أبو الحارث قائد لجنة السبيل وواحد من افرادها ¸ ركن من الاركان الذين يعتمد عليهم , و المحرك لعمل اللجنة, لجنة السبيل , رجل باش الوجه في الضيوف , مبتسما للجميع , نشيط عارف لعمله محب له, يدير مجموعته من غير اوامر جارحة ولا انذارات او تنبيهات, لأنهم لا يحتاجونها , يتقدمهم ويتقدمّونه في التسارع الى عمل الخير , منذ سنوات وسنوات, يوقفون بيتهم , بيت السبيل , لإطعام المحتاج والمسكين وعابر السبيل وغير القادر والقادر احيانا , لا يشمئزون من احد , ولا ينهرون احد , اداتهم الكلمة الطيبة , ودليلهم اسلام علمهم معنى البذل في سبيل الله واتباع سنة رسوله , وحب في داخلهم للخير الذي كان يقدمه اجدادهم للحجاج والمعتمرين والمارين من معان الى الحجاز وغيره .

انهم لا يعملون فقط في رمضان بل في كل اوقات السنة , كخلية نحل , يربطهم حبهم لعمل الخير , في الاستجابة السريعة للنداء اذا حصل مكروه , لا سمح الله , مع احد العابرين بحادث سير او تعطّل حافلة , بانقطاع جماعة او فرد في الطريق او حاجة لهم للمساعدة , لا يكلّون ولا يتأففون , اتصالهم دائم بمن يستطيع المساعدة , نقودا او مواد عينية , او عمل ميكانيكي او فيزيائي , يساعدون كل من يحتاج للمساعدة من دون زيف , ولا ينتظروا من احد كلمة شكر او اطراء , ولا يقفون امام الكاميرات لالتقاط صور توضع في الصفحات الالكترونية , او لقاءات تلفزيونية تكون رئاء الناس فقط , ولا يبتغى منها وجه الله , هذا ما لا يجيدونه ولا يطيقونه , ولا تجد واحد منهم يسابق الآخرين لالتقاط صورة مع محتاج او فقير او عابر سبيل كي يتفاخر بها , كما يفعل كثير ممن يعتقدون انهم يعملون خيرا .

علّم هؤلاء يا ابا الحارث , انت ومن معك في لجنة السبيل , ان عمل الخير , ينبع من داخل الانسان ولا يحتاج الى تزلّف , او حب للظهور او مكسب مادي , او امتهان لكرامة انسان , او حتى يقال فلان يعمل , وفلانة تقّدم , والمؤسسة كذا تعتني بالأيتام , والأخرى تقّدّم للمحتاجين , أو تزور بيت المسنيّن المنسيين من ابناءهم ومن غير ابنائهم طوال السنة الاّ حين يكون الظهور في المناسبات قد وجب .

نعم يا ابا الحارث , رمضان القادم قريب , اعاده الله علينا وعليكم , بخير وعافية , واعطاكم يا شباب السبيل الصحّة كي تقدمّوا المساعدة لمن يريدها من دون ان يطلبها , مع انكم تقدمونها دائما , وفي كل اوقات السنة , من دون كلل او ملل , وتعلّمونا وتعلّموا الناس اجمعين ان عمل الخير واجب , وليس تفضّل او منّة . انتم وجه مدينتنا المشرق , والمرآة التي تعكس حب ابنائها لعمل الخير , جزاكم الله عنا خير الجزاء , انتم ومن يعمل مثلكم في باقي المدن الاردنية , ممن يعملون الخير بصمت وهم عدد من المؤكّد كبير , واعذروا من قصّر منّا ولم يستطع ان يقّدّم من خلالكم , المساعدة للآخرين كما تقدمونها انتم .