منظمة حقوقية: "جامعات في فلسطين .. بلا حرم"


جراسا -

جامعة النجاح الوطنية تحولت إلى مسرح لجرائم جهاز المخابرات بحق الطلبة

تواطؤ إدارة الجامعه وسكوتها عن هذه الجرائم قد يعرضها لعقوبات من قبل المرجعيات الدولية

23 طالبا اعتقلوا في الفترة الاخيرة 11 منهم لازالوا معتقلين تعرضوا لتعذيب وحشي

في كل دول العالم يعتبر ما في داخل أسوار الجامعات خاص بالطلبة والهيئة التدريسية لا يجوز لأي جهة سياسية أو أمنية التدخل به بأي حال من الأحوال لذلك اصطلح على تسميته بـ "الحرم" لإضفاء نوع من القداسة والأهمية ، لكن في ظل الإحتلال لا حرم للجامعات، قوات الإحتلال من جهة وأجهزة امن السلطة ومن يواليها داخل حرم الجامعات تتدخل في تفاصيل ما يحدث فتقتحمها بغرض اعتقال الطلبة او الأساتذه وتتدخل في العمل النقابي للطلبة بل حدث أن أطلقت هذه الأجهزة النار داخل حرم جامعة النجاح مما أدى إلى مقتل محمد رداد في تموز 2007.

بعد فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت في نيسان الماضي كلف الرئيس محمود عباس رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج بملاحقة الطلاب الذين ينتمون للكتلة الإسلامية فبدأت الإعتقالات ومداهمة منازل الطلبة والسكن الجامعي ومطاردة الطلبة حال خروجهم من بوابات الجامعة.

ثبت في الأونه الأخيرة قيام جهاز المخابرات بتعريض المعتقلين لتحقيق وحشي في مقر مخابرات بيت لحم لانتزاع اعترافات منهم،سعيا من الجهاز لتقديمهم للمحاكمة عقابا للطلبة على نشاطهم النقابي وإرهابهم لثنيهم عن مواصلة عملهم النقابي المسموح به وفق كل المعايير القانونية والحقوقية.

لا تنتهي معاناة الطلبة هنا فبعد خروجهم من سجون السلطة يتعرضون في أغلب الأحيان للإعتقال ثانية على يد قوات الإحتلال بموجب التهم التي وجهت لهم في سجون السلطة الفلسطينية حيث تمرر الملفات كاملة لدى السلطة إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وهذا يضاعف أزمة التحصيل العلمي لدى الطلبة فمنهم من لازال على مقاعد الدراسة منذ ثماني سنوات بسبب تتابع الإعتقالات ومثال ذلك الطالب في سنته الثامنة بكلية التمريض حمزة فتحي القرعاوي الذي لم ينجز حتى اليوم سوى عاماً دراسياً ونصف فقط، وكذا الطالب في سنته السابعة بكلية الاقتصاد فوزي بشكار والطالب في سنته السادسة بتخصص الشريعة الإسلامية عبادة شديد.

جامعة النجاح الوطنية أحد المؤسسات الاكاديمية التي استهدفت بشكل واسع من قبل الأجهزة الأمنية فمؤخرا قام جهاز المخابرات في مدينة نابلس باعتقال 23 طالباً من طلبة الجامعه، ثلاثة منهم أعضاء في مجلس اتحاد الطلبة وهم الطالب فوزي بشكار وعبادة شديد وعاصم اشتية.

في أواسط حزيران الماضي اعتقل جهاز المخابرات الطلبة: براء زهدي عبدالله الطالب في سنته الثالثة في كلية الشريعة و المعتقل منذ 17/06/2015 ،الطالب في سنته الرابعة في كلية الشريعة هارون الرشيد إبراهيم أبوالهيجا الذي اعتقل بتاريخ 15/06/2015 والطالب في سنته الرابعة في كلية الشريعة إسلام جمال سلامة الشعيبي والمعتقل بتاريخ 26/06/2015.

في العاشر من آب الجاري بدأ جهاز المخابرات بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة فاعتقل 19 طالباً آخر حيث تم اعتقال أول دفعة مكونه من أربعة طلبة خلال عودتهم من حضور حفل زفاف لزميل لهم عند مدخل بلدة تل جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، وهم الطالب في سنته الثانية بكلية القانون صلاح الدين أيمن دويكات، والطالب مجاهد خليل دويكات في سنته الثانية بكلية هشام حجاوي التابعة للجامعة تخصص برمجة ،الطالب في فصله الدراسي الأخير محمد الحج محمد في كلية لقانون، والطالب في سنته الثانية في كلية القانون براء نواف عامر .

من أمام حرم الجامعة اعتقل جهاز المخابرات الدفعة الثانية في تواريخ مختلفة مكونة من ستة طلاب حيث اعتقلوا وهم يهمّون بالعودة إلى منازلهم بعد انتهاء دوامهم الجامعي وهم الطالب في سنته الرابعة في كلية الشريعة عبادة مراد أحمد شديد واعتقل بتاريخ 16/8/2015 ، الطالب في سنته الثالثة في كلية الإعلام نصير رضوان محمد أبو ثابت واعتقل بتاريخ 19/8/2015، الطالب في سنته الرابعة تخصص الفيزياء محمد أمين هلال واعتقل بتاريخ 19/8/2015، الطالب في كلية الحقوق هاني شرف واعتقل بتاريخ 23/08/2015،الطالب في كلية الاقتصاد ثابت ثابت واعتقل بتاريخ 25/08/2015،الطالب في سنته الرابعة بكلية الهندسة تخصص اتصالات همام عزيز إبراهيم فتاش واعتقل بتاريخ 25/8/2015.

فيما اعتقل البقية من أماكن متفرقة بعد مداهمة منازلهم، أو ملاحقتهم في شوارع المدينة،أو في طريقهم لاستقلال مركبات إلى قراهم،وفي حالات فشل جهاز المخابرات بعمليات الإعتقال ومثال ذلك بتاريخ 25/8/2015 حاول الجهاز اعتقال الطالب أمير اشتية عضو مجلس الطلبة السابق من أمام حرم الجامعة بعد مشاركته في جلسة لوضع حد لحملة الإعتقالات المتواصلة مع إدارة الجامعة إلا أنه تمكن من الإفلات من قبضة عناصر المخابرات.

أفرج جهاز المخابرات خلال الأيام السابقة عن خمسة من الطلبة المعتقلين منهم عوني الشخشير الذي روى كيف تعرض لتعذيب وحشي في مقر مخابرات بيت لحم كما أفرج عن سبعة آخرين مساء أمس فيما لا يزال 11 طالباً منهم موقوفون في سجون المخابرات،موزعين على سجون جنيد ،أريحا و بيت لحم.

في غمرة هذه الإعتقالات يواصل جهاز المخابرات، استخدام أساليب غاية في القسوة من التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين لانتزاع اعترافات منهم حول نشاطهم الطلابي فسجون المخابرات في جنيد والذي يتواجد فيه 15 من معتقلي الجامعة تم تحويله إلى مسلخ كسابق عهده قبل سنوات، وكذلك مركز تحقيق أريحا إلى جانب مركز تحقيق بيت لحم والذي يستخدم فيه أساليب الحرمان لبضعة أيام من النوم، والشبح المعلق من الخلف على الأبواب والحمايات الحديدية للنوافذ، و"الفلقة" حيث يضرب الطالب بعصي سميكة على الرجلين،وتحدث أحد الضحايا عن "تكسر عشرات العصي على المعتقلين" في إشارة للضرب المبرح الذي يتعرضون له، كما تم تهديد بعض المعتقلين بتقديمهم للمحاكمة بتهم العمالة للإحتلال إن رفضوا الإدلاء باعترافات عن مرجعياتهم الإدارية والمالية لعملهم النقابي.

مما سبق يتبين بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه الحملة الشعواء على طلبة جامعة النجاح المعارضين لنهج السلطة والتنسيق الأمني مع الإحتلال، تأتي مع استعدادات الجامعة لعقد انتخابات مجلس الطلبة ومحاولة لاجتثاث الكتلة الطلابية الرئيسة المعارضة لنهج السلطة وللحركة الطلابية التابعة لها .

انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح ستجري في نوفمبر تشرين ثاني القادم، بعد عام كامل ونصف على تأجيلها للمرة الثالثة، وقبل آخر تأجيل كان مقرراً أن تعقد في الأسبوع العاشر من الفصل الثاني أي في نيسان أبريل 2015 إلا أن قرارا سياسيا أمنيا أجبر إدارة الجامعه على تأجيل الإنتخابات عقب فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت وذلك حتى الأسبوع العاشر من الفصل الأول في تشرين ثاني نوفمبر من العام 2015 حتى يتم افساح المجال أمام الحركة الطلابية الموالية للسلطة لترتيب أوراقها.

أمام هذه الإنتهاكات لم تتحرك إدارة الجامعة لوقف تدخل الأجهزة الامنية في شؤون الجامعة والعمل النقابي ولم تتحرك لوقف الإعتقالات التي طالت الطلاب أو العمل على الإفراج عنهم رغم تواتر الأنباء عن تعرض العديد منهم لعمليات تعذيب وحشيه.

إن استمرار الأجهزة الأمنية العبث في الجامعات الفلسطينية التي تعتبر رحم حركات التحرر يقدم خدمة مجانية للإحتلال الذي يفتك بشكل متواصل بالأرض والمواطنين وله تداعيات خطيرة على تحصيل الطلبة العلمي وعلى سمعة الجامعه وقد يعرضها لعقوبات من قبل المرجعيات الدولية بسبب تواطؤ إدارتها في هذه الإنتهاكات وعدم التصدي لها.

إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤول المباشر عن جهاز المخابرات و السيد رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني وبصفته وزير الداخلية المسؤول المباشر عن باقي الأجهزة الأمنية إلى جانب رئاسته الفعلية لجامعة النجاح، المسؤولية الكاملة عن جرائم الأجهزة الامنية بحق الطلبة وتدعوهما إلى لجم هذه الجرائم والعمل على الإفراج عن الطلبة المعتقلين وتقديم كل من شارك في تعذيبهم للمحاكمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات