جارك ايتها الحاويه .. جاري


يؤلمني منظر المُسن يتصارع والقطط على حافة الحاويه,, كلاهما ينبش الأكياس ويفرغ محتواها بحثاً عن بقايا طعام او جزء من تفاحه رمى بها طفلٌ مُنعم في سلة الزباله,, عمر بن عبد العزيز الخليفه المسلم الخامس نثر القمح على قمم الجبال حتى لا يجوع الطير في وطنٍ لم يجد فيه جائع,, ولجاننا والهيئات التي تُنشأ, والتكيات ووزارة التنميه الاجتماعيه وصناديق الزكاة مجتمعه لم تصل الى ذلك المُسن, وهو رث الثياب وطال ذقنه ليبحث عن قوت لابناء لا أعرف اشكالهم,,

نحن على اعتاب الشتاء والنشرات الجويه تنذر بشتاء قارس هذا العام,, ماذا اعددنا لمن بيوتهم مكشوفه كما عورات مسؤولينا,, والبرد يقرص اجساد الاطفال في قرانا وبوادينا وفي المخيمات,,عُمر بن الخطاب يقول لو تعثرت شاة او بهيمه في ارض العراق لسُئل عنها عمر بين يدي الرب العدل,, لماذا لم تسوي لها الطريق,, وحكومات الديجتال والالكترونيه يبتاعون معاطفهم الفرو من متاجر لندن وجنيف وربطات العنق باريسيه..

اكاد أجزم من اننا نسير بتسارع شديد الى الهاويه ما دام اغنيائنا لا يؤدون الزكاة للتوسيع مما اعطاهم الله على الفقراء,,ولم يعد يوقر صغيرنا كبيرنا,, والامهات والاباء يتركون في بيوت العجزه والابناء يصطافون على شواطىء اسبانيا,, غزتنا الحضاره ولكن للأسف لم نعرف كيف نتعامل معها وسخرناها لنشر الرذيله وللشتيمه والانتقاص من انجازات الغير..نعم الى الهاويه لطالما يجلس الجهّال في اماكن العلماء,, ويُفتى ومالك في المدينه,,أُغرقنا وأهلينا في الحرام حتى بات من الصعب التفريق بين الحلال والحرام وشيوخ المجالس يفتون بدون علم او معرفه,,ليرحمنا الله إن عدنا.

الفقر قد إتسعت دائرته حتى بات من الصعب تطويقه,,وحُشر في خانة الفقراء الكثيرين من افراد الطبقه الوسطى, حتى انتشر الجهل وانتشرت الجريمه والانحلال والرذيله, والفريق الاقتصادي في حكوماتنا الرشيده آخر ما يفهم به الاقتصاد والا بماذا نفسر ازدياد المديونيه وارتفاع الاسعار وفرض المزيد من الضرائب وجميعها أثقلت كاهل المواطنين حتى احدودبت الظهور وأريقت الكرامه, ولجأ الاباء الى الحاويات واطفالهم بحثاً عن الطعام..نعم الطعام!!

ارحموا من في الارض ليرحمكم من في السماء,, اما أنتم يا أصحاب الياقات الباريسيه فغداً ستُسألون بين ايادي الرب العدل والذي يقول( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان إنه كان ظلوماً جهولا) الأمانه ثقيله والمسؤولية تبعاتها جسيمه, ليس حساباً في البنك والاستجمام في المؤتمرات والسفرات من جيوب المواطن وجلّهم من الطبقه المتوسطه من موظفين وغيرهم من دافعي الضرائب,, نعم نسير الى الهاويه ان لم نخاف الله في الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات