عندما تسقط ورقة التوت عن بعض المسئولين السابقين


المسئولين السابقين وزراء أو رؤساء مجالس النواب والأعيان وغيرهم شخصيات رسمية تكلف بمهام قيادية في الدولة الأردنية وينتهي تفويضهم(Mandate) بالإقالة من قبل ولي الأمر، أو من قبل \"ولي النعمة\" حسب تعبير رئيس مجلس الأعيان المقال السيد عبدالرؤوف الروابدة ،وبالطبع ولي الأمر له أسبابه ولديه معلوماته التي يقرر في ضوئها إحداث التغيير في المواقع القيادية.

لم يشهد الأردن استقالات طوعية لرؤساء وزراء سابقين باستثناء الرئيس عون الخصاونة الذي قدم استقالته لملك البلاد وهو في زيارة رسمية للجمهورية التركية مسجلا طريقة عزيزة كريمة في الزهد من المنصب عند إدراك شاغله بأنه تم تجاوز صلاحياته واستحقاقات المنصب الذي يشغله .

وفي الوقت الذي نعتقد بأنه ليس هنالك غرابة في إقالة الملك لرؤساء الحكومات أو رؤساء مجالس الأعيان أو غيرهم فإن قيام هؤلاء المسئولين المقالين بالتذلل لولي الأمر عبر استخدام مصطلحات وأوصاف لا تطلق إلا على رب العزة سبحانه وتعالى كأن يخاطب الملك (يا ولي النعم )أثار حفيظة الكثيرين من الأردنيين الذين استهجنوا قيام هذا المسئول المنتهية ولايته بمقاربة خصائص الملك مع خصائص خالق الملك وملك الملوك. لقد كتبنا في هذا الموضوع وانتقدنا تصرف هذا الرئيس ومخالفته للشرع ولقيم الأردنيين الذين عرف عنهم الكرامة وعزة النفس .

لم نكن نهدف في مقالتنا إلى النيل من سمعة هذا المسئول بقدر ما سعينا إلى انتقاد سلوك مسئول يشتم منه وفيه ممالئة ومدحا مفرطا لولي الأمر مما قد يشجع من هم أقل مرتبة وعمرا ومنصبا على تقليد هذا التزلف الواضح .إذا كان مسئول تقلد معظم المواقع والمناصب التنفيذية والتشريعية يظهر هذا السلوك الخاضع لولي الأمر فلا غرابة أن يقوم موظفين صغار في أقسام ودوائر الدولة المختلفة بالتزلف لرؤسائهم والإفراط في مدحهم طمعا برضاهم وامتيازاتهم. سلوك المسئول المتذلل ومن قبله سلوك الدكتور النسور صاحب مقولة (يا ابن محمد) سلوك مستهجن ولا ينسجم مع قيمنا الإسلامية وقيمنا الأردنية وسيبقى يستذكر الأردنيين بكلألم واستهجان السوابق التي وضعها هذين الرئيسين في مخاطبة الملك!!

في معرض ردود أفعال المسئول لرئيس المقال على اللغط الكبير الذي سببه مدحه المفرط لولي الأمر (يا ولي النعم) علمنا بأن هذا المسئول يتساءل من وكم يمثل هؤلاء النقاد ومن يمثل الدكتور أنيس الخصاونة ؟وهنا نرجو من سيادته أن يتذكر أن أنيس الخصاونة لم يدعي يوما بأنه يمثل أحد وهو كاتب يدلي بآرائه الصحفية التي كفل له الدستور حرية التعبير عنها كما أن شخصية عامة كشخصية شغلت مواقع رسمية يمكن انتقادها والتعليق على تصرفاتها خصوصا عندما تكون هذه التصرفات تنطوي على مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف. نعم ما كان لنا أن نكتب عن هذا المسئول المقال لو كان جالسا ببيته وديوانه ولكن رسالته للملك كانت موجهة بحكم موقعه الرسمي إلى رئيس السلطات السياسية الثلاث في الدولة الأردنية.

وعودة إلى قضية من يمثل الكاتب أنيس الخصاونة نقول له بأننا نعتقد أننا جزء من النخب الأكاديمية والاجتماعية والسياسية والشعبية والحراكية التي ربما تمتلك القبول من كثير من الأردنيين أكثر مما يمتلك هذا المسئول المقال من رصيد وتأييد .ونقول لهذا المسئول الذي تم الاستغناء عن خدماته بصورة غير مسبوقة نقول له بأن الذي أزعجتك مقالته أستاذ جامعي أمضى ثلث قرن من الزمان في قاعات التدريس وأروقة الجامعات وتتلمذ على يديه خمسين ألف طالب وأكثر من أربعة آلاف ضابط في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وهو متخصص في إدارة الحكومات ومأكله حلال ورزقه حلال صرف ومن عرق جبينه وهو ما زال يقطن في بيت مستأجر ولا أعلم إن كنتم قد قدمتم للوطن أكثر مما قدم أنيس الخصاونة!!

ونحن في هذا الصدد نود أن نسأل من وكم يمثل هذا المسئول في الأردن ؟ يقول المسئول المقال بأن المئات من محبيه وداعميه قد وفدوا وأموا بيته بعد إقالته ونحن نقول هنا بأن هذا يأتي من باب المصلحة ورد الجميل للبعض ممن ربما وظفهم المسئول أو تواسط لهم للتعيين في مواقع هي ربما من حق أردنيين آخرين كما أن على سيادته أن يتوقع بأنه بعد مرور شهر على إقالته سينأى الكثيرون عن زيارته أو مهاتفته لانتهاء المصلحة وسيبتعد الكثيرون عن التواصل به إذا تيقنوا أن من أسماه وخاطبه (ولي النعم) ما زال منزعجا منه وعليه أن يتوقع أن لا يقرع هاتفه كثيرا من الآن فصاعدا . كم كنت أتمنى أن لا اسمع أو أرى مسئول سابق يتباهى ويفتخر بأنه خاطب ولي الأمر (يا ولي النعم ) لا بل وتأخذه العزة بالإثم ويصر على ذلك مستكبرا ومعتبرا أن ذلك جاء مقصودا وبشطارة وحذاقة حتى لا يدع لبعض الشخوص أن يملئوا مكانه ويزاودوا عليه عند ولي الأمر وأنه على استعداد لفعل أكثر من ذلك..واعجبي والله أنني أشعر بالأسى لهذه الذريعة ولذلك التبرير والله أسأل أن لا يكتب لنا موقعا أو منصبا يمكن أن يجلب لنا مثل هذا الضعف والاستكانة ومثل هذا السقوط المريع لورقة التوت التي تخفي العيوب ...

اللهم نسألك حسن الختام ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات