هذا الرجل العملاق بحبه لوطنه وهيبته المزدانة بسمرة الرجل الفلاح ، حبه لثرى الوطن وغيرته اللا محدوده على كل ذرة من التراب ولباسه المميز «القبة الدائرية» وحلاقته المشهورة والتي أصبحت موضة للجيل الذي عاصره.

وصفي وهو السيف المسلط على رقبة كل فاسد ومرتش ٍ لا تأخذه في الحق لومة لائم. ميزان العدالة غايته القانون الفيصل عندما طبق القانون بصرامة و طبقت غرامة على كل شخص يقطع الأشارة الحمراء ويمشي وسط الشارع بدل الرصيف ليدفع نصف دينار غرامة وقد كانت في وقتها غرامة باهظة وأصبحت لا ترى أي شخص يخالف القانون أو يبني على أرض زراعية أو يقطع شجرة. كان يفاجىء الوزارات بدخولة المفاجىء وصرامته النابعة من رغبته في الرفعة لهذا الوطن، الكل تحت مظلة القانون.

هذا وصفي الذي رأيته لأول مرة في المدينة الرياضية، يوم عيد الجيش ، أخذنا والدي لحضور العرض العسكري والمرة الثانية يوم افتتاحه لجمعية اليرموك في الزرقاء والموجودة في حيّنا وفي عمارة جمعية أل عماري ،حين هممت بالسلام عليه كان الدنيا ضحكت لي أنه «وصفي» وهو القائل (الأردنيون أحسن ناس) فيما أغنيته التي كتبها هو وحابس المجالي تصدح وهي تقول:

تخسى يا كوبان ما أنت ولف إلــي
ولفي شاري الموت لابس عسكري
بزهي بثوب العز واقف معتلــــــي
وعيون صقر للقنص متحضــــري
نشمي مجيد الباس سيفه فيصلــــي
مقدام باع الروح لله المشتـــــــري
هذا وليفي فارس ومتحفلــــــــــي
كل ألنشامى تقول صولة حيدري
مدفع كبير الهون لنه جلجـــي
بصدى رعود بالفضا تتفجري
وجبال دبابات تغير وتنجلـــــي
بعزها العالي ودحر المفتــري
اليوم جانا أللي بسمانا ينتلــي
بنسور شهب كل قرم غشمري
مسرى النبي نادى بصوت المبتلي
وين ألنشامى فوق خيل ضمري
بالعون جيش حسين جيش مجحفلي
بالكون يوم الكون بحر يهـــــدري
ضاري على اللزبات غمرا وتنجلي
والنار يصلي بحرها المتجبري

وفجأة أطلت الغيوم السوداء (أستشهد وصفي) الفارس الجريء، فقد هبط الخبر كأنه الصاعقة الحزن خيم على كل بيت وحارة . لا

تستغربون كيف بكاه الرجال كيف لا وهو وصفي وندبتة النساء ( يا مهدبات الشمغ أبكن على وصفي) صوره أُلصقت على كل جدار وشباك بلباسه المميز ماذا حدث ولماذا؟ الناس أصواتهم متداخلة لا يمكن التميز حشرجة وغصة بالحلق وشعور بالغضب والحزن يقطعها بكاء حاد يرتفع ويعلو ليتحول إلى نحيب هذا وصفي وبعد مرور تلك السنين يبقى في وجدان كل أردني ينام ويحلم بعز وطنه