الأمن و الأمان في الصين و اليابان


شهد الوطن العربي في بداية القرن الماضي موجه من الارهاب الاستعماري المسلح البريطاني و الفرنسي و الايطالي تلتها موجة من الارهاب الصهيوني المسلح ضد الشعب الفلسطيني الاعزل الذي ما زال مستمرا حتى هذه الساعة ولم يقتصر الارهاب الاسرائيلي على المجازر و المذابح بحق الفلسطينيين كمذبحة دير ياسين و الدوايمة و غيرها ، وانما تعدى ذلك باسقاط الطائرات المدنية العربية التي تمر قريبا من أجواء فلسطين .

لجأ الفلسطينيون المشردون لخطف الطائرات الاسرائيلية و غيرها ممن تحمل ركابا صهاينة في سبعينيات القرن الماضي على يد المقاومة الفلسطينية " الفدائيين " ذلك للفت نظر العالم لعدالة قضيتهم المتمثلة في دحر الغزو الصهيوني و عصاباته الارهابية المسلحة التي قامت بقتل الفلسطينيين و تشريدهم من وطنهم إلى الدول العربية المجاورة حتى وصل شتاتهم إلى كل أرجاء العالم .

تشكلت في الدول العربية المجاورة لفلسطين مقاومة فدائية فلسطينيية تنطلق عبر الحدود إلى فلسطين فتنفذ عمليات ضد الغزاة الارهابيين الصهاينة المحتلين .

كانت هذه المقاومة الفدائية الفلسطينية بنظر الدول العربية و اصدقاءها في العالم مقاومة مشروعه بحسب القانون الدولي ، لكن عصابة اسرائيل الارهابية الصنيعة و صانعيها الغربيين كانوا يعكسون الحقيقة فيسمون المقاومة الفلسطينية تنظيمات ارهابية و مخربين ، على رأي المثل العربي " رمتني بدائها و انسلّت " .

لكن الصنيعة الارهابية إسرائيل و صانعيها المستعمرين الغربيين و بالتدريج و بالاتفاق مع الانظمة العربية سرا أو علنا منعوا هذه المقاومة الفلسطينية بالقوة من العمل على اراضيها ومنعوا أي شخص من عبور الحدود نحو فلسطين ومن يحاول التسلل إليها يقتل على الحدود قبل أن يعبر إلى فلسطين ، فتحول هؤلاء الممنوعون من الجهاد ضد الارهاب و الغزو الصهيوني إلى الجهاد في أفغانستان فما أن فرغوا من تحريرها حتى احتلت أمريكا العراق فجاؤوا إلى العراق لمقاومة الاحتلال الامريكي و استمر الصراع حتى يومنا هذا .

ازاء هذا المنع تحول كل المؤمنين بشرعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي إلى العمل ضد الانظمة العربية فبدأ سخطا شعبيا ثم احتجاجات عارمة سلمية تحولت بعد حين إلى ثورات مسلحة و احتدم الصراع وقد أجج هذا الصراع التدخل الغربي في الشؤون العربية كما فعلت أمريكا في العراق الأمر الذي استدعى التنظيمات الاسلامية للحضور إلى العراق لمقاومة الاحتلال الامريكي ، ثم جاءت تنظيمات إسلامية أخرى إلى سوريا لمقاومة الاحتلال الشيعي لسوريا الذي سبق الاحتلال الروسي أضف إلى ذلك تداعي دول غربية عديدة لمساعدة أمريكا و روسيا و إيران و إسرائيل في احتلالها للعراق و سوريا اليوم .
إزاء هذا الحشد الاستعماري الغربي للتدخل في شؤون الوطن العربي بدأت هذه التنظيمات بارسال عناصرها فرادى وجماعات للقيام بعمليات تفجير في عقر دار هذه الدول الاستعمارية ، ربما لمعاقبتها على تدخلها في شؤون العالم الاسلامي أو للفت نظر شعوبها للضغط على حكوماتها و منعها من التدخل في شؤون الآخرين ، وقد رأينا مثل هذه التفجيرات سابقا في أمريكا و ضد مصالحها في الخارج ثم في بريطانيا و فرنسا و اسبانيا و روسيا وفي عواصم عربية ، كما رأينا مثل ذلك في هذا العام في أنقره و بيروت ثم الطائرة الروسية في سيناء ثم التفجيرات الاخيرة في باريس ثم الهجوم على فندق راديسون في مالي ، و تتوعد هذه التنظيمات باعمال تفجير مماثلة في موسكو و عموم دول الغرب .

لكنني لم أسمع أن هذه التنظيمات قامت باعمال تفجيرات في الصين أو في اليابان .. فما السبب يا ترى ؟! .

هل لأن الصين و اليابان لم تكن من الدول المساهمة في اقامة الكيان الارهابي اسرائيل على أرض فلسطين العربية الاسلامية ؟! .

أم لأن الصين و اليابان لم يساهم بتسليح اسرائيل الارهابية لتكون متفوقة عسكريا و قادرة على قتل الفلسطينيين و تشريدهم ليكونوا لاجئين مشردين في كل أقطار العالم؟! .

أم لأن الصين و اليابان لم تنصّب عائلات عربية معينة حاكمة في الاقطار العربية و تطلب منها مقابل ضمان بقاءها الدائم إلى يوم القيامة على كرسي الحكم حماية الكيان الارهابي الصهيوني و منع انطلاق مقاومة ضدها ؟! .

أم لأن الصين و اليابان لم تقم بالتخطيط لعمل انقلابات عسكرية في الوطن العربي لتنصب حاكما عسكريا رئيسا للدولة و تطلب منه مقابل تسليمه الحكم أن يحافظ على آمن اسرائيل الارهابية المحتلة ؟! .

أم لأن الصين و اليابان لم ترسل طائراتها لقصف أهل السنة في اليمن و سوريا و العراق ؟! .
أم لأن الصين و اليابان لم تعمل على الاضرار بالقيم العربية الاسلامية ؟! .
ربما يكون كل ما ذكر صحيحا .

نعم ، لذلك نرى الأمن و الأمان في الصين و اليابان ولا نراه في موسكو ولا في واشنطن ولا في باريس ولا في بروكسل ولا في لندن ولا في العواصم العربية بما فيها القدس المحتلة وحول المسجد الاقصى الاسير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات