قصة القصر المهدم في ذيبان .. والملك قاهر اليهود


خاص - كتب النائب علي السنيد كان وزير السياحة الاسبق الدكتور نضال القطامين قد وعدني بفتح مركز زوار الى جانب قصر الملك ميشع في ذيبان والذي ما يزال الى هذه اللحظة لم يحظ بمجرد عمل سور حوله، او تشييكه منعا للعبث بمحتوياته التاريخية الهامة. ومع شكي بامكانية تحقيق ذلك الا انه ظل يحدوني الامل بامكانية ايلاء هذا الاثر التاريخي العظيم في الاردن العناية التي يستحقها وقد تبين لي لاحقا ان قرار اقامة المركز تم التراجع عنه. وما يزال قصر ميشع مهدما على حاله على ربوة تقع على احد اكتاف لواء ذيبان.

ويظل السؤال قائما بمدى قدرة وزارة السياحة، والاثار الاردنية على ان تعيد بناء قصر الملك المؤابي الشهير ميشع المهدم في ذيبان ، وتحوله الى مقصد للسياحة التاريخية، وهو من اشهر ملوك التاريخ الذين حكموا في هذه المنطقة، ويمكن لهذا المكان الذي يتجلى فيه عبق التاريخ ان يشكل دخلا سياحيا مهما لذيبان تلك التي تعاني في مجال البنية التحتية، والاهتمام باولوياتها التنموية.

والا يمكن الربط بين الاهمال الرسمي الذي يتعرض له قصر ميشع، وبين كونه قاهر اليهود وطاردهم من هذه البقعة حيث حررها، وهي التي كانت تدفع فدية سنوية لهم. ثم ازال عنها الاحتلال، وانتصر في حربه مع اليهود ، وخلد معاركه على حجر ميشع الذي استقر في متحف اللوفر في باريس.

قصر هذا الملك الشهير في التاريخ ما تزال حجارته متناثرة على احد اكتاف ذيبان، ويتحول الى مكان لرعي الاغنام، وكأن هنالك خطورة بالغة تكمن في الاقتراب منه، والتنقيب عن التاريخ المدفون في ثناياه، واشاعة العزة التاريخية التي تكتنفه.

وهذا القصر السر يحكي قصة ملك مؤاب التي تضمنها حجر ميشع، وفيه يشير الى ان "عمري" ملك اسرائيل اضطهد مؤاب طويلا، ويرد على ذلك بالقول: ' ولكن كموش جعلني اراه مهزوما من امامي، هو والهه، وبادت اسرائيل... بادت الى الابد'.

ويستطرد قائلا ' وقال لي كموش ' اذهب وخذ نبو من اسرائيل فذهبت في نفس الليلة، واشتبكت بالمدينة، وافتتحتها... كما انني اخذت مواقد يهوه، وسحبتها جميعا حتى وضعتها بين يدي كموش'.

وكانت ديبون المحتلة من قبل عمري ملك اليهود تدفع بسبب غناها، وسهولها الخصبة جزية مقدارها مائة الف كبش حتى ثار ملكها ميشع ملك مؤاب، وطرد الغزاة منها. حيث في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد ظهر هذا الملك العظيم ، والذي لم يكتف بالامتناع عن دفع الجزية لليهود بل ضربهم ضربة قاصمة، وخلد حروبه معهم على الحجر المؤابي الشهير.

والى ذلك فتشير الدراسات كما قال المؤرخون الى ان مملكة مؤاب التي عاصمتها ذيبان كانت من الد اعداء مملكتي اسرائيل، ويهوذا مما جعل تاريخ مؤاب في التوراة خاضعا للتحريف الحاقد، وناقلا لوجهة النظر العبرانية.

وقد ورد في سفر جرمي 17/18 الاشارة التي تنذر بخراب ديبون، ونصت على ذلك بالقول ' ايتها الابنة التي تقطن ديبون، تعالي وانزلي من عظمتك، ومجدك العالي، واجلسي في العطش، ذلك ان مدمر مؤاب سيأتي اليك، وسوف يخرب جميع قلاعك، وحصونك'.

فهل ان وزارة السياحة والاثار الاردنية ستبقى تحقق امنيات النص التوراتي المزور بترك قصر الملك المؤابي العظيم مهدما على حاله وبحيث يتحول الى خرائب و مرعى للاغنام .
ام ان هنالك من سيجرؤ على رفع طائف النسيان عن هذا التاريخ الذي يعبق بالعزة، ويعيد بناء هذا القصر، والتاريخ الذي يحويه.



تعليقات القراء

مقالة عظيمة ومعلومات مهمة
احب ان اوجه شكري للكاتب ولموقع جراسا على هذا المقال الرائع والهام

وارجو ان تتنبه حكومتنا الى اهمية رعاية اثارنا ومعالمنا السياحية والتي يمكن ان تكون مصدر دخل لبلادنا وكذلك لتروي حضارتنا وثقافتنا
11-06-2015 12:29 PM
اردن.
المقالة الرائعة ويجب اعادة احياء الاثار وترميمهم لجذب السياحيين
11-06-2015 01:00 PM
كاتب سطر
اتوقع زياره حد والمطالبه بعدم هدم اخر بيتين سبب بالاهتمام
11-06-2015 02:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات