قمة العشرين الكبار في انطاليا التركية جاءت بعد احداث باريس وبيروت وبقية مجازر التطرف ، والحدث الملفت إعلاميا في هذه القمة والذي طغى على بقية الاحداث في القمة يتمثل في؛ جلوس رئيسي روسيا وامريكا في زاوية قاعة الاستقبال في الفندق وبدءهم حديثا سياسيا عن كل ما يجري في سوريا فقط ، وتقول بعض التقارير الاعلامية أن هناك جمل سمعت من قبل الرئيسين من مثل؛ سوريا والارهاب ، وان الحديث تم بلغة متوترة وعصبية ومن خلال المترجمين الروسي والأمريكي .

وهذا المشهد الذي تم تناقله على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام كان بسيطا إذ بدء بحديث جانبي بين الزعيمين وهم يقفون في القاعة الرئيسية ومن ثم طلب احدهم من الأخر أن يجلسوا في زاوية مكونة من اربع مقاعد وطاولة دون أية ترتيبات برتوكولية أو أمنية ودون وجود اشخاص يعيقون حركتهم من مثل رجال أمن أو سياسين ، واستمر الحديث لأقل من عشرة دقائق وانتهت القمة بين الكبار ولم تنتهي القمة بين الصغار .

وهنا وبغض النظر عن فحوى ما دار بين الرئيسين وبعيدا عن محاولات تحليل طبيعة ما دار ومفاصله الرئيسية علينا أن نستخلص من هذا المشهد أن الحكاية السورية أصبحت بين الكبار فقط "روسيا وامريكا " وعلى بقية صغار المفاوضين أن يخرجوا منها أو يستمروا بلعب دور الضحية أو اصحاب الحقوق الضائعة أو المطالبين بالدولة السورية وان اختلفوا على مساحتها ومكوناتها الديموغرافية .

وهذا المشهد ايضا يقدم لنا معلومة رئيسية تقول أن ما يجري في سوريا ومحيطنا العربي من دمار وقتل وتهجير والغاء لدول وانظمة سياسية لايستحق من قادة أكبر دولتين أكثر من عشرة دقائق نقاش وعلى طاولة واربع كراسي في ردهة فندق ، فهل يعلم هؤلاء الاعبين الصغار حجمهم في هذه اللعبة السياسية القذرة ؟ .