلبها (فوق) أجرة العداد".

فقلت للسائق: "وليش الدينار ونص فوق العداد؟". فأجاب: "الشوارع أزمة، والمشوار ما بجيب همه". فقلت للسائق: "ما دام المشوار ما بجيب همه، ليش بتشتغل على التكسي، جيبلك عرباية ذرة أو ترمس واشتغل عليها!".

فما أن قلت هذه الكلمات حتى "دعس" صاحبنا على دواسة البنزين بقهر وهو يقول: "الله ريتكم ما طلعتوا.. خليكم ملطوعين أحسن".

بصراحة، سجلت رقم "التكسي" لكن صديقي أجبرني أن أمزق الورقة رأفة بحال السائق، لأنه يعرفني، إذا نويت سوف أضرَّه بالحق.. هذه واحدة من حكايات "الدينار ونصف".

نأتي هنا إلى الحكاية الثانية التي رواها لي أحد جيراني عندما حدثته بالأمر، فقال لي: قبل أسبوع كنت أصطحب شقيقتي في مراجعة إلى المركز الوطني للسكري، والذي يقع بين مستشفى الجامعة والجامعة الأردنية، وكوني لا أملك مركبة إضطررت لأن أستقل "تكسي" حتى أوصل شقيقتي المريضة إلى منزلها في منطقة "المقابلين" خلف مبنى التلفزيون الأردني، ثم أتوجه أنا إلى عملي في منطقة سحاب الصناعية.

ويضيف الجار: وقفنا على الشارع الرئيسي أمام مركز السكري قرابة الساعة، أوقفنا خلالها 8 سيارات تكسي، 7 منهم إعتذروا عن الذهاب للمفابلين، أما الثامن، فقد طلب السائق بعد أن سألني عن وجهتي مبلغ "دينار ونصف" زيادة على أجرة العداد. فاستغربت من هذا الطلب الذي يحدث معي لأول مرة، وقلت له: الله يُرزقك براكب يعطيك 5 دنانير زيادة مش بس دينار ونص.

أما الحكاية الثالثة فحدثت مع فتاة تعمل في إحدى المستشفيات في منطقة الشميساني، فقد خرجت من عملها حوالي الساعة الرابعة عصراً، ووصلت إلى بيتها في منطقة بيادر وادي السير الساعة السادسة و20 دقيقة مساءً، والسبب في ذلك طبعاً "سائقوا التكسيات" حسب قولها.

وذكرت الفتاة لـ "جراسا" بأنها أوففت عدة "تكاسي"، معظمهم إعتذر عن الذهاب إلى تلك المنطقة، إلا إثنان منهم طلبا منها مبلغ "دينار ونصف" زيادة فوق حساب العداد. فلم تصدق أن هذا الأمر يحدث عندنا، ومستغربة ومتسائلة في نفس الوقت كيف أن هؤلاء السائقين متفقين فيما بينهم على طلب هذا المبلغ، ولماذا "دينار ونصف" مش "دينار" مثلاً. مطالبة بأن يكون هناك عقاب رادع لمثل هؤلاء السائقين الذين يتحكمون بالبشر.

الحكاية الأخيرة في موضوع "الدينار ونصف" حدثت مع زميل لنا من الوسط الإعلامي، والذي خرج من مكان عمله في شارع وصفي التل "الجاردنز" يريد أن يستقل "تكسي" إلى مكان سكنه في منطقة حي نزال شرق عمان.

الزميل خرج من العمل الساعة الخامسة مساءً، ووقف قرابة الساعة كاملة وهو يحاول أن يستقل "تكسي" إلا أنه لم يستطع حتى جائه الفرج من الله على يد سائق "يخاف الله" حسب قوله.

زميلنا تعرض مثل غيره لـ "موال" الذي يُغرد به الكثير من السائقين: "والله مش طريقي". إلا سائق واحد، عندما أوقفه وقبل أن يصعد ، وكغيره من السائقين سأله عن وجهته ثم طلب منه "دينار ونصف" زيادة على أجرة العداد، حيث رفض الزميل الإعلامي هذا الإبنزاز للمواطن، وأخذ رقم المركبة وقام بمناشدة المعنيين في إدارة السير باتخاذ أشد الإجراءات بحق هؤلاء السائقين ممن يتحكمون بالمواطنين من حيث عدم تحميلهم، أو طلب زيادة على أجرة العداد.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات