بابُ الله


لقد بات واضحا للشعب الأردني أنه لا نية لدى النظام لإصلاح نفسه التي أدمنت على الفساد ، و معلوم أن المدمن ليس بمقدوره اصلاح نفسه وهذا حال المدمنين على التدخين فكيف بالمدمنين على المخدرات أو الانظمة التي أدمنت على الفساد .

إن الذي أغرى النظام و شجعه على صرف النظر عن إصلاح نفسه و رفض مطالب الشعب المشروعة هو الدعم اللامحدود من اصدقاءه و اخوانه المعروفين ، وهذا ما شجعه على استخدام العنف ضد المتظاهرين بالبلطجية الذين يقذفون الحجارة و يضربون بالعصي أو ما تيسر لهم كالمنقل مثلا أو غيرها من الوسائل الارهابية لتخويف الشعب المتظاهر بسلمية و حضارية .

و عندما كان النظام يجد ان المتظاهرين يصبرون و يتحملون أذى البلطجية و يستمرون في مسيرتهم أو اعتصامهم يستدعي لهم الدرك الذي كان دائما ينجح بالقوة في فض هذه الاعتصامات أو منعها و ينتج احيانا عن ذلك قلع عيون او كسور او اختناقات بفعل الغاز ثم اعتقالات و محاكمات و اهانات .

كان واضحا للبعض منذ البداية بدليل ممارسات النظام القمعية ضد المتظاهرين نيته المبيته بعدم الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة فلم يتخذ النظام أية خطوة اصلاحية ولم يحاكم الفاسدين ولم يستعد أي من منهوبات الوطن أو الشركات التي باعوها ، و حتى قانون الانتخاب الجديد الذي وضعته الحكومة دون ان تستشر أحدا من الشعب لا حزبيين ولا عشائريين ولا اكاديميين و تخدع الشعب بقولها انه مطروح للنقاش ، و بالرغم من الاحتجاج الواسع على هذا القانون الا ان الحكومة ماضية في اقراره ولن تسمع لأي مطالبة بالتعديل على هذا القانون و سوف يصادق عليه كالعادة من كل الجهات المعنية كما جاء من الحكومة ، وهكذا يخدعوننا دائما .

بهذه الطريقة يغلق النظام باب الاصلاح في كل مرة وهو بإغلاق هذا الباب انما يغلقه على نفسه ليتقوقع مع زمرة الفساد في قوقعة الفساد المحصنة .

اما التعديلات الدستورية التي أُجريت ، فقد كانت كلها لصالح تمكين النظام بزيادة و توسيع صلاحيات الملك و تجريد الشعب من صلاحياته و جاء ذلك ردا معاكسا و مضادا لمطلب الشعب الصريح الداعي لعودة الصلاحيات كلها للشعب مصدر السلطات ، و ان هذه مخالفة واضحة للدستور ، و بذلك يكون النظام قد اغلق على نفسه هذا الباب ايضا .

حاول الشعب أكثر من مرة و بعرائض موقعة اما بالمئات او بالالاف تطالب بالافراج عن الجندي البطل احمد الدقامسة وعن فضيلة الشيخ زكي بن رشيد و كل معتقلي الرأي من الاخوة السلفيين أو الصحفيين لكن هذه المطالبات جابهها النظام بالرفض مع ان عصابة إسرائيل الارهابية لم تفعل غير التمجيد و الاحتفاء بالذي أطلق النار على القاضي الاردني رائد زعيتر ومن قبله الذي اطلق النار على المصلين الساجدين في صلاة الفجر في الحرم الابراهيمي بالخليل ، مع كل ذلك يتمترس النظام و يغلق الباب على نفسه لكي لا يسمع صوت الشعب المدوي .

لقد حاول الشعب الاردني و بحرقة شديدة و مظاهرات سلمية ملأت الشوارع في كل المدن و المحافظات الاردنية و برجاء حار لهذا النظام أن يتخذ اجراءات رادعة للغزاة الصهاينة تمنعهم من اقتحام المسجد الاقصىى و العدوان على المصلين الامنين ومنعهم من الصلاة احيانا ، من منطلق ان النظام يعتبر نفسه وصيا على المسجد الاقصى و صاحب سيادة عليه وعلى ارضه البالغة 144 دنم لحمايتها من دنس الصهاينة حيث ما زال الغزاة الصهاينة حتى كتابة هذا المقال يقتحمون المسجد بحراسة و حماية جيشهم المحتل ، لكن لا حياة لمن تنادي و يعود النظام ليغلق على نفسه هذا الباب ايضا لكي لا يسمع هذه المره صوت الاقصى وهو ينادي و يستغيث .

كلما حاول الشعب ان يفتح بابا للمطالبة بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية او حماية المقدسات سارع النظام بالقوة او بالتشريعات المخالفة للدستور لاغلاق كل الابواب و كانه يريد بهذا الاسلوب القهري ان يشعر الشعب باليأس و يفرض عليه الاستسلام للاستبداد و الظلم مع تآكل الدخول و المرتبات بسبب الغلاء الفاحش و الضرائب الباهظة و رفع اسعار الكهرباء بلا مبرر برغم هبوط اسعار النفط .

لقد اغلق النظام على نفسه كل الابواب ولم يبق امام الشعب الاردني وهو يرى صورا جديدة من اشكال الفساد قد علم الآن انه كان مخطئا في قرع ابواب النظام للمطالبة بحقوقه و مقدساته وانّ عليه الآن ان يقرع بابا آخر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات