مطعوم عين الغول


يحكى عن قرية في بلاد العجائب تدعى قرية تل الأرانب، كان يوجد فيها عين ماء تسمى ( عين الغول) وكانت هذه العين تقع في سفوح الجبال المحيطة بالقرية،وفي احد الأيام ذهب طلاب مدرسة تل الأرانب مع معلم الفيزياء في رحلة علمية استكشافية إلى (عين الغول) وبعدما وصلوا إلى العين وشربوا منها أصابهم النعاس وشيء من الهلوسة وفقدان للذاكرة ، فأصبحوا يتخبطون بالكلام والأفعال،ويتسائلون عن سبب وجودهم في هذا المكان، وماذا يفعلون هنا؟.......، وفي المساء وبعد ما رجعوا إلى قريتهم كان الناس بانتظارهم ، فتفاجئ أهل القرية بتصرفات أبنائهم وتشتت أفكارهم وأفكار أستاذهم، وبعد البحث والتحري تبين بأن ما أصابهم هو من تأثير ماء (عين الغول).

وللأسف الشديد في هذه الأيام نجد انتشار واسع وملحوظ لمطعوم عين الغول بين بعض الشباب ، فهذا المطعوم السيئ يعمل على انتزاع الحياء والأدب والهيبة من متعاطيه، فلو نظرنا إلى الألفاظ التي تصدر من بعض شباب هذه الأيام ، ولغة التواصل والحوار فيما بينهم لوجدناها مليئة بالشتائم والمسبات والاعتداء بالكلام الفاضح على أعراض بعضهم البعض ولا يعتبرون لما يقولون وبما يخرج من أفواههم ، وتجدهم يتفننون ويبدعون بالشتائم وبذكر العورات والتعدي باللسان على شرف بعضهم وذكر الأمهات والآباء والأخوات بالكلام العاطل والباطل، والمصيبة أن الشخص المقابل يتلقى الشتيمة بالضحك والابتسام ولن تجد علامة الرجولة في وجوههم ،لأنها أصبحت هذه الشتائم عادة متداولة بينهم، وعندما تحاول الكلام مع احدهم، يقول لك: أنا اتعاطى مطعوم عين الغول، والمصيبة أن هذا المطعوم وصل للأطفال فتجد طفل اليوم لا يتجاوز العاشرة من عمره ولسانه حاد كالسيف بالألفاظ المزرية والرديئة، ولا تجد له أي رادع .

فنقول رحم الله أيام الأجيال السابقة ، عندما كانت مثل هذه الألفاظ معدومة وممنوعة، حتى عندما يحاول احدهم على مستوى التفكير بالتلفظ بالشتم على حوض النعنع أو على شجرة الخروب أو بهيمة الجيران يضعوه في المجالس الضيقة، ويطبقوا عليه قوانين الحياء ، ويهددوه بقطع اللسان،وهذا كله يعود ويرجع للتربية والأخلاق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات