تآكل المنجز


الفرق بين الحياه والعيش كالفرق بين الأمل والألم ، الصحه والمرض ، الوطن والغربه ، الإنسان وأي كائن آخر يسعى لإشباع حاجاته البيولوجيه (أكل ، شرب ، تناسل ) بغرض البقاء والإستمرار لإنهاء فترة محكوميه بإسم (عُمر) دون ربط هذه الحاجات بأغراض أكثر ديمومه ورقي ونفع للفرد والمجموع العام .

يبدو من الطبيعي بحين أن تجتاح ثقافة العيش والسعي لتأمين أبسط متطلبات الفرد وحاجاته اليوميه فكر فرد أو أسره إستجابه لظروف الواقع المشحون بالماديه والنفعيه ومعادلات الربح والخساره التي نفت أبسط مفاهيم التكافل والتكاتف بصورته الاخلاقيه والإنسانيه المبنيه على قواعد الدين والدنيا لكن أن تكون سياسة دوله بكامل سلطاتها ومؤسساتها تعتمد على العيش فهذا أمر ضد المدنيه والتراكميه بالانجاز والوجود .

المملكه الاردنيه الهاشميه كدوله ونظام سياسي تحكمها فكرة (العيش ) وتسعى بكل إصرار لتوثيق هذه السياسه كخيار وحيد وفريد بظل سياسات طلب التمويل وجلب المنح والقروض وتجنب إستثمار المتاح من موارد وثروات طبيعيه نتيجه لاسباب يتكهن بها الجميع ولا يملك أي شخص فرصة الافصاح عنها بوضوح وإقناع وهذا الباب بإدارة الامور يعتبر بحد ذاته جزء من كينونة العيش التي ترضى بالحد الادنى من كل شيء .

الدوله التي تحكمها الضبابيه والشك بوضعها المالي كمخصصات وموازنات عامه أو قطاعيه ستتخبط بأحسن الاحوال إن لم تفشل بإدارة دفة أمورها بالاتجاه الصحيح وسيكون ديدنها كما نقول بالمحكيه (الترقيع وتلبيس الطواقي ) ومن المفروغ منه أن هذا الحال لا يعكس حاله صحيه لا سيما لدوله لها تحدياتها الاقليميه مثل الاردن بل وتتعمد إقحام ذاتها بساحات ملغومه بغرض لفت الانتباه للحاله العامه بقضايا فيها من العبء الشيء الكثير أو لتحريك العجله بظل المثل الشعبي (حك رغيف برغيف بتوقعلك كسره) أن تطلب دوله مستقره مساعدات طوال الوقت امر لا يعد منطقي لكن أن تطلب دوله مضيفه لحركة لجوء مساعدات بوصف عاجله وإنسانيه سيكون أمر مستساغ أكثر بغرض (تمشية الحال) ظاهرا والعرقله والعجز جوهرا لان الدوله واجهزتها ستتحمل عبء الانفاق الموجه لاغراض أبعد ما تكون عن طريقها الذي شق لها .

عموما بات المواطن البسيط يملك يقين لا يساوره شك بأن دولته تحركها بوصلة المانح وكف الاستجداء وصار يملك نظره شموليه لكل مشاريع الدوله وبرامجها التي تتوقف عند حدود التقارير المتلفزه والاخبار المصوره التي تتم تحت رعاية المانح او سفيره بأرض المملكه .
بنيتنا التحتيه تتآكل مشاكل الازدحام والضغط على الخدمات والمرافق بكافة أشكالها وصورها تتزايد بشكل ملموس وظاهر للعيان وفرص صيانتها وتأهيلها غير وارده لأن المتاح ينفق على إلتزامات أكثر ضرورة بإعتقاد المسؤول .

بعالم تتوسع فيه دوائر التكتل أصبحت أبسط الجمعيات تملك نهج تخطيطي وفكر إستشرافي وخطط طوارىء ما زال الاردن يتحرك بـــ (المياومه) وهذا بحد ذاته تحدي يصعب تجاوزه إذا بقي الحال على ما هو عليه .

لينا خليل عطيات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات