أبو عبدو دكنجي حارتنا غضب بالأمس من حديثي عندما قلته له " أنت دكنجي حارتنا " ، والسبب أنه مدرس متقاعد " لغة عربيه " وبالتالي كان من العيب أن اصفه بدكنجي الحارة، بل كان الأفضل ان ادعوه بسيبويه حارتنا، ورغم أنني لم أكن اعلم بأنه غضب مني الا عندما رجعت اليه بعد يومين لشراء باكيت سجائر ووجدته يتعامل معي بجلافة واضحة ويصر على تأخيري وتلبية طلبات الأطفال من السجائر الفرط أم العشرة قروش والالعاب النارية التي يجد بها مربحا جيدا ؛ ورغم انها تشكل ازعاج مستمر لأهالي الحالي وهو يعلم بذلك ، ويؤكد للجميع بانه لايبيعها الا بعد صلاة المغرب وليس قبل ذلك .
وفي النهاية قدم لي ابو عبدو باسيت السجائر وهو يبحلق في بنظرة غضب وحقد ، وعندها قلت له " لماذا زعلان أبو العبد خير انشاء الله ؟" ، لم يجبني واشار الى جارنا أبو عصام الذي يتخذ من زاوية دكانة ابو العبد مقرا له كل مساء لمتابعة نشرات الأخبار احيانا والمسلسلات الهندية دائما مع ابو العبد ، وعندها قال لي أو عصام يا ابني أنت وصفت استاذ اللغة العربية سيبويه حارتنا بأنه دكنجي وهذا عيب ، وعندها قلت لأبو عصام يا عمي القصة بكل بساطة أن ابو العبد تقاعد واصبح يملك دكانة وهو بالتالي دكنجي ، ومهنة التعليم تقاعد منها وهو الأن يجلس امام شاشة التلفزيون يتابع المسلسلات الهندية غالبا والقليل من الأخبار ، واين العيب في ذلك ؟ .

وعندها توقف ابو العبد عن ادخال ابو مصطفى كمفاوض غير مباشر له معي وقال بحدة ، انت لم تحترم تاريخي التعليمي لأكثر من ثلاثين عاما ، وقلت له وانت ايضا لا تحترم القانون تبيع السجائر للأطفال الصغار وكذلك الألعاب النارية كي يزعجوا بها أهل الحارة ، وهذه ليست من صفات سيبويه في زمانه يا دكنجي الحارة ، وعندها اعاد ابو العبد الحوار لأبو مصطفى كمفاوض غير مباشر عنه ، وقال لي ابو مصطفى يا ابني خذ سجائرك وغادر أحسن لأن ابو العبد زعلان منك ، وعندها وجهت حديثي لأبو العبد ؛ يا جارنا ودكنجي حارتنا لماذا تحدثني بلسان ابو مصطفى وانا وانت من بينهم خلاف ، أم انك تريد أنيكون ابومصطفى راعي للمفاوضات الغير مباشرة ؟ ، وهنا قام ابو العبد وقلب شاشة التلفزيون على احدى القنوات الاخبارية والتي تغطي مفاوضات عربية عربية كثيرة بين اعداء الدم الواحد وقال هم ليسوا باحسن مني ؟ .