أن المتتبع لما يجري من احداث تتعلق بالمعلم والطالب وولي الامر ووزارة التربية والتعليم يلحظ مستجدات لم تكن من ذي قبل ـ وان كانت فنادرة ـ فاحيانا نسمع أن طالب يعتدي على معلمه بطريقة فظة ومستهجنة ، اما لفظا واما باستخدام الاشارات واما بالايدي ، واحيانا تصل الامور الى أن يكن طرفا اوطرفين في المستشفى ، وربما يكن هناك سلوكات كيدية لاتهدف الا الى انتزاع الحقوق من اصحابها ، وقد يصل الامر أن يلتقي المعلم والطالب امام القضاء بمشهد لايوصف على الاقل الا بانه غريب وغريب جدا ، فكيف تصل الامور أن يوصل الطالب معلمه الى القضاء ، أو أن يوصل المعلم طالبا الى القضاء ، وكلا الامرين اتعجب منهما ، ويتكرر الامر بين اولياء الامور وبين المدرسة ، فنسمع أن احدهم قد تهجم على ادارة المدرسة ومعلميها وقد يصل الامر أيضا الى التشابك واستخدام العنف وبعدها شرطة وقضاء ـ وربما تنتهي قبل ذلك بتدخل الوسطاء من اهل الخير.

ايها الاخوة : الامر اكبر من أن الحدث قد جرى ، الامر يتطلب اجراء الدراسات الوافية ، والبحث عن مسببات الامور وسبر اغوار ما يكتنف العلاقة التي اصبح عليها علامات تعجب واستفهام ، فنحن نتحدث عن وزارة تربية قبل التعليم ولم تكن التسمية عبثية بل هي ما ينبغي أن تكون عليه وفق واقع الحال ، ونتحدث عن معلمين وعن مدرسة هذا المكان الذي تنطلق منه الاجيال التي تبنى وستبني وعليها المستقبل يرتكز ، فلما الطالب جنح بسلوكه هكذا ولما المعلم يدع الامور تصل الى أن يحتك بالطالب وهو الخاسر الاكبر اذا تواجه مع طالبه ، وانتم ايها الاهل لما لاتتابعون ابناءكم لحظة بلحظة ولما لانتصبر وعلينا أن نستمع ونفهم ، ومن الوسائل التي لانعدمها الكثير، ومنها الشكوى ، فهناك مراجع لكل منا ينبغي التسلسل في التعاطي معها ، ومهما يكن من امر لاينبغي أن نتهجم على مدرسة وعلى معلمين يفترض أن نأتمنهم على ابناءنا وان نجلهم ونحترمهم واذا مااخطأ احدهم فلا نعالج الخطأ بالخطأ ونكون بشئ لنصبح بأشياء .

ايها الاخوة المعنيين وكلنا معنيون : علينا أن نتأمل ونراجع ونبحث ونصل الى الداء ونبحث عن الدواء والا فما تنتظرون من مرض اذا بدأ وبقينا نشاهده دون تحريك ساكنا فسوف يستفحل ويعظم امره ويصبح عصيا على العلاج ، الامل أن لا نصل هذه المرحلة ، وعلينا التعاون جميعا ونحن نتكلم عن المؤسسة التربوية التعليمية التي يجب أن يخرج منها الطلاب مدركين لمعنى الحوار والتفاهم واحترام وجهات النظر ، فامامهم الجامعات التي تعاني من العنف وامامهم ميادين الحياة الواسعة التي يفترض أن يحملوا فيها مشاعل تضئ للاخرين اللهم اعنا على الخير وان يحافظ كلا منا على مؤسساته ، وان نحافظ على بعضنا البعض ،ونحن في بداية العام الدراسي اللهم امين .