معلمو الطفل المقدسي المناصرة: نواجه"أسرلة"المناهج


جراسا -

خاص - نضال سلامة - لطالما انتابنا العجب حينما رأينا ورأى العالم اصرار الطفل المقدسي احمد المناصره الذي حاول الاحتلال قتله بدم بارد في مشهد رأت فظاعته أصقاع الدنيا .

لكن هذا العجب سرعان ما وجد تفسيره بأعين مدرسي المناصرة الذين التقتهم "جراسا" على هامش ملتقى المعلمين 2015 و تناول اللقاء الوضع التعليمي بشكل خاص في المدينة المقدسة ، في ظل الأسرلة الممنهجة لمناهج التعليم العربية هناك ، ومنع التعليم القائم على روح الوطنية هناك من أن يرى طريقه الى النور .

المعلم والمشرف التربوي مازن الدباس الذي ترأس وفد معلمي القدس قال لـ"جراسا" أنني أفخر بأن أكون من معلمي الطفل المناصرة الذي عبر عن مكنونات كل طفل فلسطيني سيبقى رافضا للاحتلال طيلة العمر .

الدباس أوضح أننا رغم ظروف الاحتلال إلا أننا تمكنا بالاصرار من زرع الكرامة الوطنية في نفوس طلابنا فخرج منهم الطفل المناصرة ابن مدارس القدس الذي كغيره من اطفال فلسطين عانى صنوف العذاب على أيدي الاحتلال ، فتحول كسائر أطفال القدس الى قنبلة قابلة للانفجار في وجه المحتل .

الدباس أشار الى أن المدارس والتعليم في القدس يواجه عدة تحديات من أبرزها تعدد السلطات فهناك مدارس تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ولكنها تعمل تحت غطاء وزارة الأوقاف الأردنية بصفتها المشرفة قانونيا واداريا على القدس .

وهناك مدارس تابعة لبلدية الاحتلال على الرغم انها عربية وهي المستهدفة الأساس بـ"أسرلة" المناهج".

ولعل ملف المدارس العربية الخاضعة لسلطة بلدية الاحتلال في القدس هو الأكثر خطرا اذ تعمد البلدية بحسب الدباس الى ما يعرف بمحاولة غسل دماغ الطلبة من خلال " أسرلة" المناهج بشطب كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتاريخ الاسلامي العربي والاستعاضة عن النصوص التي تشير الى ذلك بمجرد نقاط أو أقواس فارغة المحتوى .

أضف الى ذلك محاولة بلدية الاحتلال جذب المعلمين العرب الى مدارسها من خلال تقديم المزيد من الاغراءات المادية التي تفتقر لها المدارس الخاضعة لاشراف الأوقاف الأردنية والسلطة الفلسطينية ، وذلك من باب الحرب غير المباشرة على أدمغة الطلبة العرب الذين سيفتقدون الموجه الوطني المستقل لمستقبلهم والصاقل لهويتهم الوطنية.

وحول واقع الانتهاكات الصهيونية بحق التعليم نوه الدباس الى أن سلطات الاحتلال تمنعنا بشكل مطلق من بناء المدارس خاصة داخل جدار الفصل العنصري الملتهم لأراضي شاسعة من القدس ، ما يضطرنا لاستئجار مباني غير صالحة للتعليم ، ونضطر لشراء أبنية حفاظا عليها ومنعا من تسللها الى الصهاينة ، وفوق ذلك نمنع أيضا من القيام بأي عمل لترميم أي مبنى متهالك أو توسيع أي بناء .

وأشار الدباس الى وجود 11 مدرسة في القدس هي أشبه بالمغر اضافة الى اضطرارنا لاقتطاع أجزاء من بعض مساجد القدس حتى تكون مكانا صالحا للتعليم .

وهناك تحد آخر يحاول الاحتلال من خلاله ثني عزيمة معلمي القدس ألا وهو التعطيل الممنهج لمنح التصاريح اللازمة بالدخول لمعلمي القدس وطلابها القاطنين خارجها وبالأخص خارج حدود جدار الفصل العنصري ، اذ يضطر المعلم للبقاء بشكل سري داخل القدس معرضا نفسه لخطر الترحيل والاعتقال لمدد تتراوح من 4 أشهر وتمتد أحيانا الى العام دون أن يأخذ تصريحا لدخول القدس .

وبيّن الدباس أن عملية التنقل بالنسبة للمعلم والطالب في القدس رحلة عذاب بحد ذاتها اذ يضطر المعلم للخروج من منزله بعد صلاة الفجر مباشرة حتى يصل الى موعد الطابور الصباحي في المدرسة علما أن المسافة بين المنزل والمدرسة لا تتجاوز في أعلى تقدير النصف ساعة زمانا و بالكيلومتر لا تتعدى الـ 7 كيلومترات ، وذلك بفعل الحواجز الصهيونية وممارسات التنكيل التي يلقاها المعلمون والطلبة الفلسطينيون على الحواجز المؤدية من والى القدس .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات