"جراسا" تستذكر بطولات الجيش العربي في معركة السموع


جراسا -

خاص - معاذ ملكاوي - زحف في صباح مثل هذا اليوم قبل 49 عاماً، وبالتحديد في 13 تشرين ثاني 1966 رتلين من دبابات العدو الصهيوني تساندهما أسراب من الطائرات المقاتلة الى بلدة السموع الواقعة بالقرب من الخليل التي كانت خاضعة في ذاك الوقت للسيطرة الأردنية، وجسد فيها الجيش التضحية بأبهى صورها في الدفاع عن الأرض والعرض.

وكانت المعركة المجيدة التي حاول الصهاينة فيها إحتلال بلدة السموع بالضفة الغربية وهزموا فيها لبسالة لواء المشاة حطين في الجيش الأردني بعد أن أًجبر الجنود الصهاينة على الإنسحاب إثر مقتل قائدهم، تعتبر الأكبر بعد العدوان الثلاثي على مصر، ولكن أجمع المحللون أنها كانت تمهيداً لحرب 1967, كما هدفت المعركة إلى إستدراج الجيش الأردني للحرب، واختبار مدى فعالية القيادة العسكرية الأردنية التي قدمت 15 شهيداً بالإضافة الى إصابة قائد اللواء في ذلك الوقت العقيد بهجت المحيسن .

وفي الخامسة والنصف من صباح ذلك اليوم إجتازت قوات العدو خطوط الهدنة برتلين من الدبابات  تحرك أحدهما باتجاه بلدة السموع، والآخر بإتجاه مدينة يطا بهدف التضليل، تساندهما عدة أسراب من الطائرات المقاتلة.

وأصدر قائد اللواء الأردني العقيد بهجت المحيسن أوامره بالتصدي للهجوم، وحرَّك قوتين بإتجاه السموع لإدراكه أنها الهدف المقصود، وتحركت القوتان بطريقين مختلفين، الأول عن طريق الظاهرية، والثاني عن طريق يطا، تحت قصف الطيران الصهيوني، رغم محاولة سلاح الجو الأردني حماية هذا التقدم بإرساله ثلاثة طائرات من طراز هوكر هنتر البريطانية الصنع دون تأثير كبير نظراً لعدد طائرات العدو الكثير.

وبالرغم من هذا تمكن الطيارون الأردنيون من إسقاط ثلاث طائرات صهيونية، وسقطت لهم اثنتان، إستشهد طيار الأولى ونجح طيار الثانية النقيب الطيار في ذلك الوقت إحسان شردم بالقفز بمظلته فنجى، كما لم تتأذَّ طائرته عند سقوطها على الأرض كثيراً، وتم تثبيتها لاحقاً في متحف صرح الشهيد لتبقى شاهدةً على هذه المعركة.

وكان الجيشان في سباق للوصول إلى السموع. وحرص العقيد بهجت المحيسن على المشاركة بنفسه في هذه المعركة لإدراكه أن القوات الصهيونية تفوق قواته عدداً وعتاداً؛ ولكنه إعتمد على مهارة قواته، وروحهم المعنوية العالية، وصلابة إرادتهم للقتال. ووجوده معهم في الميدان سيحفِّزهم على الصمود.

طبيعة الأرض مكَّنت قوات العدو من الوصول إلى مرتفعات السموع في لحظة وصول القوات الأردنية حولها من جانبين. وشارك سرب من الطائرات الأردنية في هذه المعركة واشتبك في قتال عنيف وغير متكافيء مع أسراب العدو.

وأشتبكت القوات الأردنية ببسالة مع القوات الصهيونية التي كانت أفضل تسليحاً، ولكنها رغم ذلك إستطاعت دحرها قبل نهاية اليوم.

إستشهد في هذه المعركة الملازم طيار موفق بدر السلطي "أول طيار شهيد على ثرى فلسطين"، والرائد محمد ضيف الله الهباهبة، وحمدان عبد الرحمن كرم الخليفات، وسالم عليان سليمان العموش، وراجي مقبول سالم الشموط، وأحمد سعيد موسى العثامين، وعبد القادر عبدالجواد عودة الحروب، ومفلح محمد سليمان الختاتلة، وإبراهيم حسن يوسف مصلح، ويونس حسين مسلم العريقات، وعبد القادر شاكر محمد صدقة، وعطا الله علي متروك العوران، وأحمد عبد الكريم محمد السويطي، وعبد الرحيم عبد الله مسلم محفوظ، ومحمد أحمد حمد دار عودة. وجرح فيها ولأول مرة في التاريخ العسكري الأردني قائد اللواء على أرض المعركة، وتراجعت القوات المعتدية إلى داخل حدودها، وتمكنت القوات الأردنية من الحصول على بعض الغنائم من الأسلحة العسكرية الصهيونية.

وقد سلَّم بهجت المحيسن عينة من هذه الغنائم بصورة رمزية إلى المغفور له الملك حسين بن طلال عند تفقده أرض المعركة.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات