عبيد منذ ولادتنا


شدي اللفاع مليح,,,جملة سمعتها مئات المرات من جدتي وأمي تقال أثناء أعطاء التعليمات لآم جديدة واللفاع عبارة عن قطعة قماش متوسطة الحجم تقوم الام بلفها على جسم المولود ويتم تثبيته بحزام من القماش ايضا يشبه حزام الكراتيه يكون ابيض اللون وعند النظر للطفل تحزن وهو يحاول بعد خروجه من رحم أمه ان يطلق العنان ليده ليصطدم بهذا الجدار من القماش فترى رأسه بارز من اللفاع يطالع من حوله ولعله يقول ماهذا العالم يكبر الطفل العربي وكل شئ حوله ممنوع أن ضحك صرخ الوالدان بوجهه (ليش بتتصهون الضحك لبرد الوجه)وأذا كشر انزعج الوالد ومباشرة هاجمه (سنحك دايما مكشر نكد مثل خالك)مما يجعل من هذا الفتى يصاب بالانفصام فلا الضحك ينفع ولا التكشيرة والآنكى الطريقه التي يعامل بها أثناء الصباح ومحاولات أخراجه من الفراش الى الحمام ليغسل وجهه فالبدايه تكون برفع.

( اللحاف ) فيشعر بالبرد مما يجعل منه يصبح على الفراش بشكل دائري واضعا يديه على ركبتيه اللتان أصبحتان عند وجهه لتأتي الوالده وتضرب بيدها التي بالعادة تكون لاتختلف كثيرا عن يد (الطوبرجي)قائلة (قوم ولك لآخلي الحزام يوكل من جنابك)ويكبر وتكبر معه أساليب القمع وفي المراحل النهائيه للثانويه وأنتظار الآهل اجتياز مرحلة التوجيهي ليرى أبنه طالب جامعه طب أو مهندس وأذا ,,تيست,,محامي وتبدأ مرحلة الرعب للشاب وكل يوم تتحدث الوالدة عن ابن ام علي كيف رسب بالتوجيهي لآنه التربيه مصعبه الآسئله مما يجعل منه بعد هذا المثل المأساوي يعيش فترة لايعلم بها الا الله وتقترب الامتحانات ويصبح الوالد الذي يحمل (شهادة السادس الابتدائي ب)يعطي تعليماته للشاب كيف ستكون أجواء الامتحانات مما يشحن الطالب بالطاقه السلبيه المليئة بالخوف والرعب ويعلم الله هل ينجح ويجتاز الامتحانات ام يفشل وفي كلتا النتيجه نكون اخرجنا جيل مهزوز لايستطيع اتخاذ القرارات منفردا جيل تائه يهرب من قمع البيت الى المقهى ليفرغ طاقاته في مباراة الكلاسيكو وعلى الواتس اب وعلى صفحات الفيس بوك وبأسماء وهميه لآنه عاش حياته لم يتجرأ ابداء الرأي بوضوح جيل أكتشف أنه مازال يعيش في ,,اللفاع ,,وان الحزام مازال يقيده



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات