سيمفونية الاردن


هناك مقولة في علم الاجتماع تقول أن الناس تهرع لبعضها عند النوازل وإن كانت هذه المقولة نتاج طبيعي للفطرة البشرية السليمة إلا أن استحضارها في الوعي طيلة الوقت وعند الرخاء مقدمة لا بد منها لتفعيلها عند الحاجة ،وهنا تبرز أهمية المجتمع السليم المعافى في الوعي العام لكل فرد ،ودور الفرد في الوصول لهذا المجتمع والمحكومة بعلاقة التبادل ،فما يختمر في المجتمع ينعكس على حياة الفرد .

لم ادع لنفسي يوما الملائكية ولا المفكر الذي يغوص في عالم الافكار،لكن رمي حجر صغير في المياه الراكدة غالبا ما يحدث أثرا، أو ينبه ناسيا ،وخاصة عند المتغيرات وما تمليه من إعادة ترتيب الأولويات فالاحداث التي تعصف بالمنطقة العربية ، وسيل الدماء المتدفق ،والمجنزرات والمدرعات والطائرات والتي لبدت سماءنا بكثافة الدخان،كثافة  لا تقل عن ضبابية وعتمة الافكار المتطرفة التي تدعي محاربتها ، هذا الوضع يضع الصغير والكبير عند حدود مسؤولياته للحفاظ على المجتمع السليم المعافى.

مع هذه العتمة المضاعفة التي تحيط بالاردن ورغم ما يشكله العامل الاقتصادي من أهمية في مقاييس المجتمعات القادرة على التطور والاستمرار مع هذه العتمة إحتل الأمن والأمان سلم كافة المقاييس ، الأمن الذي يشكل القاعدة الصلبة لأي تطور ،سواء كان اجتماعيا او اقتصاديا أو سياسيا، لذا تضافر الجهود من كافة المستويات وعلى كافة المستويات للحفاظ على الامن والامان بات المطلب الأكثر الحاحا ،والمطلب الذي يشكل تلك القاعدة الصلبة  للوصول بكل فرد الى أهدافه  إن كان الأمن أهم عوامل التقدم وهو كذلك ، فالعنصرية المقيتة أهم عوامل التأخر،وبعثرة الجهود ،وتتناسل العنصرية بوتيرة أشد من تناسل الافئران من الأفكار المتطرفة ،والتي ترمي الأخر على ضفة الأخرى لتجعله العدو اللدود .


منذ الأزل لم يخل التاريخ البشري من الأفكار الشاذة المتطرفة , سواء تلك التي تسربلت بعباءة الدين , ونصبت من مريديها ألهة , ومنحتهم صكوك الغفران لينتهكوا باسم الدين كل مقدس , أو تلك التي تدثرت بالعرق والقومية ، فخلقت تصنيفا للبشرية وضعت فيه مريديها في المقدمة ، وجعلتهم الحصان الذي يجر عربة التطور، والأخر ما علق في ذيل ذلك الحصان .

ما أن يدير المرء طرف عينيه صوب تلك الافكار حتى يفغر فاه دهشة على شلال الدم والاشلاء وكثرة الضحايا البريئة التي سقطت على مذابح التطرف الأعمى ،وما أن يسبر المرء أغوار تلك الافكار حتى تقف العنصرية النتنة بسياطها تلهب ظهر المجتمع أمام ناظريه  فالأخر وفق العنصرية إما كافر أو عاجز عن المساهمة في ركب التطور البشري ، أو جيناته تحمل صفة التخلف وما يجري في عروقه مياه عادمة ، لذا فالخلاص منه واجب حضاري لتكمل البشرية طريقها في التقدم والتطور ومع ذلك تدعي هذه الافكار الريادة في التطور!!

لأن الشيء بالشيء يذكر،فالعنصرية الأشد فتكا تكون في ، اؤلئك المتحولون من النقيض الى النقيض ، التحول من الانفلات الاخلاقي الى التطرف الأعمى ، فقبل أن يخلع الفرد نعليه ليصلي أول صلاة له يكون قد كفر كل من حوله ربما باستثناء أمه ليجعلها منافقة يسقط عليها تخرصاته في المنافقين !!
،ولا عجب اذ أن القابلية لتبني فكرة الانحلال الاخلاقي الشاذه عن المجتمع هي نفس القابلية لتبني فكرة التطرف الأعمى الشاذة .

الحفاظ على الأمن بكافة مستوياته هو المشاركة في سيمفونية الاردن في الأمن والأمان ، حمى الله الاردن من كل مكروه وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات