"قتل القتيل ومشي بجنازته"


جراسا -

خاص - المحرر السياسي - تارة يتهم عامل التفريغ، وتارة اخرى يتذرع بالتشريعات، وثالثة يتهم فيها الاعلام بالتحريض، والنواب بالتوسط لفاسدين.

يستميت مدير عام دائرة الجمارك العامة لواء جمارك منذر العساف في الحفاظ على الكرسي حتى وإن تلطخ بدماء الضحايا واشلاء المصابين.

8 قتلى، و12 مصابا، حصيلة إنفجار حاوية تحتوي على ألعاب نارية "متفجرات"، تركت في ساحة جمرك عمان لمدة طويلة، دون مراعاة لشروط السلامة والأمان، ومع ذلك يخرج علينا مدير الجمارك ليتبرأ من المسؤولية ويلقي بها في كل مرة على الاخرين، عازفا اسطوانة مشروخة عن استهدافه اعلاميا ومحاولة الاطاحة به ..الخ .

في دولة مثل مصر، وليست السويد، قدم محافظ الاسكندرية قبل أيام ، استقالته بعد وفاة 6 اشخاص جراء السيول التي أغرقت المدينة ، علما أنه ظرف طبيعي خارج عن إرادة البشر.

عضو في السلطة التشريعية، طالب مديرالجمارك بتقديم استقالته، فرد الأخير متهما النائب بالتوسط في وقت سابق لادخال شحنة مهربة الى البلاد، وهو اعتراف صريح من المسؤول الجمركي بأنه تستر على جريمة بشعة حين احتفظ لنفسه بوساطة النائب، ليوم مثل هذا قد تحميه من مساءلة مجلس النواب .

ومجددا، تذرع مدير الجمارك بالتشريعات الناظمة للعمل الجمركي التي لا تسمح بإتلاف البضاعة المهربة خصوصا مع وجود قضايا بحق مهربيها منظوره امام الجهات القانونية المختصة.

وحتى تكتمل المهزلة، أعلن مدير الجمارك عن تخصيص الساحة الحالية في جمرك عمان ضمن الوضع المتاح لتخزين الحاويات وتمت مراعاة كافة اسباب السلامة لذلك بإبعادها عن الشارع العام وعن مبنى الدائرة واماكن تواجد المخلصين والمراجعين!!

عن أي تدابير واسباب السلامة يتحدث المدير العام للجمارك؟ هل اشرف خبراء المفرقعات على الحاوية منذ مصادرتها وحتى تخزينها وتركها في ساحة الجمرك ؟؟
هل من تدابير السلامة أن تخزن الألعاب النارية والتي تصنف ضمن المفرقعات في حاوية معدنية تحت اشعة الشمس؟؟

وكون العساف يعلم أن التشريعات لا تسعفه في اتلاف الحاوية، وأن الاجراءات القضائية تستغرق وقتا، فلماذا لم يخاطب الجهات الأمنية ذات العلاقة لما لها من خبرة وكفاءة في التعامل مع مثل هذه المفرقعات للاستفادة من خبرتهم ومعرفة الطريقة الآمنة للتخزين؟؟

كل المبررات التي ساقها مدير الجمارك، ومحاولة بائسة للتهرب من المسؤولية الاخلاقية على اقل تقدير، وفقا للرأي القانوني الذي قدمه لـ"جراسا" المستشار عوني الزعبي حيث اعتبر أن الانفجار جريمة قتل غير متعمد، يتحمل مسؤوليتها المسؤول الاول في الجمرك .

ودعونا نفترض جدلا، ان عامل التفريغ، هو من تسبب بالكارثة، فهذا لا يعفي المدير العام من المسؤولية ، بحكم منصبه، فعلى سبيل المثال، حين يرتكب صحفي خطأ او مخالفة قانونية، فإن القانون لا يعفي رئيس التحرير في الوسيلة التي يعمل لديها الصحفي من المسؤولية.

قمة الاستهتار، واللامبالاة، وإنعدام الحس بالمسؤولية، عندما يكون الكرسي أغلى من الانسان عند المسؤول ( أي مسؤول) ، فهل يدلنا أحدكم على سر الكرسي الذي يفقد المسؤول إنسانيته تجاه اطفال يتموا، وزوجات ترملن، وعمال خسروا أطرافهم ، فأقصى رد فعل يصدر عنه ، التعزية والمواساة..
هل يساوي هذا الكرسي اللعين كل هذه الدماء والخسائر والدموع؟... سحقا للكراسي.

لقد قالها المصريون يوما ... " قتل القتيل ومشي بجنازته".

والله والوطن من وراء القصد ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات