جراسا -

خاص - خضعت الطفلة الأردنية آسيا حيمور، البالغة من العمر 10 أعوام، لعملية جراحية جراء الحروق البالغة التي أصيبت بها نتيجة إنفجار أنبوبة غاز واشتعال النيران في منزل عائلتها في سحاب، ما أودى بحياة والدها الدكتور مصلح الذي يعمل طبيباً في بريطانيا وشقيقها محمد وشقيقتها التوأم بتول.

وعانت آسيا من حروق من الدرجة الثانية والثالثة جراء الحادث الذي وقع في آذار/مارس وأتى على محتويات غرفة النوم التي كانت تتشاركها مع أشقائها.

وتطوع فريق من زملاء والدها في المستشفى الملكي المجاني "رويال فري" شمال لندن، بإجراء عملية جراحية للفتاة خلال أوقات فراغهم لإعادة إحياء وجهها الذي تضرر بشدة.

وعمل والدها الدكتور مصلح كمساعد في غرفة العمليات في المستشفى الملكي المجاني منذ 14 عاماً، والذي نجح في إنقاذ ثلاثة من أطفاله الخمسة عندما احترقت بهم الغرفة، لكنه عندما عاد لإنقاذ إبنه محمد البالغ من العمر خمسة أعوام وبناته التوأم إنفجرت فيهم "جرة الغاز" الخاصة بالسخان ما أسفر عن مقتل الثلاثة الأب ومحمد وبتول.

ولا تستطيع آسيا تناول الطعام أو إرتداء ملابسها بنفسها وتحتاج تقريباً إلى رعاية مستمرة وذلك جراء الحروق البالغة التي تعاني منها في يديها وفمها.

وأشاد الجميع في المستشفى الملكي بالدكتور مصلح الذي كان بمثابة الشقيق الأكبر بحسب ما كتب أحمد تراب، أحد زملاء مصلح على الصفحة التي خصصت لجمع التبرعات من أجل علاج آسيا وتوفير نفقات سفرها هي ووالدتها فاطمة إلى بريطانيا، مضيفاً أن والدها كان رجلاً حكيماً للغاية بحيث كان يلجأ إليه من أجل تلقي النصيحة، كما يتحدث تراب عن زميله موضحًا أنه مهما كان الوضع تجده دائماً يبتسم فضلاً عن دفاعه عن الزملاء.

وتطوع العالم البريطاني بيتر باتلر وهو أحد جراحي التجميل الأكثر شهرة في بريطانيا بوقته من أجل علاج الفتاة ومحو آثار الحروق.

وولدت آسيا في بريطانيا وحصلت على الجنسية ولكن لا يحق لها تلقي العلاج على نفقة خدمة الصحة الوطنية NHS لأنها كانت تعيش مع والدتها في الأردن لأكثر من ست سنوات في وقت وقوع الحادث. وكان مصلح يزور عائلته التي كانت تقيم في منطقة سحاب جنوب العاصمة الأردنية عمان حينما وقعت المأساة.

وستحتاج الفتاة التي لا تستطيع الأسرة تحمل نفقات علاجها إلى سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة يتطوع للقيام بها أكثر من عشرة من الأطباء والتي قد تستغرق ما يقرب من عام كامل يجري خلالها إعادة بناء وجهها وخلق أذن جديدة مع تجميل الأنف وإعادة الشفاة مرة أخرى إلى شكلها الطبيعي.