أيُ حريةٍ تتحدثون


في السابق كان إذا ما ذهب احد أطفال القرية مع والده إلى المدينة لمراجعة الطبيب أو لشراء حاجيات البيت ( حيث تعد زيارة المدينة بالنسبة للطفل أو للشاب حينها من رحلات العمر) فقد كان هذا الطفل يستغل كل لحظة في مشواره ، فيختار مقعد الحافلة الذي بجانب النافذة كي يتمتع ويتنعم بالمناظر والمشاهد الموجودة بالطريق ، ويحرص كل الحرص بأن يبقى يقظً حتى لا يسرقه النوم في الحافلة ، وعند عودته يبدأ بسرد ما حدث معه لإخوانه وجيرانه في مشوار المدينة ، فيقول: لقد رأيت سيارات كثيرة وحافلات كبيرة ورأيت العمارات والأبراج العالية ، ورأيت ازدحام كثير للناس داخل المدينة ، ورأيت كذا ...ورأيت كذا ، ويبقى يتحدث عن هذا المشوار لعدة أيام ، فيصبح حديث الحارة وحديث القرية.

لكن لو سألنا إذا ما خرج احدنا إلى نفس قريته ، ماذا رأيت وشاهدت في طريقك ومشوارك ؟ لأجاب : بأن الشوارع والأسواق مليئة بالنساء والبنات ..فظاهرة انتشار وتواجد النساء والبنات بالشوارع والأسواق باتت منتشرة وملحوظة بشكل كبير جدا ، ولو عدنا بالزمن للوراء لوجدنا أن النساء في السابق لا تخرج ولا تترك بيتها إلا للضرورة والحاجة الملحة ...لكن اليوم نرى انتشار واسع للنساء والبنات في الشوارع والأسواق بسبب أو بلا سبب ، ولا يمنعها ولا يحبسها غبار كثيف ولا ريح شديد ولا منخفضات جوية ولا صقيع ولا ثلوج ولا ارتفاع للحرارة من قضاء مشوارها وزياراتها ، والمشكلة عندما لا يكون للمشوار ضرورة مثل ( استبدال بعض ألاواعي والملابس من المحال ، أو تهنئة صديقتها بعيد الميلاد ، أو ، أو، أو......) ومعها طفلها الرضيع يرتجف من برد الشتاء ، أو يختنق من حر الصيف ( وتسأل ليش ابنها يصاب بالمرض)

ونرى خروج النساء أسراب وفرادى في كل الأوقات ، في الصباح ووقت الظهيرة وفي العصر ( بعز الحر) حتى منتصف الليل ، وتجدها في كل مكان في الصيدلية ، وفي المؤسسات الغذائية ، ومحلات الألبسة ، وفي السهول ..... حتى مقبرة البلدة لم تخلو من زيارات النساء.

فالإسلام عندما كرم المرأة جعل التزامها في بيتها جزء من هذا التكريم ، وكان الإسلام عادلاً عندما أعطى للأنثى حقها ودورها حسب خصائصها ، وكذا الرجل أعطاه حقه ودوره حسب خصائصه ، وبهذا يكونوا قد أكملوا وكمّلوا بعضهم البعض ... وعندما أراد الغرب أن يعذبوا المرأة خرجوا بشعارات ( الحرية للمرأة ، ومساواتها بالرجل) فالحرية التي أرادها الغرب للمرأة كانت سبباً في شقائها وهلاكها ، ومع هذا تركض وتسعى النساء خلفها ، فأي حرية تتحدثون ؟ وأي مساواة تطالبون؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات