الأمير الحسن يدعو إلى تعزيز التواصل الثقافي في المنطقة


جراسا -

مجلس الحسن – عمّان - افتتح سمو الأمير الحسن بن طلال، في أنقرة الأسبوع الماضي، مؤتمر برلمان الثقافات "القواسم المشتركة بين الثقافات" بخطاب رئيسي دعا فيه إلى تعزيز الوعي المشترك والمعرفة من أجل أنسنة الآخر، مما يخلق فهماً أفضل لمخاوفنا وشواغلنا ويقود في النهاية إلى التعاطف بين الجميع.

وقال سموه، بحضور نخبة من المفكرين والباحثين وبمشاركة عدد من الشخصيات بالصوت والصورة عبر الانترنت من عدد من دول العالم، إنه من المهم هذه الأيام التركيز على القواسم المشتركة بين الثقافات من أجل محاربة التمييز بكل أشكاله، والتأسيس في المنطقة لعملية للتعافي على غرار عملية هلسنكي، ومواجهة صناعة الكراهية من خلال التأكيد على التعليم من أجل المواطنة الإنسانية.

وأضاف سموه أن الثورة الرقمية الجديدة يجب أن تكون عاملاً مساعداً على استذكار الماضي ونقطة التقاء فاعلة بين أتباع مختلف الأديان والثقافات، من أجل النهوض بالجوانب الروحية والجمالية للحياة وتفعيل دروب الأفكار على غرار درب الحرير ودرب التوابل.

وأشار الأمير الحسن، وهو رئيس وأحد مؤسسي برلمان الثقافات، إلى أن العالم يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في ضرورة الاستعداد الكافي لمسؤولية حماية الشعوب وترسيخ المصالحة والإعمار في أذهان المواطنين خلال أوقات الأزمات؛ مبيناً أن الحوار المثمر يجب أن يرتبط بالناس العاديين وألا يقتصر فقط على النخب.

وأكد سموه على ضرورة تطوير الوعي بالقواسم الإقليمية والعالمية حتى لا تستمر تشظية الدول، إلى جانب النهوض بثقافة العطاء من أجل ترسيخ أسس التلاقي الثقافي والإنساني بين شعوب المنطقة.

وقال سموه إنه يجب استعادة السلطة الأخلاقية في الأماكن المقدسة حتى يسمو الدين فوق السياسة ونتمكن بذلك من التأسيس لحقائق فاضلة تعين الإنسانية على مواجهة أزماتها.

ودعا الأمير الحسن إلى الاستغلال الإيجابي للتدفق الحر للمعلومات، بحيث ننظر في ثقافات وإرث بعضنا بعضاً؛ فالثقافة بذرة يجب رعايتها من خلال مواقف مشتركة وروح إنسانية قوية تحترم الحياة والعدالة والتسامح والصدق، لتخليص العالم من بعض مظاهر أزماته؛ مؤكداً على أن جهود الجميع يجب أن تتلاقى في سبيل البدء بعملية لبناء مفاهيم تمثل إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا على الساحة الدولية وتستند إلى موقف جمعي واضح من مختلف القضايا الأساسية في المنطقة مثل الحريات المدنية وقدسية الحياة البشرية وقضايا الأمن الإنساني وغيرها.

وقال سموه أن الأفكار يجب أن تلتقي بشأن التوصل لقانون للسلام والعمل في سياق عالمي من أجل ردم الفجوة في الكرامة الإنسانية وأنسنة المنطقة والنظر إلى آمال شعوبها وطموحاتهم، في إطار حضاري للاختلاف لا يفسد للموضوعية قضية؛ مشدداً على أن تعزيز العلاقات الإنسانية يكمن في تطوير الأمل والابتعاد عن احتكار الحقيقة.

وكان البروفيسور إحسان دوغراماتشي، أحد مؤسسي برلمان الثقافات، ألقى كلمة أكّد فيها على الدور المهم للتواصل الثقافي بين الشعوب. كما أوضح المحاور الأساسية التي يمكن لبرلمان الثقافات العمل بموجبها على تفعيل عمله المستقبلي.

وخلال زيارته تركيا، التقى سمو الأمير الحسن فخامة الرئيس التركي عبد الله غول.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات