حب الظهور قصم الظهور



قال تعالى: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ( 204 ) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 ) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 ) سورة البقرة.

بقول الامام علي رضي الله عنه وأرضاه (يا دنيا غري غيري) الاغترار بالدنيا مصيبة كبرى والسعي خلف الشهرة وبريقها،من اكبر مصائب الدنيا. كثير من الناس تتوق نفسه إلى أن يُشار إليه بالبنان أو أن يكون هو حديث المجالس أو أن يُسمع قوله أو يُكتب عنه، لذا قد يسعى بعضهم بكل سبيل إلى تحقيق ذلك ولو على حساب مخالفة الدين والأخلاق، إذ من خصائص الاغترار والشهرة أنها تؤز المرء إلى المغامرة أزًّا، ويدعى إلى تبرير كل وسيلة موصلة إليها دعّا، وهنا مكمن الخطر ومحمل الشوك الذي هو من الصعب الخروج منه بسهولة. واقع حقيقي نعيشه جميعا ونكافح فيه ونساير كل من حولنا وهذا قد يكون فيه - حب الظهور !!

ولو تأملنا في واقعنا لوجدنا ان سبب كل الامراض في عصرنا الحاضر هو السعي نحو الشهرة , وحب الظهور و المديح والثناء والإطراء أو نقول إظهار العبادة ليراها الناس فيحمدوا صاحبها. ونحن نعلم أن المعجب بنفسه يحتقر الاخرين ويغمط حقهم ويتكبر عليهم وهذا لا محالة يجره الى أمراض القلوب الاخرى.. ومن الامراض الفتاكة لحب الظهور طلب الترؤس والسيادة والغضب عندما يسند الامر لأهله وليس هو منهم فهنا يتحرك في كل الجهات لكي يثبت للآخرين أنه أحق بالسيادة والاشراف والتقدم فيحتقر الاخرين مع انه اغبى خلق الله ولكن طغى عليه حب الظهور وغلبه.وإذا جلس في مجلس بدأ بإظهار كم هائل من المعلومات العلمية سواء الشرعية منها أو الثقافية او الدنياوية ففي كل مجلس تجده يذكر معلومات بالمناسبة أو بغير مناسبة ولا يسمح لأحد بالكلام لكي يظهر للحاضرين انه أعقل وأعلم وأنه لا يفوته شيء في كل مجال ولذالك تراه تارة يكذب وتارة لا يركز في معلومة وتارة يخلط الاوراق ببعضها ..دون تركيز.

كل ذي قلب وعاقل يحزنه ما يراه من تعاليم وحب الظهور للبعض في هذا العالم الافتراضي يدعون العلم..

ويدعون الفهم..ويدعون التواضع..ويدعون التحضر والوسطية.. ويدعون يدعون وهكذا الى ما لا نهاية...

هكذا نحن كل منا لم يفهم حكم القدر والنصيب الذي يبعثنا الى درب القبور ولن نكون اقسى من اشباه البشر ولوشربنا من قسوتها فاعلم غدا الدنيا تدور. يا من عشقت حب الظهور إن غدا لناظره قريب !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات