زكي بني ارشيد في الايام الاخيرة من المنحه


ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ... يوم الثلاثاء الماضي كنت في ضيافة الشيخ الجرئ الجميل زكي بني ارشيد و كعادته كان باشّاً هادئا مطمئنا واثقا .. تبادلنا التحيات و حمدنا الله تعالى و اثنينا عليه .

لا ازكي على الله أحدا لكنني أميل إلى أن هذا الرجل له نصيب عظيم من اسمه الذي _ كما اخبرني _ سمّاه به والده رحمة الله تعالى عليه ، و علمت منه ايضا ان اربعين يوما فقط بقيت له من هذه التي سمّاها " منحة ربانية " هو سعيد بها و يشكر الله تعالى عليها شكرا جزيلا ..لكن لم يسعفني الوقت لسؤاله عن سبب تسميته لها

" منحة ربانية " .
تجاذبنا أطراف الحديث وهو ذو شجون لكنه يطيب مع من هو بهذا الانس و العلم و التوكل ، إذ ان التوكل الحق يورث صاحبه صفتين عظيمتين هما الجرأة و الجود ، اما القرآن فكان حاضرا على لسان الشيخ وما اسرع ، ربما بسبب حضوره في القلب، فما ان أكمل الجملة إلا و يستشهد الشيخ عليها بآية كريمة .

ذكرنا الله جل جلاله .. عظمته و قدرته فسارع الشيخ يذكر قوله تعالى " و الذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، و أُملي لهم إنّ كيدي متين " و قوله تعالى " وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " .

ذكرنا سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم وكيف انه لما استعصى عليهم فتح خيبر قال صلى الله عليه و سلم " لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و في اليوم التالي دعا علي ابن ابي طالب و اعطاه الراية و قال له لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمر النعم و في رواية خير لك مما طلعت عليه الشمس وفي رواية خير لك من الدنيا وما فيها " .

تحدثنا عن يوم الحديبية يوم أن أرسل صلى الله عليه و سلم إلى قريش انه جاء معتمرا ولا يريد قتالا ، لكن قريش رفضت و ارسلت إليه عددا من المفاوضين كان أخرهم سهيل بن عمرو الذي انجز المهمة و قد جاء قبله عروة ابن مسعود الثقفي الذي كان حريصا على اقناع الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة ، فقال وهو ينظر إلى حال جماعة المسلمين المرافقة للرسول صلى الله عليه وسلم في رحلته " والله يا محمد ما اظن هؤلاء إلا هاربين و تاركيك وحدك لو دخلت في حرب مع قومك و عشيرتك " و قال شاتما محقرا " ما ارى حولك إلا اوباشا خليقا أن يفروا و يدعوك " ، فرد عليه أحد الملثمين " أمصص بظر اللات " وهي من اقذع الشتائم و غريبة عن طبع قائلها رضي الله تعالى عنه ، لكن واقع الحال اقتضاها فكانت ردا قويا لاذعا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أجازه لأنه رد على شاتم ظالم بادئ و البادئ أظلم .

انتفض عروة لسماعه هذه الشتيمة اللاذعة القوية و نظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله من هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم : هذا " ابو بكر " ابن ابي قحافة ، قال عروة : ها ، والله لولا أن لك عندي يداً لإجبتك ولكن هذه بتلك ، لقد أكلت جميلك ، حيث كان ابو بكر قد صنع له معروفا في الجاهلية .

تحدثنا ايضا عن أصعب يوم في حياة المسلمين الصحابة رضوان الله عليهم ، ذاك هو يوم الاحزاب ، يوم أن اجتمعت القبائل العربية المشركة بتحريض و مظاهرة يهود المدينة أهل الغدر و المكيدة إذ هو طبعهم على الدوام ، اجتمعوا على حرب المسلمين و محاصرتهم في المدينة المنورة لاستئصال شأفتهم .. فسارع الشيخ يذكر قوله تعالى " إذ جاؤوكم من فوقكم و من أسفل منكم و إذ زاغت الابصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا ، هنالك أُبتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا، و إذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا " .

لكنّ المؤمنين الصادقين المصدقين الصابرين الثابتين دائما يأتيهم الفرج بتحقيق وعد الله بنصره لهم ، قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم " فالذي ينصر دين الله و يرفع راية الاسلام عالية ينصره الله ولو بعد حين و بوسائل لا تخطر على البال و قوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا أذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصيرا " و قال عز من قائل " و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا " و هم يستحقون ذلك لقول الله تعالى فيهم " ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله وما زادهم إلا ايمانا و تسليما " .

تذاكرنا بالقرآن العظيم و بالسيرة النبوية المطهرة الهادية مع الشيخ العابد الشاكر الحامد لنذكر انفسنا كيف أن المسلمين مروا في حياتهم بصعوبات كثيرة على يد اعداء الاسلام و المنافقين لكنهم صبروا على الأذى و احتملوا هذه الصعوبات إلى أن أكرمهم الله جزاء صبرهم و ثباتهم و نصرتهم لدينه باقامة دولتهم ، دولة الاسلام العظيم ، دولة الحق و العدل و الحرية و الكرامة للناس أجمعين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات