جراسا -

خاص - محمود الشرعان - كشف رئيس اتحاد المزارعين فرع وادي الاردن عدنان خدام عن نية الإتحاد برفع قضية تجاه الكيان الاسرائيلي بمشاركة نقابة المحامين، لردعها عن ممارساتها المستمرة بإفتعال حرائق على طول الشريط الحدودي.

واضاف خدام لـ"جراسا" أن الحريق الأخير (يومي الخميس والجمعة)كان الثالث خلال أسبوع واحد فقط، مؤكدا أن سبب الحرائق الأخيرة كان بإفتعال الجانب الاسرائيلي، وأن تكرار هذه الممارسات من الكيان الاسرائيلي تجاه حدودنا وتجاه الثروة الزراعية أمر لا يمكن السكوت عنه، مضيفا "رغم ذلك لم نلق شدة من قبل الحكومة توقف هذه التجاوزات المستهدفة لاقتصادنا و أمننا و ثروات وطننا" .

وحول الخسائر التي تسببها الحرائق كل عام، أجاب خدام، " الخسائر التي تسببها هذه الحرائق تصل الى ملايين، والمرازع هو الخاسر فالحكومة الأردنية لا تدفع تعويضا، والجانب الإسرائيلي لا يعترف بإفتعاله.

والتهمت نيران اسرائيلية 200 دونما من الاراضي الاردنية بين منطقتي الاغوار الشمالية والجنوبية (الحدودية)، الا أن الدفاع المدني تمكن من السيطرة عليه بعد ساعات من محاولة اخماده، الحريق امتد من الجانب الاسرائيلي الى مساحات واسعة من المزروعات الحمضيات والاشجار الحرجية، وكان قبل أيام قليلة أمتد حريقا أخر من الجانب الاسرائيلي الى منطقة الباقورة.

حرائق مفتعلة.. ولا تعليق من الحكومة

الحكومة الأردنية لم تعلق على انتشار الحرائق الممتدة من الجانب الأخر، واكتفت بتصريح الدفاع المدني الذي لم يرد به سبب الحريق واكتفى بالذكر أنه من الجانب الاسرائيلي ، ووضح التصريح أن الخسائر مادية فقط، وإنه تم السيطرة عليه.

من جهتهم، أكد مزارعون اردنيون لـ"جراسا" أن الحرائق الثلاث مفتعلة من الجانب الاسرائيلي، وذلك بعد إطلاق قنبلة تنورية - تقوم هذه القنبلة بالاضاءة- في الساعة الثالثة والربع، لينشب الحريق في تمام الثالثة والنصف، وبعدها إنطلقت 4 طائرات اسرائيلية لإخماد الحريق من جهتها، محملين الحكومة الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت  بهم، بسبب تكرار الحرائق لأراضيهم الزراعية.

وانتقدوا الصمت الحكومي، واصفينه بـ"الأمر غير المقبول"، مطالبين منها أن تسأل الجانب الاسرائيلي عن اسباب تكرار الحرائق، والاجراءات المتبعة لحماية المزارع الأردني الذي يتحمل الخسائر وحده.

وتعتبر الأغوار الأردنية سلة الأردن الاقتصادية، وهو أخصب الأراضي الزراعية، ومحط أمنه الغذائي، وهذا يعني أن العبث بأمنه بمثل تلك الممارسات التي لا تنم إلا عن تعمد الجانب الاسرائيلي لانتهاك السيادة الأردنية، خط أحمر لا يجوز المساس به والاقتراب منه، بحسب ما قاله مراقبين.

بدوره علق اتحاد مزارعين الأردن أن سبب الحريق هو افتعال من الجانب الاسرائيلي، مؤكدا أن من مصلحة اسرائيل أن تجعل منطقة الأغوار خالية من السكان والمزروعات لتحفظ شريطها الحدودي، وهذا مخطط تقوم على تنفيذه منذ أكثر من 10 سنوات، بحسب حديثهم لـ"جراسا".

لا تعويض للمزارع الأردني 

وترد وزارة الزراعة على المزارعين أنه من غير الممكن استخدام القنابل التنويرية في وضح النهار، والحديث عن افتعال حريق أمر صعب وهي وجهة نظر لا يمكن الإعتماد عليها.

وقال الناطق الاعلامي بإسم وزارة الزراعة نمر حدادين لـ"جراسا" أن الحريق أمر طبيعي في مثل هذا الوقت من العام، مع ارتفاع درجات الحرارة، والاعشاب الجافة، وتشابك الاشجار، هذه الأمور كلها تساعد على افتعال حرائق عند الطرفين (الاردني - الاسرائيلي)، مضيفا أن الوزارة نشرت كافة التعليمات المرتبطة بهذه الحالة، وان لا تعويض للمزارعين.

كل عام في مثل هذه الأوقات تتكرر الحرائق على الشريط الحدودي، دون معرفة اسباب الحريق، ودون تعليق من الحكومة الأردنية، الا أن أخر خمس سنوات ازدادت الحرائق بشكل ملحوظ.