السلسلة الثانية من رواية رغبة الإنتقام الجزء الثالث


وقف ممدوح سالم أمام جثة المرأة التي انتشلتها قوارب الشرطة من النيل في يوم أمس، كانت مُمَدَة أمامه وقد انتهى الدكتور العميد فواز المليجي للتو من فحصها و أجراء التشريح عليها، كان الدكتور فواز رجل بالخمسين من العمر طويل القامة و صاحب لياقة بدنية عالية و بشرة حنطية داكِنَةِ اللون، و كانت نظراته ثاقبة تخلو من روح الوِدادْ بتاتا، فلذلك كان جميع زملائه في المختبرات يجتنبوا التعامل معه ما عدا ما تقتضيه الحاجة المهنية، كانت حياته المهنية حافلة بالإنجازات التي ساهمت بحل شتى قضايا الجريمة مما اثرى خبرته الجنائية جدا في مجال عمله، و قد أتاه تكريمات كثيرة من شخصيات رفيعة المستوى في شرطة القاهرة و مما جعل اسمُه يلمع بعالم التشريح الطبي و التحليل الجنائي، و لكن بالرغم من دسامة خبرته المهنية إلا أنه كان وحيدا بمعظم الأحيان اثناء اوقات الدوام الرسمي يجلس بمفرده بين المجاهر الطبية و طاولات التشريح و الخزائن التي كانت تحتوي على معدات طبية يحتاجها في عمله، فطبيعة عالمه التي احاطت بها طوال عشرين عام عمليات التشريح و ألغاز الجريمة المعقدة جافة جدا مما حولته الى رجل جدي في معظم الأحيان و ذو وجه عابس يُخْبِرْ الناظر اليه بأنه رجل غير ودود،
نظر ممدوح بتعاطف الى جثة المرأة ثم سأل الدكتور بنبرة هادئة "ماذا تظن بأمرها يا دكتور،"
كان الدكتور يقف أمامه يراجع التقرير الطبي قبل أن يعطيه الى ممدوح، و كان في تفكير عميق جدا لدرجة أنه لم يسمع ممدوح في بادئ الأمر، فكرر ممدوح سؤاله بإستغراب
"دكتور فواز، ماذا تظن كانت الاسباب التي أدت الى وفاة هذه المرأة؟...دكتور؟"
أخيرا نظر الدكتور فواز اليه و علامات الإستغراب على وجهه و قال "مما لا شك به أنها حالة فريدة من نوعها، فوضعها احتاج للكثير من الدقة و الملاحظة و التحليل، و مع كل هذا استطيع الجزم ان ابرز ما وجدت بحالتها أنها تعرضت الى ثلاثة محاولات أعتداء قاسية...و أي من هذه الحالات بمفردها كانت كفيلة بقتلها..."
"هل تستطيع تفسير لي هذه الحالات أكثر؟"
"استاذي الفاضل، هذه الفتاة تعرضت للإغتصاب الشديد فجسدها مليئ بالكدمات في مختلف انحاء الجسم و حيث وجدتُ ايضا في المهبل افارازات تخبرني بأن هذا السيناريو ممكن جدا، كما أنني وجت بهذه الإفرازات سائل ذكوري ايضا، و هذا حدث قبل الوفاة مباشرة في أغلب الظن، و الصادم بهذا كله أن جزءا من هذه الكدمات كان على الصدر مما دفعني لأفحص قفصها الصدري حيث اكتشفت كسر فتاك بثلاثة أضلاع به،
قاطعه ممدوح قائلا "لا حول و لا قوة إلا بالله، و لكن ألا يمكن لهذه الكدمات و هذا الكسر العنيف أن يكون بسبب اصطدام الجثة بمخلفات أو نفايات في قعر النيل؟ "
أعطى الدكتور فواز التقرير لممدوح و أجاب و هو بتفكير عميق بسؤاله "هذا ممكن مع ما اكتشفت من تشوهات في الوجه، فمن الواضح أن وجهها كان قد ارتطم بشيئ صلب كحجر أو معدن حديدي...فوجودت عليه اثار لمخلفات مواد صناعية و كيمائية كالتي تستخدم في مستحضرات التنظيف المنزلي و ملونات أغذية تدخل بصناعية العصائر و الأغذية، مع كل آسف تتخلض بعض المصانع من هذه المخلفات الصناعية في النيل، وقد وضعت شروحات عنها بالتقرير...و لكن شخصيا اشعر أن هذا السيناريو يَبْطُلْ مع ما اكتشفت بالنسبة لكدمات الجسم و مع وجود الإفرازات المهبلية لدى الضحية آخذين ايضا بعين الإعتبار أنها موزعة في الجسد من الأمام...و كأن معظم الكدمات حدثت اثناء مواجهة المجني عليها للقاتل..."
"الله ربي يا دكتور...أنه شيئ تقشعر له الأبدان..."
أكمل الدكتور بغصة حزن عميقة "و هذا ليس كل شيئ...تعرض جسدها للطعن في الخاصرة عدة مرات...و هذا بَيٍنْ من جروح كبيرة في خصرها الأيمن..."
كشف الدكتور عن خاصرة الجثة فنظر ممدوح الى الجروح ليرى عن قُرْب خطورتها، كانت متعددة و بأكثر من مكان على طول الخصر و كفيلة لتنزف منها كمية دماء كبيرة في فترة زمنية قصيرة، فقال "دكتور ما هي الأداة التي تسببت بهذه الجروح الخطيرة،"
"عرض الطعنة و عمقها بالضبط بعرض و طول سكين منزل عادي كالذي نستخدمه بتقشير ربما حبة فاكهة، و الذي طعنها رجل اشول، و هذا بَيٍنْ من زاوية الجروح المتتالية، الجروح عميقة جدا...كما أنها نزفت منها كثيرا، و هنالك من حاول علاج الجروح و لكن عمق الجروح حال دون قطع النزيف، فوجدت بقايا لشاش طبي و مادة اليود الأحمر في داخل انسجة الجروح...و لكن المزعج هو التعدي الآخر الذي تعرضت له هذه المسكينة..."
"و هل هنالك أكثر مما قلته لي؟ هذه الإمرأة تعرضت للتشويه الكلي...مرة من قاتلها و مرة من مخلفات قعر النيل؟!"
"الخنق..."
صرخ ممدوح بوجه الدكتور و قال "نعم؟! الخنق؟! ما الذي يجب أن أفهمه من هذه جملة؟!"
"لا تتفاجئ...تعال و أنظر بنفسك سيدي،"
رفع الدكتور فواز الغطاء عن راس الضحية، و اشار الدكتور الى أثرين خفيفين و لكن واضحين على رقبة القتيلة، ثم قال مفسراً "أنا علمت ما جرى بالخبرة يا سيدي الضابط، و لكن لكي تقتنع أكثر ضع الإبهامين فوق هذه الأثار، لا مانع لدي فقد فحصت الجثة بما يكفي لأقتنع أن المعلومات التي قدمتها بالتقرير هي النهائية لحالة هذه القتيلة...هيا"
وقف ممدوح بجانب الجثة، و وضع ابهامي يديه فوق الأثار الزرقاء...كانا بنفس حجم اصبعيه، فكانا فعليا كأثار ابهامين ليدين بشرية، لهث لسانه من هذا الإختبار و فجأة وجد نفسه يعود الى الوارء رويدا رويدا...لأول مرة بتاريخ خدمته المشرفة في الأمن المصري شعر بقلبه ينقبض في صدره من رهبة الموت و كمية التعذيب التي تعرضت له هذه الإمرأة، من الواضح أن سبب موتها لغز كبير و قاتلها...أو ربما قاتلوها وحوش آدمية قد أنجزوا عليها من دون رحمة و لا رأفة، توالت الأفكار في ذاته لبرهة من الزمن الى أن أمسك التقرير و نظر اليه، كان اسمها رانيا اسماعيل عبدالمطلب شبانه، قال للدكتور "شكرا لانك فحصت بصمة اليد، فقد وَفًرَتَ علي زيارة الى مدرية الأمن العام،"
"بني يبدو لي أنك متأثر مما قلته لك عن هذه الإمرأة، و أنصحك نصيحة لوجه الله..."
دمعت عياني ممدوح و فجأة شعر بالجرح في ذراعه يؤلمه، فوضع يده عليه مما اثار حفيظة الدكتور، فسأله "ماذا هنالك يا سيدي،"
"لا تقلق، تعرضت لطلق ناري و قد خدش ذراعي فقط و الحمدلله،"
"دعني اتفحص الجرح لك،"
"شكرا جزيلا لك و للفتتك يا دكتور، و لكن ذهبت للدكتورة اليوم صباحا قبل أن آتي اليك و قد غَيًرَتْ شاش الجرح، يجب أن أذهب يا دكتور، فهنالك اشياء يجب أن افهمها عن الضحية،"
"ملفها موجدود و هنالك نسخة منه على قاعدة بيانات الشرطة على الحاسوب، أنا اتفهم حزنك يا سيد ممدوح...إذهب و إذا احتجت لاي مساعدة هذه بطاقتي المهنية، و عليها كافة ارقام هواتفي،"
******************************************
وقفت أمام المرآة لآخر مرة لتتأكد من اناقتها، فقد ارتدت للأمسية أكثر الثياب اناقة لتبدو جميلة له، فاليوم يصادف الذكرى الخامسة لزواجهم و يجب أن تبدو بكامل حسنها و اناقتها و زينتها، كانت ترتدي تنورة قصيرة بعض الشيئ لونها أسود، فلا بأس من القليل من الإغراء فكان في نيتها الإستمتاع بليلة ساحرة مع زوجها و والد أولادها، و كانت ترتدي قميص خمري و معظف أسود نظرا للطقس البارد الذي كان يسيطر على القاهرة في تلك الليلة...بل تنبأت دائرة الارصاد الجوية بإمكانية هطول الأمطار الشديدة، و لكن لهذه الأمسية رونقها الرائع بالنسبة اليها فلن تسمح للأمطار و للبرد بإعاقة الأجواء الرومنسية التي قامت بترتيبها منذ شهر كامل، كان مُصَفِفْ الشعر بارعاً جدا بعمله فقام بتصفيف شعرها كما ارادت فكانت إطلالتها ساحرة جدا...ففي هذه المناسبة اعادت نفس إطلالة شعرها التي كانت تتزين بها يوم زفافها، كم أعجبتها اناقتها امام المرآة في غرفة نومها...و العشاء الذي كان بإنتظارهم رواية آخرى، كانت تنظر الى السماء من خلال نافذة غرفة نومها من حين لآخر لتدعوا الرحمن بأن يُعْجِبْ ممدوح زوجها ترتيباتها في هذه الليلة المميزة، فحجزت بفندق الشيراتون الذي كان يُطِلُ على ضفاف النيل جناح يتم حجزه للعرسان فقط اثناء شهر العسل، فأولادها كانوا برفقة خالتهم في الفيوم لبضعة ايام لذلك استطاعت حجز الجناح لمدة ثلاثة ليالي متتالية،
حزمت بعض الحقائب و وضعت بهم بعض الثياب ليسكنا في الجناح طيلة هذه الفترة، فكانت عازمة على نسيان هموم العمل و الدنيا كلها و هي برفقة زوجها و حبيبها، كَسْر روتين المنزل كانت فكرة رائعة و مبدعة و كانت مفاجأة أعدتها خصيصا له، فمنذ مدة طويلة لم يتسنى لهم قضاء و لو عطلة قصيرة مع بعض بسبب ضغط العمل فكان عملها كمديرة للعلاقات العامة في فندق الشواطئ الذهبية في شرم الشيخ يأخذ ملئ وقتها، أمسكت زجاجة العطر و تعطرت جيدا فعبقت بالأجواء رائحة العطر الوردي الذي كان يحبه، وضعت بعض منه ايضا حول عنقها و المنطقة البارزة من صدرها...فكان يحب أن يغازلها في هذه المنطقة كثيرا، فكرت في ذاتها "سأرسل له رسالة على هاتفه المحمول لكي يشعر بأن هنالك شيئ راقي ينتظره الليلة،"
ابتعدت عن المرآة و اتجهت نحو سرير الغرفة، التقطت المحمول و إنشأت رسالة جديدة، كتبت كلمات انبثقت من شعور الحب المخملي الذي كان يغلي بعروقها له "حبيبي ممدوح، الساعة الآن السابعة مساءا، لا تتأخر، فهذه الليلة مميزة و خاصة جدا و سنقضيها مع بعضنا البعض فقط في جنة صنعتها بيداي...لا تتأخر حبيبي،" ارسلت الرسالة ثم التقطت الحقائب و سارت بهم نحو صالة المنزل، جلست على كنب الصالة و انتظرت الإجابة بفارغ الصبر، و لكن مرت بضع دقائق لم تستلم اي رد من ممدوح، شعرت بقليل من القلق عليه، فالتقطت هاتفها من جديد و طلبت رقمه، انتظرت ليجيبها و لكن من دون جدوى،
قالت في ذاتها "اين أنت يا ممدوح؟ ماذا يجري يا رب؟"
فجأة شعرت بأحدهم يحاول فتح باب الشقة، نهضت و اقتربت من الباب، ندهت بصوة عالي قليلا "ممدوح!"
أجابها مطمأناً "لا تخافي، "
قالت و هو يفتح باب الشقة "قد أخفتني يا حبيبي، لماذا لم تجيب على الرسالة و على الإتصال؟"
كان وجهه شاحب اللون و ثيابه متسخة و غير مرتبه إطلاقا فكان مرهق جدا، قال بصوت منهك و هو يقفل الباب وارءه "يا حبيبتي كنت أقود السيارة لذلك لم يكن بمقدوري إجابة الإتصال،"
نظر اليها بتمعن، لهث لسانه من اناقتها فانطلق لسانه قائلا "الله يا حياة...الله! الله! الله! ما هذه الأناقة؟ تبدين كواحدة من مشتركات مسابقات ملكات الجمال،"
احمرت وجنتيها خجلا، فمنذ زمن لم تسمع كلمات غزله الرائعة بها، فقالت بخجل "شكرا يا حبيبي...فهذا كله لكي أنال على اعجابك بهذه الليلة العزيزة علينا..."
سأل بإستغراب "و هل هنالك ما يُمَيِزْ هذه الليلة؟"
تغيرت ملامحها بسرعة و نظرت اليه بصدمة، دمعت عينيها على الفور فقد شعرت بأنه بعالم مختلف كليا عن العالم الحالم التي عاشت به طوال النهار، فسألت "و هل يستطيع أحد نسيان عيد زواجه؟"
أخرج منديل من جيب قميصه و اعتذر منها على الفور و قال و هو يمسح دموعها "يا حياة انا آسف، صدقا لم أقصد إطلاقا، انت تعلمين طبيعة عملي و ما قد يستجد علي في اي لحظة...والله ما قصدت يا حبيبت قلبي، هيا اذهبي و اصلحي مكياجك مرة ثانية، فيبدو أنك تفكرين بالخروج، سأستحم و من ثم سنخرج لبعض الوقت الى حيث تأمرين يا حورية حياتي..."
أجابت "حاضر يا حبيبي...أنا آسفة على حساسيتي و لكن هذا أمر خارج عن ارادتي، هيا اذهب و اغتسل و ارتدي الثياب التي جهزتها لك فهي على السرير، سنخرج و لن نعود الى البيت إلا بعد ثلاثة ايام...!"
قاطعها بصدمة "ثلاثة ايام؟ الى اين سنذهب؟"
اقتربت منه و عانقته، قبلت شفتيه قبلة حب ثم قالت بصوت مفعم بالحب "يا حبيبي...أتسمح لي بإغوائك الى الجنة الخلابة التي عانق بها آدم حواء و قال كلمات غزله الأولى لها..."
"أنا على استعداد للذهاب معك الى حيث تكون سعادتنا...حتى الى جزيرة نائية كالتي نراها في المحيط الكاريبي...لطالما انت معي هذا يكفيني،"
أحنت ظهرها قليلا و خلعت نعل الكعب العالي الذي كانت ترتديه، ثم خلعت من ساقها اليمنى جوربها النايلون و قامت بحركة خاطفة بِلَفِه حول عنقه، فبرقت عينيه بالحنين لها و تَمَلًكَتْهُ رغبة شديدة بمغازلتها، قالت له بصوت رقيق "اتبعني يا حبيبي،"
نظر اليها و هي تتجه نحو غرفة النوم، كانت زوجته حياة إمرأة جميلة جدا في الخامسة و الثلاثين من العمر، فكانت هيفاء القوام و ذات بشرة بيضاء تَشِع جمال و حَيَوِيَة، كانت جذابة جدا نحيلة الخصر و ذات شعر أشقر طويل و عينين خضراء، فأخذت هذه الخصائص من والدتها الإنجليزية حيث كانت جميلة جدا ايضا، شعر بالراحة من سلوك زوجته معه فكان يحتاج الى حضنها الحنون بعد التعب الذي مر به في آخر يومين من القضية التي كان يحقق بها، تبع زوجته و هو يطلب مديره على الخلوي ليطلب منه إجازة و ليطلب ايضا أن يستلم محقق آخر القضايا التي بين يديه،
*********************************
نظرت ساره شارون الى الفلم الذي كان يُعْرَضْ امامها في مكتبها بقلق كبير، كانت قد سجلته الكاميرات التي زرعتها ايادي اعوانها بالقاهرة في بيت الضحية، و كانت تطالع لحظاتها الآخيرة حينما كانت على قيد الحياة قبل أن تكتشف الدخيل الذي تسلل الى شقتها سراً، فخلال بضعة ثوان بعد أن أغلقت الباب خلفها تفاجأت بصوت غير طبيعي في شقتها الكائنة في بناية الحوريات، فشاهدتها و هي تذهب بحذر الى غرفة نومها و هي تنادي على عشيقها..."متحدت! متحدت! أهذا أنت!" ثم رأتها و هي تدخل الغرفة حيث تفاجأت بالغريب في بيتها، تحولت الغرفة في خلال ثوان معدودة الى ساحة معركة كبيرة حينما قاومته بشدة، و لكنه كان ضخم الجثة فصرعها على الفراش و فعل فعلته بها، ثم رأته يجهز عليها و مِنْ ثم و هو يضعها بكيس بلاستيكي كبير و يأخذها من خلال درج خلفي للعمارة في ساعات الليل و يغادر بها الى مكان مجهول،
أمسكت سارة ملف كان بالقرب منها و ضربته بقوة على مكتبها و هي تصرخ مقهورة "من اين أتانا هذا الدخيل!!! من أين!!!"
أوقفت التسجيل على جهاز الحاسوب و وقفت لبرهة من الزمن و هي تفكر "هذه جريمة بشعة جدا، يقول رجالنا الذين راقبوا الشقة بأنه القى بالجثة في النيل، آخٍ لهذا الأمر الطارئ الذي لم يكن بالحسبان إطلاقا، فعملياتنا بالقاهرة ستنكشف و ستقع شبكتنا بقبضة العدالة في مصر إذا تم أكتشاف هذه الجثة...آخ...ما هو الحل لهذه المشكلة"
ذهبت الى بارٍ للمشروب في زاوية من زواية مكتبها و التقطت كوب زجاجي، فتحت ثلاجة صغيرة بالقرب منها و التقتط منها قالب مليئ بالثلج، وضعت بعض من الثلج بالكوب ثم التقطت من البار زجاجة وسكي و سكبت بالكوب بعض من المُسْكِرْ، فإرتفعت بالمكتب اصوات طقطت مكعبات الثلج و هي تذوب في الكوب، عادت الى مكتبها و أخذت رشفة كبيرة من المشروب البارد...
فكرت في ذاتها "لو يعلم مديري بالمخابرات ما قد جرى سيسلخ جلدي على هذه الأنباء، من اين اتى هذا المرجل المهوس و دخل شقتها، و كل هذا بأقل من ربع ساعة قبل مجيئها الى شقتها...ربع ساعة انهارت به كل ترتيباتنا لبديل لكِ يا كارمن..."
أخذت هاتفها الخلوي من جيبها و طلبت رقم داود كوهين في القاهرة، بعد بعضة ثواني أجاب المتصل "ساره...ماذا هنالك؟"
"قل لكارمن بأن تغير فورا مكان اقامتها، يجب أن يتم هذا خلال فترة اربع و عشرين ساعة على أقصى حد،"
"و لكن هذا مستحيل...نحتاج للوقت لإجاد عقار جديد،"
"داود نفذ ما آمرك به، الضحية قتلت و الشرطة قد تفتش شقتها قريبا، احرق شقة كارمن بالكامل في بناية الحوريات و شقة الضحية!"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات