في بيتنا فلسطين


كانت هناك قصة جميله في أحد المناهج لطفل صغير ، في طياتها عِبارات ، القناعه كنز لا تفنى ، الرضا بالقليل ، والعمل بالتنزيل ، والإستعداد ليوم الرحيل ، فيقوم الأب بقرائتها لإبنه استعدادا للإختبار ، فأترككم لقرائتها ..

* فـي بــيــتــهم بــاب **
كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل, عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير
حياة متواضعة في ظروف صعبة.. إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا
و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى
لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء..
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران, وبها باب خشبي, غير أنه ليس لها سقف
وفي ليلة من ليالي الشتاء البارده تجمعت الغيوم
و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها,
فاحتمى الجميع في منازلهم, أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها,
لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران ,
وخبّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا
وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب
حين يسقط عليهم المطر ؟!!!!!!!!!

حالما انتهى الأب من قرائتها ، رأى وجه ابنه شاحباً تعتريه بسمه باهته ، تراه نادماً ، متحسراً ، كأنما عاش أحداث القصه ، فسأله والده : ما بالك يا ولدي تغيرت ملامِحك ، وسكت فؤادك ، وصمتَ لسانكُ ، أهيَ مفارقةٌ لما تعيش به من نِعَمْ ومأكلٍ ومسكن ومنزل لا تصافحه الأمطارُ ، وتسري في جدرانه.
فرد الطفل قائلا : لا هذا ولا ذاك يا والدي ، فالرب أوسعَ الرزقَ علينا وهذا نصيبنا من الدنيا ، ولكن يا أبتِ اعتراني سؤالٌ وتمزقَ قلبي لعدم وجود إجابةٍ عليه .
فقال الأب : سَلِمَ قَلبكُ يا ولدي ، اسأل ؟؟
قال : في القصه عندما قال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب
حين يسقط عليهم المطر ؟!!
فسألت نفسي : يا أبتي ماذا يا ترى تفعل القدس لو لم يكن فيها أهل فلسطين ؟؟؟!!!
ماذا تفعل قِبلَتُنا الأولى وأقصانا لو لم يكن فيها أهل فلسطين ؟؟!!
فسكت الأب لحظة وقال : إبقى شاحباً يا ولدي ، فجدك مات ولم يجبني ، فتركه وذهب ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات