الدين خُلق .. لا حلال وحرام فحسب!!


منذ نعومة إظفارنا وما قبل الجلوس على مقاعد الدراسه ,أن أول ما نسمعه من أهلينا كلمة حرام,, وفي الشارع كذلك ,حتى انتقلنا الى المدرسه لتتسع دائرة الممنوعات بدعوى الحلال والحرام.. حتى أضحينا نعيش تحت خيمة واسعه اعمدتها الحلال والحرام وغطاءها مكشوف برغم ان ديننا يزخر بمعاني كثيره تشجعنا على حب الحياة والتمتع بها وعن صفات الله القائمه على الرحمة والمحبة والسلام..

الرسول الكريم عليه افضل التسليم يقول( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) بمعنى ان التوجه في العقيده يقوم على تعظيم الايجابي وعلى حساب السلبي,,وجميع الديانات السماويه مصدرها واحد ولا تناقض بينها جاءت لتحرير الأنسان من وسوسة الشيطان والذي يدعو الى الكفر والعياذ بالله وما يلازم ذلك من افعال تدركها الفطره ويعمل بها احياناً البعيد عن النهج السماوي,,الى الانخراط في طاعة الله والتي ستُثمر أخلاقاً وتراحم وتعاطف..

يقول الله تعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفظوا من حولك) وهي رساله من الله والمقصود فيها الرسول الكريم اولاً ومن ثم اتباعه كتوجيه سماوي للانسان في ضرورة ان يكون متسامحاً قريباً الى القلب ليجتمع من حولك بطيب قلب ومحبه,, من هنا نحن مطالبون لئن نتسامح لا ان نتعارك,,فالمحبه يجب ان نجتمع عليها لا ان نتفرق,, بينما ما نشهده اليوم جميعاً يحض على الاختلاف والاقتتال حتى بات الواحد منا يكفّر الآخر دون الاستناد الى اي مرجعيه في القرآن او السنّه,لذا نحن مطالبون الى تعظيم السلوك الايجابي ونحن على يقين ان الحلال والحرام هما يخصان الله الخالق وهو العفو الكريم,, بينما الحقوق بين الناس لا تسقط بالتقادم ولكن تسقط بحُسن الخُلق والتسامح.

لو بحثنا في كتاب الله بطريقه احصائيه ولربما من يلج النت والفيس يستطيع ان يحصل على معلومات رقميه لكل ما يدور في خلده موثق بالادله حول كلمات القرآن وآياته, نجد ان الآيات التي تحث على الرحمه اكثر بكثير من تلك التي تتوعد الكفار والمنافقين,, كما نجد كلمات الرحمه والحب والجنه وغيرها من مرادفات ايجابيه اضعاف مضاعفه عن تلك في وصف النار والعذاب, بمعنى ان ديننا الحنيف يعظم كل ما هو ايجابي كما اسلفت بعيداً عن الفكر الظلامي الذي ينتمي اليه المتطرفون ممن اساءوا للدين ولنا كاتباع له..

نعود الى الحلال والحرام وهما ايضاً يحملان مجموعه من التعاليم الربانيه للتمييز بين الغث والسمين, كما انهما اساسان متينان للبناء الايجابي وسمو الروح,, يراد منهما الاستدلال فحسب لا الوعيد بالعذاب,, كما انهما منهجان لتهذيب الروح للابتعاد بها عن النواقص وما يؤذيها بالرغم من ان الفطرة احيانا مرتبطه بالحلال اكثر الا من تربى في بيئه ضاله ومجتمع ضال او مضلل فلا يرتجى منه بالرغم من ان ابواب التوبه مشرّعه للانسان للعوده عن الضلال والخطيئه( ان الله يغفر الذنوب جميعاً .. الى آخر الآيه وهناك آيات كثيره واحاديث بهذا الصدد.. ديننا سمح يحث على المحبه والتواصل والأيمان بالله الواحد الأحد وما غير ذلك فمتروك لرحمة الله التي وسعت كل شيء..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات