مواجهة الثقافة بالثقافة


لتجفيف منابع الارهاب لا بد من مواجهة الثقافة المشوهة لصورة الاسلام، والمبادىء العليا، والقيم السامية بثقافة الوعي والعلم والتربية السليمة، وبيان الصورة المشرقة للثقافة الاسلامية القائمة على الوسطية والاعتدال، والاقناع الفكري النابع من روافد الشريعة المتعددة المصادر والتي تتسم بسعة الافق، والقدرة الفائقة على ارساء قواعد ومنهجية وجادلهم بالتي هي احسن.

ان ثقافة التطرف مبناها على النظرة القاصرة للحياة الانسانية، فهي تنظر للانسان الذي اكرمه الله من زاوية ضيقة، وتطبع اتباعها بطابع العزلة والنفور من المجتمع، بل وتشحذ الاذهان بالافكار السوداء التكفيرية ليكون من اثارها عدم التعامل مع الناس في حياتهم، والتخطيط في الظلام، لنسف وهدم كل المكتسبات الايجابية على مستوى الفرد والجماعة، لان هذه الفئة صنفت نفسها بانها على الحق، وغيرها على الباطل، ان مرجعية ثقافة الارهاب هو الانسان الذي تربى في ظروف غامضة معتمة نفسية واجتماعية ودينية، وهو يفسر النصوص الدينية التفسير الاحادي الذي يخدم اهدافه، ويتعامل مع احكام الشريعة بسوء وقصور، فليس في ذهنه سوى التدمير الفكري والمادي للفرد والامة.

ان المحاضن التي ضمت امثال هؤلاء، لا بد من فتح المنافذ اليها على كافة المستويات الرسمية والشعبية، لكي تعبر اليهم الثقافة الاسلامية الصحيحة، والعلم النافع الذي يخدم الدين والامة، والوعي السليم، وذلك عن طريق مؤهلين مقنعين للتحاور مع امثال هؤلاء في كل مكان، لكي نستل من عقول الناشئة كل فكر دخيل مناف للعقيدة السمحة، والاخلاق الاسلامية، التي تتعامل مع الانسان بانفتاح ووضوح، لان فطرته في الاصل اودع الله فيها النقاء والصفاء.

والذي اراه انه لا بد من ان تتغير طريقة الخطاب على كافة المنابر والصعد في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الاعلام، وان يفسح المجال لذوي الخبرة المؤهلين علميا وشرعيا، لطرح وتناول القضايا الحساسة التي تبني شخصية الناشئة لتكون على منهج الاعتدال والفهم الصحيح لقضايا الدين والوطن، حتى ينشأ سويا سليما في عقيدته وفكره وسلوكه واخلاقه، عندها نستطيع ان نواجه الثقافة بالثقافة، وتكون النتائج مثمرة وخيرة على ديننا وامتنا ووطننا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات