المضافات بيوت عز وكرامات لا أوكار حقد ومؤامرات


أصبح للمضافات العشائرية دور ثقافي وانساني، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة المضافات بأنها راعية للثقافة والشعر والعلم والأدب والدين ، وقد ضرب أصحابها في هذه الايام أروع الأمثلة في سبيل رفعة الدين وخدمة القرآن الكريم وخدمة حفاظ كتاب الله .

ورفع كلمة الله أكبر ، ووضعها ايضا تحت تصرف من يحتاجها في أفراحهم وأتراحهم . وفي قديم الزمان كانت المضافات موئلا لكل غريب ولكل عابر سبيل . والإسلام راعى الجانب الإنساني في قضاء حوائج الناس ، وحل مشكلاتهم وتفريج كروبهم وعن (( رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ، فالجزاء من جنس العمل ، رواه البخاري .

وقال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ . حيث يأمر الله عباده المؤمنين على فعل الخيرات ، وهو البر ، وترك المنكرات وهو التقوى ، وينهاهم عن التناصر على الباطل ، والتعاون على المآثم .

اما بعض المضافات التي تستغل الناس وتغرر بهم وتحشوا عقولهم بالتآمر والحقد وتشجعهم على الاساءة للناس بسبب خلافهم على مبادئ العلاقات الانسانية والخروج عن طاعتهم وتنفيذ رغباتهم ، وهؤلاء المتعطشين الذين يسعون من أجل إظهار نفاقهم ويلهثون من أجل تعويض نقصهم فيكون من السهل توجيههم الى الاساءة للناس دون إلا ولا ذمة . وعن أَبِي هُرَيْرَةَ, (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) قَال : (( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شيء )) وعن (( رسول الله صلى الله عليه وسلم )) قال : " (( من مشى مع ظالم ليعينه ، وهو يعلم أنه ظالم ، فقد خرج من الإسلام )) " . رواه الطبراني ( حديث ضعيف )

وأما أصحاب المروءآت ، وتفريج الكربات الذين يقضون للناس الحاجات ووضع مضافاتهم لخدمة القرآن والدين فجزاؤهم يوم القيامة أنهم يكونون آمنين من عذاب الله ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم اولئك الآمنون من عذاب الله » رواه الطبراني .
والإسلام دين التراحم والتعاطف ، يراعي أحوال الناس وحاجاتهم ، ويدعو إلى التعاون والتعاطف والتلاحم بين أفراد المجتمع حتى يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا . أما الجانب الانساني في الاسلام فهو يصوغ وجدان الأمة ويعمل على توحيد صفها وجمع كلمتها ، وان استغلال النعمة في عصيان الله تزيل النعمة ، وكما قال القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم .
والله من وراء القصد ،،،،،
بقلم : زكي أحمد أبو ضلع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات