كان المُنظرين للحراكات على الساحة الأردنية يراهنون على شرارة واحدة لإشعال البلد والسير في ركب ما يُدعى بالربيع العربي، فثورة تونس إنطلقت من صفعة كف شرطية لبائع متجول، وثورة مصر بسبب إعتقال وتعذيب طالب جامعي ، وثورة سوريا بسبب معاقبة أطفال على كتابة شعارات على الحائط ، في الأردن القيادة الهاشمية لم تكن يوماً يداها ملطخة بدم الشعب كانت واعية لما يُخطط للأردن فأوعز جلالة الملك للأجهزة الأمنية بعدم إراقة قطرة دم واحدة وإستعمال الأمن الناعم في التعامل مع المتظاهرين والحراكات، وفي رأيي أن هذا الأسلوب الذكي هو الذي أنقذ الأردن من السقوط في آتون نار الربيع المزعوم كما كان مخططاً له.

لقد إمتص جهاز الأمن العام ثورة الحراك وحتى عنفه في بعض الأحيان بنعومة وحرفية كانت سبباً في إنقاذ البلد من آتون الصراعات الدائرة في الإقليم رغم مرور أربع سنوات من الحراكات وألاف التظاهرات، اليوم بدأنا نلمس أن الأمن العام بدأ يعيد قبضته الأمنية ويتشدد شيئاً فشيئاً مع الخارجين على القانون الذين إستغلوا سنوات الأمن الناعم في أعمالهم الجرمية ونحن نطالب بمزيد من التشدد في الإجراءات الأمنية لأن الأخطار الأمنية أصبحت تُحيط بِنَا من كل جهة ، أخطار الداخل والمتمثلة بالأعداد الكبيرة للاجئين والخلايا الإرهابية النائمة وعصابات المهربين الذين يستغلون أي إنفلات أمني وهناك أخطار الخارج والمتمثلة بالإرهاب على حدودنا الشرقية والشمالية، لن يستطيع أي جهاز أمني من السيطرة على الأمن بدون تعاون المواطنين ويقظتهم وأنا شخصياً أعتبر أن المواطن هو العين الساهرة وهو القادر على إفشال أي إختراق أمني بتعاونه ويقظته ، حمى الله الأردن من كل سوء، وأدام علينا قيادتنا الهاشمية .