جراسا -

رام الله - خاص -  بدأت لعبة" شد الحبل" بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين سر منظمة التحرير المقال ياسر عبد ربه،في ظل حالة الهرج والمرج التي أعقبت إقالة عباس لعبد ربه حيث بلغت ذروتها اليوم بعد أن نفى تسليم مكتب الأمانة للقيادي المكلف صائب عريقات.

وكانت وسائل اعلام محلية فلسطينية قد نقلت خبر تسلم الدكتور صائب عريقات مهام ومكتب امانة سر منظمة التحرير أمس من السيد ياسر عبد ربه بعد مغادرته المنصب "دون علمه " عقب قرار للجنة التنفيذية للمنظمة في اجتماعها الاخير الاسبوع الماضي .

وقال عريقات في تصريح له عقب تسلم مفتاح "الامانة":"اننا نعمل من اجل مواجهة التحديات والاستيطان والاعتقالات والاغتيالات دفاعا عن شعبنا، وسنواصل مواجهة سياسة الحصار والاغلاق . والمطلوب منا الان تفعيل كل مؤسسات منظمة التحرير وصولا الى عقد جلسة للمجلس الوطني بمشاركة جميع الفصائل والتنظيمات لوضع خطة وطنية شاملة تضمن الوقوف في وجه المشروع الاستيطاني للاحتلال .

بدوره سارع عبدربه الى نفي ما تم نشره من أنباء عن اجراء عملية تسليم لأمانة سر اللجنة التنفيذية.

وقال عبدربه " ان ذلك لم يتم وما حدث ليس سوى زيارة من د.صائب عريقات، ابلغته خلالها أن الرئيس محمود عباس سبق له ان سحب صلاحيات امين السر قبل 6 اشهر ، كما أن مسألة امين السر تحتاج الى عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمناقشة الأمر وفق القانون والنظام، فإن ارتأت بانتخاب جديد عندها سيكون تسليم المنصب لمن تنتخبه التنفيذية بتصويت وليس بأمر رئاسي..

ورأت مصادر، ان نشر الخبر جاء في سياق تحويل المخالفة القانونية لواقع لفرضه على حركة فتح وقيادتها، خاصة وأن هناك رفض لإختيار عريقات للمنصب، الى جانب عدم اعلامها ومناقشتها ذلك القرار..

يشار الى ان ياسر عبد ربه غادر المنصب بعد تاريخ طويل في قيادة المنظمة، وقد اعرب امس عن التزامه بالقرار ( اصبح الامر خلف ظهري ) لكنه وخلال مؤتمر صحفي برام الله نفى ما يشاع عن اسباب لهذه التنحية، وقال : كان إعتراضي على الكيفية التي تم بواسطتها تناول موضوع إعفائي من مسؤوليتي.

ويحاول عبدربه اقناع الرأي العام بعدم قانونية اجراء عباس بحقه من خلال مهاجمة الإسلوب الذي أُستخدمه عباس وبلا قرار أو تصويت داخل اللجنة التنفيذية.

وقال عبدربه في تصريح له:" ما حدث غير قانوني ولا يمسني وحدي بل هو كذلك مساس بتاريخنا الطويل المشترك وكل تقاليد وقواعد العمل الوطني الفلسطيني ونظام منظمة التحرير كإطار جبهوي جامع كما عرفتها طوال سنوات عضويتي في اللجنة التنفيذية. وأرجو أن لا يصبح هذا الأسلوب سابقة لتشويه تاريخ كل واحد منا في حياته أو بعد رحيله عن هذه الدنيا."

ويحاول عبدربه وفقا لمراقبين التملص من سطوة عباس وذلك بغية البحث عن فرصة جديدة لرفع سقف الخلاف مع الرئيس وتوسيع دائرة المتعاطفين معه.

مصادر فلسطينية كانت قد اعتبرت إنّ إقالة عبد ربه وإنْ أفرحت الكثيرين، وفتحت الباب أمام شهوة الكثير من الطامعين والطامحين في أن يحلوا محله، إلا أنها لم تأت من خلفية أنّ عبد ربه قد ارتكب أخطاء تنظيمية أو سياسية، وهو كذلك وأكثر. ولكن من خلفية تصفية للحسابات أقدم عليها رئيس السلطة، ومهّد لها بسلسلة من الإجراءات التي كانت تشير بوضوح إلى ما وصلت إليه هذه الخاتمة التي يراها الكثيرون إيجابية، من خلفية أنّ ياسر عبد ربه "عبد سيده"، كما يحلو للكثيرين توصيفها بها وفقا لما تداوله الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشر خبر اقالته المفاجئة.