من لايذكر مقولة محمود ابو عبيد ونبيلة السلاخ عصر كل يوم عبر الإذاعة الأردنية في برنامجهم الشعبي مجلة الإذاعة " أقلب الصفحة " ؛ وكان يقصد بها الانتقال لموضوع جديد يتم طرحه من قبلهم في حلقتهم الإذاعية اليومية ، والذي جعلني أطرح هذه الجملة وأخذها بسياق موازي لها كي تصبح " أقلب العداد " ؛ هو موقف وقع امام عيني من قبل أحد موظفي سلطة المياه في احدى المدن الأردنية عندما اشتكى مواطن من ارتفاع قيمة استهلاكه للماء نتيجة لارتفاع الكمية المستهلكة من قبله ،وهذا الارتفاع وحسب تحليل الموظف " أبو الحروف " يأتي نتيجة لتدفق كميات كبيرة من الهواء في مواسير المياه عند بدء الضخ للمنطقة السكنية التي يقع بها منزل هذا المواطن .

وكانت خلاصة الموقف أن تبرع هذا الموظف من تلقاء نفسه لحل هذه المشكلة من خلال طريقيتن الأولى ؛ أن يقوم المواطن بفتح محبس المياه الرئيسي لديه نصف فتحة عندما يبدء ضخ المياه لمنزله كي يخفف من قوة تدفق فقاعات الهواء مع الماء ، والثاني وهنا السر الذي بحاجة لإجابة من قبل سلطة المياه وهو أن يقوم هذا الموظف بفك عداد المياه من منزل هذا المواطن ويغيب لمدة ساعة أو ساعتين يقوم خلالهما بإعادت ارقام الاستهلاك لوضعها المنطقي ، ومن خلال ورشة فنية يعرفها هو كموظف في سلطة المياه ، والنتيجة هنا أن هذا الموظف يقوم بهذه المهمة بشكل دوري ومستمر ويتقاضي مقابلها مبلغ يحدد بناءا على قيمة التخفيض الذي حدث في قراءة عداد المواطن .

والى أن تجد سلطة المياه أو شركة مياهنا هذا الموظف الذي يقوم بقلب صفحة هيبة الدولة كلما قلب عداد المواطن سنبقى نشك بكل ما تقدمه سلطة المياه والشركات الرديفة لها من فواتير مالية عن استهلاكنا لمياه الوطن ؟.