آفة المخدرات ودور الآباء في مراقبة الأبناء


أتابع ما تتناقله وسائل الإعلام المختلفة من أخبار بعضها موثوق وأخرى مبالغ بها عن إنتشار آفة المخدرات بين أوساط الشباب المراهقين وحتى الفتيات وما سيقوده ذلك من إحداث تأثيرات كبرى على بنية المجتمع الأردني مسببا خلخلة تركيبته وقيمه وعاداته ونشوء جيل مخّدر لن يكون له أي قدرة على رسم حياته والتخطيط لمستقبل وطنه ودرء المخاطر عنه ، ورغبت بأن أدلي بدلوي في السجالات القائمة بين مختلف الأوساط الرسمية والشعبية فأقول :

إننا نحن كآباء مسؤؤلين مسؤؤلية مباشرة عن ما يحدث لإبنائنا بسبب غياب رقابتنا عن سلوكياتهم المختلفة وإلاّ فبماذا نفّسر تواجد أعداد كبيرة من المراهقين من أبنائنا وبناتنا إلى ما بعد منتصف الليل بالشوارع وهم يمارسون صخبا وضجيجا غير مسبوقين وها هي المقاهي تمتلىء عن آخرها ليلا بشباب وفتيات وإلى ساعات متأخرة مما يساعد على نشر هذه الآفة الخبيثة بين أوساطهم ونعلم أنّ بعضا من هذه المقاهي تقوم بوضع المادة المخدرة بالأراجيل وأن الشباب يتبادلون لفافات المخدر فيما بينهم وبأبخس الأثمان .

إنّ مظاهر الثراء المفاجىء التي تبدو أحيانا على بعض الشباب لا تسترعي إنتباه أسرهم وإلاّ بماذا نفّسر قيام أحدهم ببناء بيت فخم يشبه القصر أو شراء سيارة فارهة بدون إقتراض من البنوك وراتبه بالكاد يكفي لإحتياجاته الأساسية ، ألا يستدعي ذلك من أرباب الأسر توجيه السؤال ( من أين لك هذا ) إلى أبناءهم ومراقبة مسلكياتهم بعد ذلك ؟؟؟

عدم قيام الآباء بالتدقيق على أصدقاء أبناءهم ومعرفة أصولهم ومحاولة إقامة علاقة أسرية بين العائلتين وذلك للتأكد من أخلاقيات ومسلكيات صديق الإبن لأنّ الصاحب ساحب كما يقول المثل الشعبي وهذا لعمري من أهم النقاط التي على أرباب الأسر الإنتباه لها ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ) .

توّسط الآباء لدى الجهات المختصة لدى إلقاء القبض على الأبناء بتهمة التعاطي او الترويج واللجوء إلى ألأشخاص المتنفذين للتدّخل وهذا يسبب بعدم أخذ العدالة مجراها بشكل جدي مما يوّلد شعور لدى الأبناء بمعاودة فعل الخطأ طالما أن الواسطات جاهزة والحكم سيكون مخففا .

عدم قيامنا بواجباتنا بالتعاون مع الجهات المعنية بهذا الموضوع ، فالواجب الوطني والأخلاقي وحتى الديني يحّتم على كل منّا القيام بالإبلاغ عن كل متعاط أو مرّوج في حّيه أو مدينته وتقديم البينات اللآزمة في حال طلبها وأن لا نكتفي فقط بالنقد السلبي الذي لا يقّدم أي نتائج .

الإنتباه إلى دلائل التعاطي التي تصدرها الجهات المعنية على الأبناء من حيث الرغبة بالوحدة والتلعثم بالكلام وزوغان البصر وشحوب الوجه .....إلخ والتأكد من أنّ أبنائنا معافيين بعرضهم على الطبيب اولا ثمّ إجراء فحص الإدمان عليهم ثانيا ونقلهم إلى المراكز المختصة لعلاجهم بالبدايات وقبل إستفحال الأمور وصعوبة العلاج .

محاولة خلق الأجواء الأسرية المناسبة وذلك من خلال خلق الحالة المثلى بالتعامل بين الأزواج ومحاولة عدم إطلاع الأبناء على أي نقاط خلاف بين الأزواج لأنه ثبت أنه كان للخلافات الأسرية الشديدة دور كبير في لجوء الأبناء الى نسيان هذه المشاكل باللجوء الى المخدرات وتعاطيها ، فلنبعد أبنائنا عن خلافاتنا لئلا نحفر في نفسياتهم جروحا غائرة يصعب علاجها

هذا ما إستطعت التنبيه له علما أنّ هناك نقاطا أخرى كثيرة تستطيعون إضافتها إذا رغبتم بتسليط الضوء عليها لإعتبارها مرجعا ومرشدا للجميع لعلّ وعسى نكون قد قدّمنا نقاطا تفيد أولياء الأمور وتسهم بإنقاذ أجيال المستقبل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات