ليس دفاعاً عن الحلبي فحسب , بل دفاعاً عن منهج السلف الصالح


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسوله الشجاع الحكيم , أما بعد.

إنطلاقاً من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (إن لِصاحب الحق مقالاً) , وإنطلاقاً كذلك من قوله (صلى الله عليه وسلم): ( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) , فأني أجد من الواجب علي كمسلم منتمي لديني ولأمتي ولوطني , أن اطرح بين أيديكم (بالفيديو بالصوت والصورة) رد الشيخ الفقيه المحدث العلامة (علي الحلبي) على الهجمة الممنهجة التي قادها الحزبيون "دعاة الربيع العربي ودعاة المظاهرات والإنقلابات الدموية" من خلف كيبورداتهم التثويرية ليس ضد الشيخ الحلبي فحسب , بل ضد منهج الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وسلفنا الصالح في التعامل مع الأزمات والويلات و النازلات , واختيارهم المغرض لهذا الوقت بالذات !!!

1: في البداية , أجزم لكم بأن الكثير الكثير من الناس الذين اعترضوا على هذه الفتوى لا يعلمون بأن هذه الفتوى قد صدرت من الشيخ قبل حوالي سنة وليس الآن –حيث كانت تهدف تلك الفتوى التي اخذت بعين الإعتبار مبدأ "المصلحة والمفسدة" , "والقدرة وعدمها" , "والعدة وغيابها" , "والجاهزية وعدمها" كانت تهدف لحفظ دماء اخوتنا في فلسطين الحبيبة , كيلا تذهب دمائهم دون مقابل ودون نصر ولا تمكين- !! _ ولو علم الناس بأنها فتوى قديمة في غير أيام الإنتفاضة الحالية لتحسسوا حكمة الشيخ الحلبي من ذلك ولما كانت ردة فعلهم كما هي الآن!! وهذا يعطي اولي الألباب مؤشراً واضحاً بأن وراء هذه الزوبعة ما ورائها من كيدية بالشيخ ومنهجهه السلفي العلمي الحكيم القويم , كما لا تخفى عليكم المصالح الحزبية المقيتة المميتة التي عودونا أن يركضوا ورائها اولئك القوم بتسلقهم ولو على حساب سمعة غيرهم من الشرفاء الأنقياء الأتقياء –ولا نزكي على الله احداً-!!

2: أن الصيغة التحريضية الإستفزازية العامة التي صيغ بها خبر هذه الفتوى في معظم المواقع الإلكترونية وخاصة المواقع "الأخونجية" وفي المقالات الكثيرة (للأسف الشديد) قد اجتزأت من هذه الفتوى ما تريد وأخفت ما تريد !! ليس لها هم إلا السبق الصحفي والجذب الإلكتروني , والوصول الحزبي الخبيث , والضغط على الدولة لتحقيق مصالح حزبية على حساب دماء المسلمين وسمعة وهيبة علمائهم!! فلم تذكر هذه المواقع "وأخص بالذكر الأخونجية منها" لا زمان هذه الفتوى ولا تاريخها ولا حتى الأهم من ذلك وهو "ظروفها وحيثياتها" , ولم تشر إلى ربط الشيخ الحلبي بعدم قتال اليهود بحالة الهدنة والسلم المؤقتة التي كانت سائدة وقت الفتوى قبل عام !!

3. سؤال لا يعرف عنه الناس : أين أخفى الأخوان المسلمون (الراعي المُحرض) لهذه الهجمة الشرسة على الشيخ الحلبي فتوى شيخهم وأبيهم الروحي يوسف القرضاوي هدانا واياه الله عندما سُئل : (هل تدعون سماحتكم وتفتون بقتل المدنيين الأبرياء وحتى لو كانوا من الإسرائيليين المسالمين ؟ _ فأجاب الشيخ القرضاوي حينها قائلاً : أؤكد ما قلته من قبل: أن من ثبتت مسالمته من الإسرائيليين، فلا يجيز شرعنا لنا ـ نحن المسلمين ـ أن نقتله، لأنّا لا نقتل إلا من يقاتلنا، أو يشارك في العدوان علينا، أما المسالم حقا، فلا أفتي بقتله، بل أحرم قتله، وأجرّم فعله، وأؤثم من فعل ذلك ؟؟ !!

4: سؤال آخر لا يعرف عنه الناس أين أخفى الأخوان المسلمون فتوى وقول شيخهم ومؤسسهم الأول (حسن البنا رحمه الله) عندما قال : (فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية , لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً ) ؟؟!!

5: أما علم هؤلاء التثويريون الغوغاء بأن رسولنا الشجاع المقدام "الحكيم" (صلى الله عليه وسلم) قد هادن اليهود ولم ينقض عهده معهم , لأنه ليس المسلم مَن يغدر غيره وينقض عهده , فليس من شيم المسلم أن يبدأ غيره الغدر في حالة الهدنة في حال حصولها , وهذا ما علمنا إياه الحبيب المُصطفى (صلى الله عليه وسلم)؟؟!!

6: أما تعلم هؤلاء العاطفيون أنه في غزوة الاحزاب قد أرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) حذيفة ليأتي له بخبر اليهود , وقال له : (اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي) _ أي لا تقوم بإثارتهم علينا_ !! هل كان هذا جُبن وخيانة واستكانة من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ايها التثويريين أم كان حكمة لحفظ شأفة المسلمين وبيضتهم ؟؟!! _ فعلى ما يبدو جلياً و واضحاً للجميع بأن ميزان المصالح والمفاسد مُعطل عند "جماعة الأخوان العاطفيين" الذين ساقت فتاويهم العاطفية الأمة الى "الربيع الدموي" في مصر وسوريا ومصر وليبيا وتونس وغيرها وما زالوا ماضين في ذلك حتى يهلكوا الحرث والنسل ؟؟!! _ فالأخوان : من ثمارهم تعرفونهم !!

7. عندما قال الشيخ الحلبي : (بأن اليهود يزودون الفلسطينيين بالمال والماء والكهرباء وغيرها ), لم يكن يقصد الشيخ تعظيم اليهود والاستكانة لهم بقدر ما كان يقصد بيان مدى حالة الضعف التي يمر بها اخوتنا في فلسطين وأن من يعتمد على عدوه في حاجاته اليومية والحياتية , لن تكون مواجهته لعدوه قوية وصحيحة وذات نتائج مرجوة !! _ فكيف تقاتل شخص تعتمد " مُكرهاً " عليه في الكثير من امور حياتك؟؟!! _ فالجهاد الصحيح قائم على قول الله عز وجل : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) وهذا غير متاح في هذا الوقت _ والأهم من هذا الإعداد المادي الضروري هو الإعداد (العقدي المنهجي القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح) والذي يفتقده الكثير من المسلمين في شتى أنحاء الدنيا. فلا نصر ولا تمكين للمسلمين من الله إلا أن ينصروا الله أولاً (وذلك يكون بإتباع الكتاب والسنة الصحيحة الصافية المنقاة من كل زيادة أو نقصان وهذا لن يكون إلا بالرجوع إلى منهج السلف الصالح –الذي يدعو اليه الشيخ الحلبي واخوته في شتى المعمورة ومن قبلهم الامام الالباني وابن باز وابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله جميعاً-)

** وأخيرا ولا اريد الإطالة , الله اسأل أن يهدينا واياهم والجميع إلى سواء السبيل , وأن يرد المسلمين إلى دينه رداً جميلاً , لأن حال هذه الأمة الصعب لن يصلح إلا ( بالتصفية _ والتربية : فنحن مطالبين بتصفية العقائد والمناهج والأدلة الإسلامية مما علق بها من عوالق فاسدة , ثم أن نقوم بتربية أنفسنا وأبنائنا وأمتنا عليها ) , لا أن نقوم بالتطبيل لعوام المسلمين أن لا شيء ينقصهم سوى (الجهاد) والكثير منهم بعيد مسافات طويلة عن العقيدة والمنهج القويم.

اترككم مع ردود الشيخ الحلبي الأولية على ما أثاره المغرضون بحقه , وجزاكم الله خيراً.

- كلمة الشيخ علي الحلبي حول وجوب جهاد اليهود المعتدين-الجزء الأول-
http://safeshare.tv/v/ss5639f739193dd
- كلمة الشيخ علي الحلبي حول وجوب جهاد اليهود المعتدين-الجزء الثاني-
http://safeshare.tv/v/ss5639f84e6be8e
- سؤال وجواب عما أثير حول الشيخ
http://safeshare.tv/v/ss5639f8afd737a



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات