حقائق تحميها مجموعة اكاذيب


سابني ما سأكتبه على مقولة لرئيس الوزراء البريطاني السابق تشرتشل قالها في احدى المناسبات في فترة حروب اوروبا فقد افصح هذا الرجل عن النوايا المخبئة في دواخلهم ومن أقوالهم نفسر دائما أفعالهم حين قال :- "ان الحقيقة غالية وتحتاج لحمايتها الى مجموعة من ألأكاذيب " انتهى الاقتباس.

مجموعة من الحقائق بعد ذلك كان لا بد من حمايتها حسب تعبير وتفكير تشرتشل والذي اعتقد انه انعكاسا حقيقيا لما يفكر به باقي قادة الغرب قديما وحديثا من اجل تحقيق بعض الاهداف الاستعمارية المادية والأيدلوجية التي تبقيهم سادة للعالم يستطيعون تنفيذ ما يريدون بتشويه الواقع من خلال اكاذيب ينشرونها قادرة بحسب قناعتهم على اخفاء الحقيقة وطمسها.

فالاستعمار حقيقة وتجربة مريرة ارغمنا على التعامل معها في حقبة زمنية نسج حولها المستعمر الكثير من الاكاذيب لحماية هذه الحقيقة السيئة وأهدافها الخبيثة التي استعبدوا معها الشعوب وقتلوهم وسرقوا خيراتهم وتراثهم بكذبة نقل تجربة المدنية والحضارة والتقدم وتخليص البشر من التخلف والانحطاط وفي الواقع كانت هذه المرحلة من التجارب البشرية السيئة في ظلم الانسان للإنسان.

وجاءت بعد ذلك حقيقة نشر مفهوم القومية العربية ليرسخ في الاذهان ان هناك عراقي ومصري وأردني وسوري ومغربي وسعودي وفلسطيني...الخ .ليسهل بعد ذلك الفصل على اساس المنطقة الجغرافية وتكون الكذبة هنا بأحقية الشعوب في بناء وطن له حدود يجب ان يكون اولا في كل شيء والبقية لكل وطنه ولكل اولوياته.

ومن أكاذيبهم الترويج لشعب تعرض الى ظروف سيئة جدا في سجون ومعتقلات النازية وقد ان الاوان لهذا الشعب المسكين حسب زعمهم ان يرتاح فكان لا بد من ايجاد الوطن المناسب له ليعيش بسلام بعد كل هذه المعاناة. وهذه اكبر كذبة يمررون من خلالها حقيقة قيام دولة يهودية على ارض فلسطين .فأين الصدق في ان تهجر اناس عن وطنهم وبلادهم لتعطيها لآخرين تم تجميعهم ولملمتهم من مختلف انحاء العالم ليكون لهم الحق في العيش بسلام واطمئنان .

واستمر تتابع الأمور بعد ذلك بحقائق عديدة منها حقيقة خوض حروب هزلية مسرحية بين العرب وإسرائيل استطاعوا بعد ذلك ونتيجة لخسائر هذه الحروب فرض حقيقة أخرى وهي معاهدات سلام مع هذا الكيان المصطنع تحت مظلة كذبة السلام المزعوم وحق الاجيال القادمة في العيش دون حروب وويلات. وبعد فترة من الزمن تم تدمير دولة العراق تحت ذريعة امتلاك السلاح المحرم دوليا وهي اكاذيب ثبت بعد ذلك عدم صدقها باعترافاتهم لاحقا.

جاء بعدها حقيقة ما أطلق عليه الربيع العربي تجميلا لما يسمى الفوضى الخلاقة التي كانت الوجه القبيح الذي عملوا على اخفاءه وتزوير حقيقته بكذبة الحرية وضرورة ان تشعر الشعوب بإنسانيتها وكرامتها والتي لم تؤدي إلا الى نتائج كارثية على المنطقة والشعوب من تقسيم دول وعنف ما زال مستمرا حتى الان.

ثم تطور المشهد لهذه الحقيقة بمجموعات مسلحة تحمل افكارا متطرفة بقناعة راسخة انهم هم وحدهم على صواب اما الباقيين فهم على خطأ وقد عاثت هذه المجموعات في الارض فسادا تحت حقيقة الدين والشرع وهي في الواقع كذبة وصنيعة دول غربية تم دعمها عسكريا وإداريا وتهيئة جميع الظروف المناسبة لها كي تنمو وتتطور على اسس طائفية اشد عداوة من القومية والعرقية.

حقائقهم كثيرة في منطقة جعلوا منها بؤرة صراع ملتهبة لا استقرار فيها خلقوا معها مئات الاكاذيب يحمون بها ما يعتقدون انه يحقق مصالحهم وما يعود عليهم بالنفع والتقدم وعلى غيرهم بالدمار والخسارة وما ان ينتهوا من كذبة حتى تكون هناك كذبة جاهزة لطرحها يخفون بها حقيقة يعملون على ترسيخها وتنفيذ اهدافهم معها.

لم تعد زيف هذه الحقائق تنطوي على احد فالدماء التي سالت كفيلة ان تكشف وتكتب بالخط العريض الكذب الذي مارسوه بشان الحرية والكرامة وحقوق الانسان والحق في العيش بسلام والتعايش بين الامم فالحقيقة التي تحميها مجموعة من الاكاذيب ليست سوى كذبة دنيئة يصنعها من لا يعرف قيمة الانسانية.
razazmeh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات