حلقة مفقودة في سياسة التعليم


لقد أدمن المسؤولون هنا في الاردن اللجوء الى التصريح الرسمي المباشر لاخفاء ضعف رؤيتهم وسطحية خططهم وبلاهة أفكارهم لانهم يظنون أنّ في فلسفة سياستهم المنقذ العاجل وسبق اعلامي بداعي لا منهجي يعتمد على مبدأ أنّ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فباتوا يطبقون ذلك في السرّاء والضراء , في مناهج الاصلاح وفي مرافعات الفساد, ولا أدري الى متى سنبقى تائهون في دوامة السياسة المتواضعة العقيمة الباهتة الاسس ومفضوحة الابعاد..

نحن لا نناقش كيف تسربت الاسئلة فقد تسربت وانتهى أمرها...نحن نريد أن نطرح على وزراة التربية والتعليم سؤالا واحداً لاغير : كيف أصبحت التربية و التعليم في الاردن محصورة في اطار مغلق ومتخلف اسمه أسئلة تتسرب ؟

انّ الحقيقة التي لا يريدون سماعها ويريدون ان تغرق أجوبتها في محيط تصريحاتهم وهشاشة ادارتهم التعليمية هي ان سياسة التربية والتعليم قد لفظت انفاسها منذ ما يقارب العقدين وأكثر , وقد عجز وبكل أسف من توالى على ادارة التعليم من الوصول الى خطط مستقبلية ترتقي اقتصاديا واجتماعيا بمستوى الوضع العام المحلي فكرا ومطلباً ونهوضا باتجاه بناء صحيح للدولة المدنية القوية المتماسكة...

لقد أصبح شغلنا الشاغل رسميا واعلاميا وشعبياً منذ زمن لا بأس به هو امتحان شهادة الدراسة الثانوية في وقت تتصارع فيه الامم الى أصدارجيل جديد بمفاهيم واقعية واساليب حديثة توائم التقدم العلمي والمحاكاة الاقتصادية العالمية وحربها الضروس في صراع كوني للبقاء ...

لقد خذلنا سياسيوا التربية والتعليم وغيرهم من ورثة المناصب من اوّلهم لاخرهم وتابعوا سياساتهم الدخانيّة وخططهم الورقيّة لتبقينا بعيدين عن ركب الحضارات وآملين في غدٍ لن يشرق الا ندماً وألما...
بكل مرارة نقول لقد أدمنّا شعبياً كما أدْمن مترفيها في لحظة اعلامية أمنيّة او مناسبة شبه استقلالية لننسى فيها كل اهدافنا وطموحاتنا وننام مغناطيسياً عن متابعة مخرجاتنا لنلهث وراء غامض ما زال يجر الويلات والحسرات والاوهام في حياة مستقرة ومحترمة وامنة...

البعد المحزن الذي يصدمنا يوما وراء اخر في سياستنا العامة كيف يركّزون تفكيرهم في انقاذ مديونية أزمن فيها الفساد المنتظر قضائيا وقانونياّ والترهل الاداري المتراكم دهورا على حساب التعليم والزراعة والصناعة وباقي متطلبات المنطق البنائي للدولة .... لا بد ان صفقاتنا ومعاهداتنا توقع رغما عنا...

لن نلوم مدرسة خاصة او صاحب مكتبة تبيع الاقلام والمساطر انْ كنا قد حصرنا اهدافنا وخططنا في مساحة دكانية او تنافس تعليمي خاص ... ما هكذ تورد الابل يا ساسة التعليم فيالاردن...

لن نقول لكم انظروا الى التعليم في اميركا او بريطانيا أو اليابان أو كوريا أو الامارات العربية ... لا اذهبوا الى جمهورية الكونجو الديمقراطية المشتعلة بالحروب الاهلية والعصابات والميلشيات زيارة رسمية غير قابلة للنقد الاعلامي وتعرفوا كيف تكون أصول التربية وحرفية التعليم ورؤيا الدولة في ظل هامش ضئيل من الموازنة والارصدة البنكية ....

بين التربية والتعليم مسافة وطنية يحدها عمق الرؤيا وجديّة المسعى وحساسية الهدف جميعها تصب في مشروع النهضة المحلي فالى اين وصلنا يا من تصرحون؟ ....
shnaikatt@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات