من قال ان ايران تحتاج النووي ؟



من يعمل بالسياسة ولا يفهم بها قد يظن ان ايران كانت تفاوض على مستقبلها النووي فخسرته بعد اتفاق فيننا.. او كانت تبحث عن مكانة لها بين الدول المتقدمة عسكريا ....وفقدتها. وقد يظن الجميع هنا ان هذا الطموح ازيل او تأجل لحنكة الرئيس الامريكي ومهارة الدول الخمس في لوي ذراع ايران

ومن يفهم بالسياسة ويقرف العمل بها يدرك ان ايران كانت تبحث عن بروبوغندا لإعادة تبييض الوجه الاصفر لها ودحش كيانها السياسي بين الكيانات المراقبة للشرق الاوسط والطامعة بها ولكي يعترف بها رسميا كفزاعة على حقلنا ... او كحامل المنشفة للغرب الداخل لفض ما تبقى من بكارتنا ومن باب شقوق رغبتنا...

وبعيدا عن الفائدة التي حققتها ايران على الصعيد الداخلي من اللعب ببعبع النووي ... فانه يلزم علينا ان ندرك ان الدول الخمسة مضافا اليها (الواحد ) قد كرمت ايران بهذا الاتفاق الممل وأعطتها الرخصة الرسمية لتصبح الذراع المؤتمنة على خراب ما تبقى من الديار العربية في المستقبل القريب ، فالصور التي تعمد ان يلتقطها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من شرفات مكان الاجتماع وعلامات البهجة المصطنعة باحتراف على وجنتيه تفضحه وتفضحنا وتعلن الان ان النووي لم يكن ضمن عدة حرب ايران الطويلة ا لأمد ... ولا طموحها الاكيد ، بل كان النووي نمر من ورق قايضته بأحقية تسريح الثعالب بلا قيود في العراق واليمن وسوريا ولبنان لتنطلق بعد الان بين ظهرانينا تنهش ما تبقى من هيبتنا في كل الزوايا التي تعمدنا ان نطفأ النور خوفا عليها .

فرجوعا للخلف قليلا ولزمن انتهاء الحرب الباردة بالتحديد وكذلك بعد خسارة ايران في حربها السابقة مع عراق الراحل صدام حسين وبعد انكشاف تكاليف الحروب التقليدية بشريا وماليا... فقد ادركت ايران بقيادتها المؤدلجة بالتمائم ان انهاك الجسد بالخلايا السرطانية مثلا اسهل وأرخص للضد وأوجع للخصم من ضربه بالعصا او بالمدفع حتى ... وإيران هنا لا تحتاج اوطانا بلا خيرات او تبحث عن تصفية حسابات...!! بل تحتاج كل شيء لدينا حتى حق الصراخ تألما ووجعا وقهرا ... وتعمل على اطفاء كل نور اضاء علينا.

فحلم امبراطورية فارس لم تفارق حتى النائحات على شبابيك المراقد في تكايا (الايمان) ولم تسقط كل احاديث (الائمة ) الدم من حسابات الثأر لعرش كسرى المسحوق ورائحة ذبائح الموت في القادسية الاولى والثانية مثلا..
هنا كل الحسابات يجب ان تكون بسوء النية حتى تظهر المجاهيل في المعادلات ... فداعش الان سينتهي دورها .. والأسد وحزب الله والحوثيون والحشد الشعبي سيصبحون اسياد المرحلة ، ونحن... الى فناء ان لم نضع في اعتبارنا ان الوقت قد يدركنا وان لم نكسر القيد عن جنوننا المكبوت ونعلنه رسميا حلا للمجون الهادر قريبا من الطرف الاخر ، فكل جزئيات المسألة واضحة المعالم بان ايران العمائم فصلت ثيابها اكبر من حجمها وان لسانها اضخم من فمها ...وان اساطيرها كلها ستسقط ان لم توزع المناصب على اكثر من ثلاثين الف عمامة تم صناعتها خلال سبع وثلاثون سنة لتحكم مائتين واثنان وثلاثون محافظة عربية .
جرير خلف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات