نحو استراتيجيه وطنيه لتطوير القطاع الصحي


تكاد لا توجد دولة في العالم اليوم الا ويحتدم النقاش فيها حول كيفية تطوير نظامها الصحي، ورفع مستوى جودة الخدمات الطبية التي تقدمها، والاردن ليست استثناءً

فالمكانه التي تبوأتها باعتبارها دولة متطوره طبيا ً يجعلها تؤثر بقدر ما تتأثر بما يدور حولها ، ومن ذلك مايجعلها تؤثر بقدر ما تتأثر بما يدور حولها ،في مجال الرعايه الصحيه.

ومع أن وزارة الصحة وبتعاون وثيق مع كافة القطاعات الصحية الحكومية الأخرى قد عملت بنشاط من اجل بناء المزيد من المراكزالصحية في طول البلاد وعرضها وتوظيف المزيد من القوى العامله الكفؤه والمدربه وبالتالي ازدياد اعداد المنتفعين من الخدمات الطبيه المقدمه وما يزال هنالك الكثير مما يجب عمله فالنظام الصحي الحكومي لا زال يعاني من قصور تحتاج الى تظافر الجهود للارتقاء بالخدمات الصحيه المقدمه لمواطنينا.
ُ
تأتي هذه الإستراتيجية الخاصة بوزارة الصحة للسنوات العشر المقبلة2015-2024بشكلها الحالي متسقة ومتناغمة مع استراتيجية الرعاية الصحية في المملكة ومنذ بدء خطط التنمية في المملكة قبل خمسين عامًا، كان تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة لمواطني المملكة خيارًا استراتيجيًا تبنته القيادة الرشيدة ، ويتجسد هذا الاهتمام في التنمية الصحية عناية الدولة بالصحة العامة، وتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن.

انني اذ اضع هذه الاستراتيجية بين ايدي القائمين على الصحه حيث راعيت في إعدادها أن تتضمن كل ما من شأنه تحقيق رؤية مستقبلية تتماشى مع ما يشهده قطاع الخدمات الصحية من تطور في العالم أجمع، وما يتماشى كذلك مع الأدوار التي تقوم بها الوزارة باعتبارها الجهة الأساسية المناط بها توفير الخدمات الصحية لسكان المملكة، إضافة إلى مسؤوليتها المتعلقة بالرقابة والإشراف على مرافق القطاع الخاص، وكذلك وضع التشريعات والأنظمة واللوائح المتعلقة بتوفير خدمات الرعاية الصحية لمواطني المملكة.

إن هذه الإستراتيجية تأتي استجابة لمجموعة من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية في مختلف دول العالم ومن بينها المملكة، حيث تشهد الساحة لدينا نموًا كبيرًا في مستوى وعي المتلقي للخدمة وثقافته الصحية وارتفاع سقف توقعاته المتمثل في تطلعه المتزايد إلى خدمات صحية يستطيع الوصول إليها بسهولة ووفق معايير جودة عالية، هذا بالإضافة إلى ما يشهده قطاع الصحة في العالم كله من تحديات أخرى عديدة، مثل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية الناتج عن التطور التكنولوجي الطبي المتسارع في مجال الأجهزة والمعدات والتقنيات الطبية المتقدمة والباهظة الثمن، والاكتشافات المتواصلة للعديد من الأدوية مرتفعة الكلفة. يضاف إلى ذلك عوامل أخرى عديدة تقف وراء ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية الصحية من بينها ازدياد العبء المرضي الناتج عن الأمراض المزمنة أكثر من ذي قبل، وما تتطلبه هذه النوعية من الأمراض من خدمات تشخيصية وعلاجية طويلة الأمد ومرتفعة التكلفة، إضافة إلى نمو الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع، وازدياد الطلب على خدمات الفحص الدوري ورصد عوامل الخطورة والاكتشاف المبكر للأمراض وغير ذلك.
إن خدمات الرعاية الصحية يجب ان تستند إلى أن المريض هو مركز النظام الصحي وليس مجرد جزء فيه، وهذا معناه أن منظومة الخدمات الصحية تتمحور كلها حول تلبية احتياجاته الصحية في الوقت المناسب والمكان المناسب، ابتداءً بالرعاية الصحية الأولية وانتهاءً بالخدمات العلاجية المتخصصة، وبطريقة مهنية يضمن معها المريض كافة حقوقه مثل حقه في معرفة طبيعة حالته، وحقه في معرفة خيارات العلاج المختلفة، وحقه في اختيار الطبيب المعالج، وحقه كذلك في أن تتم معاملته دائمًا بطريقة تضمن كرامته، وتلبي تطلعاته وتوقعاته بلطف واهتمام وعناية، وهذه كلها جوانب لم تلق حظها من الاهتمام الكافي فيما مضى، ولكنها أحد الأهداف الرئيسة التي تضمنتها هذه الاستراتيجية وذلك باعتمادها منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة كأسلوب لتقديم الخدمة، وتطبيق ذلك عمليًا من خلال المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة.

تبحث هذه الاستراتيجية كذلك في جوانب أخرى مهمة، مثل الخيارات المتعلقة بالتأمين الصحي، والبرامج الموجهة نحو دراسة دور مؤسسة الضمان الاجتماعي والنظر في تفعيل دورها ليشمل شرائح جديدة من المجتمع، كما تتضمن الاستراتيجية ضرورة إعداد الدراسات المتعلقة بما سوف تكون عليه مستشفيات الوزارة في المستقبل فيما يتعلق بخيارات الخصخصة، والأساليب المثلى في الإدارة والتشغيل وفق مبادئ اقتصاديات الصحة، وحساب التكلفة، وتنويع مصادر التمويل، والاستخدام الأمثل للموارد.

لقد تم الاعتماد في إعداد هذه الإستراتيجية على الكثير من الوثائق والدراسات والأبحاث المتخصصة في المجال الصحي، إضافة إلى الكثير من المقالات المتعلقة بالشأن الصحي..يتبع في مقال آخر تحاشياً للاطاله..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات