ثقافة الآنا


أسحاق نيوتن وهو في جوار مدفأة تتلظى النيران واللسنة اللهب فيها تشتعل جلس يفكر ، وانتبه بعد فترة قصيرة إلى شدة الحرارة ولم يعد يتحملها فقرع جرس بانفعال طالبا" خادمه الذي جاء مهرولا، وصرخ علية قائلا : كادت النار ان تحرقني ، فأرجوك خفف الحطب، فرد عليه الخادم مبتسما" : أوليس من الأفضل لك يا سيدي أن تزحزح مقعدك للوراء قليلا" او بعيدا عنها حينها صرخ اسحاق نيوتن بدهشة قائلا : هذا صحيح، ما خطر هذا على بالي ؟؟ الفكرة بالموضوع انة لم يخجل وهوعالم ومفكر كبير من الاعتراف أمام خادمه البسيط الجاهل بأنه عجز عن التصرف أمام موقف لا يحتاج لذكاء مفرط ، إن الإنسان العاقل هو من يستخدم عقله، ولكن الإنسان الذكي جدا، هو من يستخدم حواسة الخمس وعقلة بعد أن يضيف إليه عقول الآخرين وكل من حولة ولا يجد فيها عيبا" أو حرجا" من التراجع عن موقفه أو رأيه إذا ثبت لديه أن الآخرين على حق وانة على باطل واخطأ ، ان الناس المثقفون هم نفسهم الناس الذين نصفهم بالمتحضرون .

هم الذين يحترمون الناس وما يميزيهم أنهم دائما مستعدون للتنازل إلى الآخرين لينهوا خلافاتهم ، ولا يحدثون ضجيجا" من أجل معلقة ضائعة أو قطعة قماش مفقودة ، أو كأس زجاج مكسور أو رأي مخالف من أحد، المثقفون الحقيقيون هم الذين يحترمون ملكية الغير ويخشون الكذب كخشيتهم من نار جهنم فالكذب يجعل الشخص في وضع سيء والناس المثقفون لا يتظاهرون بما ليس فيهم ليحظوا بالإعجاب بل يسلكون في تعاملهم مع بقية البشر نفس النهج الذي يسيرون به في بيوتهم ، ولا يتفاخرون أمام زملائهم الأقل منهم وضعا". ولا يميلون للثرثرة او اسقاطات الحديث .

ويتجنبون إرهاق الغير بالتحدث عن انفسهم وعن أسرارهم وعلاقاتهم مع عالية القوم ، المثقفون لا يحقرون أنفسهم لإثارة شفقة الغير عليهم ، ولا يلعبون على أوتار قلوب الناس ليكسبوا تعاطف الغير كالقول (إن أحدا لا يفهمني، أنا مضطهد، أنا مظلوم) كل ذلك هو استجداء زائف لا ينطلي على أحد ، المثقفون لا يلجأون إلى ثقافة الأنا وأنا وأنا. ولا يتمسكون بالمظاهر الزائفة التي تكمن في معرفة شخصيات مشهورة والتباهي بمعرفتها. وأخيرا المثقفون الحقيقيون هم الذين يعشقون الصمت و يصمتون أكثر مما يتحدثون احتراما لآذان الغير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات