بوركت يـــــــــا هزاع...

هؤلاء الرجال لا يموتون...
هؤلاء الأحرار لا يغيبون...
هؤلاء النشامي لا يفْنون...
فهم فقط يستشهدون, ويرتقون الى من أنشأهم أول مرة, سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم,

وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون َ) صدق الله العظيم. (
هامات لم يحنيها الريح الا خشوعا لصاحب الريح, وجباه تسجد لله ثم تعود بكل عنفوان الأرض وعزتها تشخص من جديد اليه. 

فرسان تشتاقها الخيل وتعشقها السروج, وتعودتها مقابض السيوف وساحات الكونات المشرّفة الكبيرة.
انهم تاريخ يكتب تاريخ, ووطن بحجم الوطن يرون أنهم للوطن خُلقوا وله يستشهدون, وكذلك يفعلون.
ذكرى استشهادهم هي شهادة ميلاد جديدة لهم, كتبوها بالنجيع الزكي الذي خضب جدائل الحبيب وكفيه.

الشهيد هزاع بركات المجالي, ورفيق درب وصفي, خلق للوطن واستشهد له, تعود اليوم ذكراه الخامسة بعد الخمسين, والتي ما غابت عن حر, فالأحرار لا ينكرون المعروف, وما نسيها أردني شريف, فالشرفاء الأرادنة, وكلهم كذلك, لا ينسون شريكا لهم بحب الوطن سبقهم بالتضحية والفداء من أجل الأردن والتراب.

نخلة الكرك والوطن السامقة, زُرعت كبيرة عالية, واستشهدت واقفة وما زالت في القلب والوجدان والضمير والفكر, باسقة تتروّى العرفان وتُسقى بماء العين.
رحمك الله يا هزاع, وبورك الدم ياكرك, وطوبى للأردن رجاله ومن مدّوا من شرايينهم قنوات فداء وتضحية تسقي عطش الوطن وتنعش يبابه.

وكلما مات منا سيد قام سيد.