قنابل موقوتة .. تتجوَّل في شوارعنا


جراسا -

خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - نحن في الأردن وبكل أسف لا نتعلَّم أو نتَّعظ من أخطاءنا التي تمر بنا أو نرتكبها في شتى أمور حياتنا، وعندما تقع الفأس بالرأس نصرخ و"نُوَلوِل" ندماً وحزناً على ما حدث.. ولا نتَّعظ !.

نفقد أناساً أبرياء، قد يكون السبب بسيطاً ولكنه ضرورياً للحيلولة دون فقدانهم إلا إذا قدَّر الله ذلك، ونضع عندها المسؤولية في أعناق من كان بيدهم منع حدوث ذلك بإصدار قرار أو قانون أو أي مسمى آخر ليتم تنفيذه بحذافيره دون إبطاء لنتقي شراً كبيراً ومصيبة قد تحدث يكون وقعها مؤلماً ومفجعاً على أُسر وادعة ووطن آمن.

ومن هذه الأمور أو الأخطاء التي نرتكبها ونندم عليها لاحقاً هي التعامل مع "إسطوانات الغاز". هذه القنابل الموقوتة التي نُهمل كثيراً في العناية بها، وخاصة من قِبل ناقليها أو موزعيها.

فالإهمال بالتعامل مع إسطوانات الغاز كبير، من قبل العاملين في هذا الحقل الخطر. حيث لا عناية بالإسطوانات كمعدن، ولا إهتمام بما تحويه من مادة خطرة يجب الحذر كثيراً عند التعامل معها.

عمال لا يفقهون أي أسلوب في كيفية التعامل أو العناية أو الوقاية بإسطوانات الغاز أثناء توزيعهم أو بيعهم لهذه المادة، فلا ثقافة ولا وعي تم تزويدهم بهما لكي يدركوا مع ماذا يتعاملون.

سيارات التوزيع الكبيرة (الشاحنات) التي تحمل إسطوانات الغاز من المصفاة لتوزيعها على محلات البيع تفتقر لأدنى شروط السلامة أو الإحتياط لأي طارىء قد يحدث لا سمح الله أثناء شحن هذه "القنابل الموقوتة" بشكل سيء، كون غالبية هذه الشاحنات قديمة وصدئة، وأيضاً يقوم العاملون على هذه الشاحنات بـ "رص" الإسطوانات وكأنها حبات من "البطيخ" أو قطوف من "الموز"، وليس مواداً خطرة جداً لا يُحمد عقباها. ولا يوجد في هذه الشاحنات طفاية حريق أو "شادر" لتغطية ظهر الشاحنة لوقاية الإسطوانات من حرارة الشمس أثناء وقوفها الطويل سواء للتحميل أو التنزيل. وأيضاً المركبات الصغيرة التي تتنقل بين الأحياء السكنية لبيع الإسطوانات للسكان، قبل كل شيء، معظم هذه المركبات قديمة ولا تصلح لنقل مثل هذه المادة الخطرة، وبعض العاملون على هذه المركبات يتعاملون مع الإسطوانات وكأنها قطعة من الحديد لا تضر ولا تنفع. فتراهم "يطرقون" الإسطوانات ببعضها البعض، أو "يقذفونها" من ظهر المركبة على الأرض، أو يُدحرجونها على الأرض أمامهم. عدا عن قيام بعض السائقين "الشباب" بالمجازفة في إستخدام السرعة الزائدة أثناء توزيع الإسطوانات.

ولم يغِب عن بال الكثيرين منا ما حدث يوم 5-3-2012 بجوار مدينة الحسين الرياضية وفندق الأرز عندما إنقلبت مركبة توزيع غاز تحمل 50 إسطوانة بسبب السرعة الزائدة ما أدى إلى إنفجار عدد كبير منها وتطايرت في الهواء وإحتراق الشاحنة.

 كان حادثاً مأساوياً، فقد تسبب الإنفجار بحالة دمار في المكان وألحق أضراراً في ثلاثة مباني على الأقل وبعض المحلات التجارية والبضائع المعروضة، ووقعت أربع إصابات كما إحترقت ست سيارات. والحمد لله الذي لم تقع في هذا الحادث وفيات. وتبيَّن للجنة السلامة الأمنية عند التحقيق بالحادث أن الشاحنة لم تكن مطابقة للمواصفات وتم تحميلها فوق العدد المسموح به من الإسطوانات. 

إسطوانات الغاز.. قنابل موقوتة مثلها مثل الألعاب النارية التي أصبحت تقلق مضاجعنا بويلاتها، وكان آخرها الإنفجار الذي حدث في جمرك عمان وذهب ضحيته عدداً من الأنفس البريئة.

فإلى متى سيبقى الإستهتار وعد الإتعاظ مما جرى يرافقنا لحدوث مزيد من الدمار و"قصف" الأعمار وإيجاد المزيد من الأعذار. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات