الجامعة المنتجة كأحدى وسائل زيادة التمويل


يعتبر قطاع التعليم العالي في اي بلد هو المحرك الاساسي للاقتصاد والتنمية من خلال تخريج كوادر بشرية مؤهلة قادرة على تحسين الانتاج وخلق فرص عمل جديدة ، ولأهمية هذا القطاع يجب على الحكومة الاهتمام بمستوى التعليم العالي في الاردن والارتقاء به ، اذ تفيد مؤشرات التصنيف العالمي بأنه لا يوجد أي جامعة أردنية من ضمن أفضل (500) جامعة في العالم ، وأكبر مشكله تواجه قطاع التعليم العالي في الاردن هي ضعف التمويل والعجز الكبير في ميزانياتها كونها تعتمد بالدرجة الاولى على الرسوم الجامعية والدعم الحكومي .
ولكي تتمكن الجامعات الاردنية من الموازنة بين ايراداتها ونفقاتها السنوية وبالتالي عدم اعتمادها على الدعم الحكومي كان لا بد من أن تتحول الجامعة الاردنية إلى جامعة منتجة قادرة على توفير موارد مالية إضافية لدعم أنشطتها المختلفة في مجالات البحث والإنتاج العلميين ، كاقامة مشاريع متعددة المجالات بالتعاون مع القطاع الخاص لدعم الأبحاث والابتكارات العلميّة وتحويلها إلى استثمارات منتجة وكذلك تبني مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على المجتمع .
وقد قسم المختصون الوظائف الجامعية الى ثلاث هي البحث والتدريس وخدمة المجتمع ، ويجب ان لا تعطى الافضلية لاي منها على حساب الاخرى ، بل يجب الاهتمام بتلك الوظائف على قدر المساواة ، بينما ما تشهده جامعاتنا الاردنية هو تغليب وظيفة التدريس على الوظائف الاخرى ، بحيث تكون مصنعا للشهادات فقط ، بل يجب ان تمتد وتتوسع في الشراكة مع القطاع الخاص وتسويق البرامج والابحاث التي تنتجها في السوق المحلي .
وقد أعتمد نموذج الجامعة المنتجة كاحدى سياسات تجديد مصادر التمويل في كثير من الجامعات العالمية ذات السمعة المرموقة ومنها جامعتي «اكسفورد» و« رويك» البريطانية التي استطاعت زيادة مواردهما المالية وتخفيض اعتمادهما على التمويل الحكومي ، ومن الآليات التي اتبعتها جامعة « اكسفورد» تأجير المنشآت الجامعية أثناء عطلات نهاية الأسبوع والعطلات السنوية، وبيع وجبات غذائية ذات جودة عالية للمواطنين، والسماح بإجراء الأنشطة الاجتماعية في ساحات الجامعة ، وأيضًا استغلال الطرقات وساحات الاستقبال في الترويج الإعلاني للمحلات والشركات، كل ذلك مقابل رسوم مالية زادت من دخل الجامعة.
وهناك اليات كثيرة تستطيع الجامعة من خلالها زيادة مواردها المالية كالدورات التدريبية ، الشراكة مع القطاع الخاص ، تشجيع التبرعات من الاشخاص القادرين لصالح صندوق الطالب الفقير او تمويل برامج الجامعة وابحاثها العالمية ، او من خلال ما يسمى بوصايا الإرث حيث يترك بعض الأشخاص لجامعتهم الأم وصية إرث بهدف مساعدة الجامعة على إتمام رسالتها، وقد تشتمل الوصية على أموال أو أسهم أو أملاك عقارية وكذلك تقديم خدمات الطباعة والنشر وحقوق التأليف ورسوم موقف السيارات والرسوم الصحية وغيرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات