27 دقيقة في عمان فضحت كبار المسؤولين


قبل أن اباشر كتابة سطور مقالتي ، ولكي لا اتجنى على احد ، ، زرت في اليوم التالي لغرق الاطفال المصريين المكان الذي شهد تلك الكارثة لكي اكتب لكم من رحم المعاناة وليس من مشاهدتي للمناظر عبر شاشات التلفاز والتي لم تعطينا حجم الكارثة الحقيقي الذي ابكاني لهول المشهد الذي استبسل فيه رجال الدفاع المدني وخففوا من حجم الكارثة.

فحجم الكارثة ايها الاردنيين يحمل في طياته الاهمال الواضح ، ليس من الامانة فحسب، بل ومن اصحاب الاسكانات الذي افرغوا جيوب المواطنين ليجنوا الملايين بسرعة غير مسبوقة ، فاقول ذلك لانني لم انظر لتلك الكارثة كما نظر اليها البعض من انها تمثل غضباً للطبيعة ولا يستطيع احد الوقوف امامها .

فعندما حضرت للموقع في اليوم التالي للكارثة في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً ،وجدت ورشات الامانة تقوم بوضع الكندرين على الشارع الرئيس الذي نزلت منه مياه الامطار واغرقت العمارات الاربعة، وهنا تساءلت : لماذا لم يتم وضع الكندرين على هذا الشارع وغيره قبل يوم الكارثة؟، اليس استيقاظ ورش الامانة في اليوم التالي للكارثة لوضع الكندرين على الشارع المسبب للكارثة يدل دلالة أكيدة على استشعار المسؤولين للخطر وارادوا تلافي ما جرى من خطر فادح ؟.

نعم انها النصف ساعة التي كشفت لنا ليس عيوب كبار المسؤولين من الذين لطالما خرجوا على شاشات التلفاز وامتعونا بالكذب الوطني نحن جاهزون لكل الاحتمالات فقط ، بل وكشفت وفضحت لنا كذلك لصوص الاسكان الذين لم يتقيدوا بأدنى المواصفات في اعمالهم، فلا يعقل ايها السادة وانا اتكلم لكم من خبرتي في هذا المجال، ان يتم بناء جدار استنادي طوله 25 متراً ليس به تمدد هوائي عبارة عن مواسير في جسم الجدار لا تقل عن 7 لتصريف المياه حال تعرضه لمثل ذلك الموقف ، كما انه ليس من المعقول بناء جدار طوله اكثر من 33 متراً من الطوب دون وضع اي اعمدة اسمنتية بين الطوب ، وهذا ما شاهدته في الجدار الفاصل بين العمارتين في المكان المحاذي للغرف التي غرق بها الاطفال ، وهنا نطرح التساءل الاهم: من الذي منح الرخص لاصحاب هذه الاسكانات بالرغم من وجود مثل تلك العيوب الخطيرة والتي تكون ظاهرة في العادة وغير خفية؟، وهل تتم مراقبة اصحاب الاسكانات بعد منحهم الرخص لاقامة الانشاء ؟ ، ام انها متروكة هكذا دون حسيب او رقيب ؟. فمن يفتح ملف الاسكانات في عمان سيرى العجب العجاب؟.

كم كنت امنى لو ان امين عمان لم يظهر على الشاشة الرسمية للحكومة الاردنية في مشهد استفزازي للشعب الاردني الذي اكتوى بنار ما تعرض له وشاهده بأم عينيه، فالى هذه الجرجة وصل الحد باستسخاف الاردنيين ومعاناتهم ، وهنا نقول للحكومة اذا كنت قد اتخذت قرار احالة مدير الجمارك لكونه يمثل اعلى الهرم الوظيفي، فلماذا لا تتخذي ذات القرار بإحالة امين عمان وكبار مسؤوليه للتقاعد بذات الهدف والطريقة؟، اللهم إلا اذا كان ذلك الامين اهم من 6،5 مليون اردني؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات