من يكسر المكيال الآخر


لطالما سمعت آذاننا تعبير الكيل بمكيالين وخاصة في قضايا الأمة العربية وبالذات لدى الدول التي تحمل حق النقض الممنوح ذاتيا للدول العظمى في العالم ، وهي أمريكا والاتحاد السوفيتي (سابقا) والذي جير لاحقا لروسيا بعد انهيار الاتحاد ، بالإضافة لبريطانيا وفرنسا والصين .

أزعجنا نحن العرب النقض وخاصة ماكان دون وجه حق ، فقد كان يستخدم لأنه يخص فلانا وعلانا من الدول والمرعية مصالحها من الدول العظمى ، فما أن يتقدم احد الضعفاء بقرار إلا وينقض ودون إبداء الأسباب ، فيبقى الظلم واقعا والظالم يزداد قوة وشراسة .

وإذا ماهبت نسائم يقظة مردها جماهيرهم ، أو أن الموضوع لايمكن إغفاله ، تجد في أفضل الأحوال الدعوة لضبط النفس ، وهل للضعيف قوة أصلا حتى يضبطها !!!

في عالم السياسة : وأنا استعرض بعض الوقائع التي تجري على الساحات العربية والمحلية أجد نفسي وكأنني في قرار لمجلس الأمن واقصد هنا الكيل بمكيالين ، فقد يحدث حادث ما فتجد أن الدنيا قامت ولم تقعد ، وتدور التحليلات والجميع يجتهد ، ويتبين أن للإنسان حقوقا يجب الدفاع عنها ، ولا نجد من يدافع عن قتل مئات الآلاف دونما ذنب وكأنهم اقل مرتبة من باقي البشر ، فيظهر المكيال الآخر لنسمي الأشياء بمسميات وفق مقتضى مايناسب مكيالنا الآخر......مكيالين.....

في عالم الرياضة : تجد أن فريقا ما قد خسر مباراة فتقوم الدنيا ولا تقعد ، مطالبين برحيل المدرب والإدارة ووو ، ومن يفتي قد يكون قد أخذته العاطفة ، لتجد العاطفة متغيرة مع فريق آخر قد خسر درجته كاملة ، فإذا ما قال احدهم يجب تبديل المدرب والإدارة يقف في وجهك وما دخل المدرب ؟ فقد قدم للاعبين خطة لم يلتزموا بها وما ذنب الإدارة فقد قدمت للاعبين كل مايلزم من دعم ، الذنب يااخي على اللاعبين أو على الحكم أو على الظروف الجوية !! ...مكيالين....

في عالم التصاهر : تجد والدة الزوج تقول لك حينما تسألها مابالك أنت وزوجة ابنك ؟ تجدها مباشرة تقول لك السبب والدتها هي التي تحرضها ، وهي سبب كل المشاكل ، وان سألتها مابال ابنتك وزوجها لايبرحون المشاكل ، تجدها مباشرة تقول لك وراء كل المشاكل أم زوجها ، وتبرئ نفسها ...مكيالين ....

في عالم الإخوة : تجد والدك يقول لك ( دير بالك على أخوك) وماهو المطلوب ياوالدي ؟ أن تدعمه فيما يحتاج له (أمرك ياوالدي) بعد فترة قصيرة تكن أنت المحتاج لوقفة أخيك لتجد الوالد يقول لك ( يابا الله يعينو على حالو والله وضعو صعب الله يعينو اعذره يابا ) ....مكيالين....

في عالم الجيران : يمر ابن الجيران بسرعة جنونية وهو يستقل سيارته فتحتج أنت على هذا الموقف لتجد من يقول لك (يااخي جاهل وبفترة مراهقة وكلنا مرينا بهالفترة) ثم تجد آخر من الجيران يمارس نفس السلوك لتجد نفس الشخص ( يااخي هظا بلا تربايه وابوه من قبله مشكلجي ) .....مكيالين....
في عالم التعليم : يلتقي احدهم بآخر ليقول له (ها شوصار مع ابنك في المدرسة) يجيبه أنهم قد رسبوه ، ( لويش رسبوه هما اللي نجحوا احسن منه ) ليجد آخر ( ها شو صار مع ابنك في المدرسة ) يجيبه الآخر لقد رسب ( ياعمي الله يعين هالمعلمين اولاد بدهاش تقرا ) جواب ثاني لمسألة واحدة .....مكيالين.....

ويوميا مئات بل قل ألاف المواقف التي نمارس في دور من يكيل بمكيالين ، ألسنا بحاجة للتبصر وإحكام العقل والتوقف عن الانقياد للمحاباة والتخلص من المكيال الآخر ؟ العدالة ترضي ، والله ترضي حتى من لم يحكم له ، ترضيه ولو بعد حين وذلك بالرجوع إلى الحق فهل نحن منتهون لينتهي الآخرون عن مكاييلهم المتعددة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات