صراع فكريّ


أعذروني في تناقضي المفاجئ فما عدت أُبْصِر الحقيقة , أعذروني في جرأتي المخيفة فما استطاع عقلي المفكّر انْ يلتقي مع كياني المتسائل او يلقنه درساً عابراً في معنى الخلافة في الارض....
لانّ الله تعالى خلق كل شيء بقدر ...لم أستطع ان أجد نفسي في متاهاتي الحائرة بين سيف العدل و زنزانة الظلم , بين المنطق البسيط والواقع المعقّد..لانني شجبت مثلهم وكرهت مثلهم واستلقيت مثلهم ما زلت قابعاً في زاويتي اللعينة ابحث عن شعبتي الضائعة بين نصوص من القصص القرآنية والاحاديث النبويّة ثم استسلمت مكرهاً لجملة غبيّة القاها احد من ذوي الشأن الدنيوي اشارة ضوئية و مفاعل نووي و تشريع قانونيّ هش بداعي الاستثمار والتقنين تاراتِ عديدة...
لان الايمان وجبة قابلة للتطاير بين الفقر والظلم ركنت هرموناتي المادية بعيداً علّي استمتع قليلا بما لذّ وطاب ... لانّ من عرفتهم نماذج متناقضة بين العبقرية والغباء عَزَفت على وتر الصّدَقَات فابتسمت هنا وحاورت هناك ولم أجد الا قلقاً مفزعا ووجعا مزمنا وتفكّراً أضناه الوقت وتسارع الاحداث.
لانّنا العرب نعشق العبودية ..كفرنا بالاخلاق منذ عقود ... لقد ارتدينا فقهيا... ألّهنا السفير والوزير من الصغير للكبير ...وأرتكبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن , توكلنا على الله في الصباح و سلمنا امرنا للمسؤول في المساء , لقد قبضنا ثمن العشائرية في انتخابات ومجدّنا صوت عميل في دولة ...وفي الاخر نشكوى لله جور الايام , فمتى يقام علينا الحد! , تباً لرقيتنا السياسيّة وتبا لشهاداتنا الالكترونيّة وتباً لكل من أغلق عليه بابه وهو يظن انه أمنٌ من فتح قريب.
ولانّ مصدر تشريعاتنا كان بعيدا عن حكم علي أو فلسفة معاوية...أضعنا الدين بين السنّة والشيعة ... وتمردنا على العلمانيّة , روينا احاديث لم نتحقق صحتها ,,,كل ما نريد حسب اخر دراسة موسادية انْ نمشي عراة في الشوارع هكذا نحقِّق للساسة هدفهم في الديمقراطية وللجيل الابله حضارته المزعومة ... ما يريدون منّا حفنة اخرى من تنازل نشرّع فيها الابواب على مصراعيها لكل من هبّ ودب , ولنترك لبناتنا مساحات في بيوتنا في خلوة يسمونها ديمقراطية وحريّة ....
المسؤول هنا يلهث في حلبة سباق بين ثورة من الشك وثروة في بنك ,وقد أصبح عنواناً للعدالة والبراءة غير قابل للتفاوض على المصلحة , معصوم كالانبياء ,قراراته متسلسلة رياضيّة فاقت علم انشتاين, محرّم علينا نقدها وحوارها الا بعد مئات السنين... وليس ببعيدٍ عنه ما زالت معادلاتنا الاجتماعية في غاية التعقيد,, تبخّرت المكارم والجار الاناني من الاول للسابع كابوسٌ يومي, شوارعنا ,مدارسنا , مؤسساتنا, بوادينا والحضر نظيفة تماما من الصّدق و الاحترام والايثار, دوائرنا العامة والخاصة تم تطهيرها من المؤسسيّة وحقنت بالترهل والفساد المالي و الاداري , لقد زرعنا بذور الحقد والطمع والقذارة في عقول أبنائنا بعدما استهلت أفواهنا شراهتها الماديّة بلقيمات من مائدة الحرام وها نحن نشكوا كل يوم من العقوق والشذوذ! كيف لا وقد جمعنا كل فضلات الحضارات في قواننينا , وسياساتنا, ومناهجنا التربوية ونظن أنّنا نُحسن صنعا...
للحق ليس الخطأ مطبعيّ , بل أخلاقيّ بحت ...للحق أقول أنّنا نحتاجُ الى خمس وعشرين رسولا يبعثون سويّة لنعود الى الصواب في احتمال قابل للرصد السياسي الحقير , والانتماءات الواهمة , وفي مواجهة ستكسر بلا شك الرقم القياسي لعناد أبي لاجهل وعنجهيّة أبي لهب...
لقد دعا الائمة في المساجد منذ النكبة على آل صهيون وما زادهم الا ثباتا وعلوا , وكأن صدى الدعاء ارتد علينا , أما آن الاوان انْ يفيق هؤلاء الملتحون على المنابر ...أما أن الاوان أنْ نعتبر من مسرحية ربيع العرب الساذجة , كم تمنيت أنّ القنبلة النووية التي ألقيت على اليابان لو ألقيت علينا نحن العرب في ذلك الزمان...ان كنا سنصبح كما اصبحوا الان...
فلتذهب داعش والقاعدة وباقي الشعب الى الجحيم الا واحدة لا اعرفها ..تباً لكل المسؤولين الذين ينتظرون خبز يومهم من الصين واليابان وهولندا و بيتزاهم السّاخنة من خارطة الجزمة.. , لقد تربّينا على الاستذلال للامم , على مد أيدينا للمعونات والهبات وخيراتنا تحت اقدامنا ونفتخر في تصريحاتنا امام الملأ بأنهم يتصدقون علينا ,أين العفّة والعزّة التي يدّعونها , واين العروبة التي جمعتهم في حرب الزير... العرب باتوا أضحوكة الزمان ونكتّة تتسلى بها الحضارات على هوامش المنتديات الفكرية والاقتصاديّة, يفتخرون أنّهم يصدرون الكفاءات للخارج وفي الداخل تسيد الجهلة والاغبياء..يصرّون أننا الحلقة الاضعف حتى أفقدونا الثقة بانفسنا ,وبديننا وبأخلاقنا... ما أسخف ما نصرّح وما أغبى ما نترك...نتسابق في حفل لجائزة امير الشّعراء وكأن عكاظ الجديد منقذنا وملهمنا ...فليقرأوا التاريخ وليستمعوا لابي سفيان ماذا قال يوم فتح مكّة...

في زاوية مفتوحة ...هناك من يحترم البقر ..هناك من يعبد الأعضاء , هناك الملحدون , هناك من لم يعرف سيدنا محمد ولا سيدنا عيسى ولا موسى ...وهناك من صنع الانسان الالي ,الحواسيب الذّكية, والطائرات واخترق الفضاء ,جميعهم يعترفون بالاخلاق و يطبّقونها الا نحن العرب ما زلنا ندّعي الهداية ,أين هي تلك الهداية بين هذه القراءات , وبين هذا كله يأتي تساؤلي الغريب و المصاب بانفصامٍ في الشخصيّة من السبب في انْ يصبح صوت أم كلثوم معجزة تاريخيّة ؟
أعذروني في تناقضي المفاجئ فما عدت أُبْصِر الحقيقة ! لن يسمعنا احد ما دامت أصواتنا الوطنيّة والدينية مبحوحة جبانة, ولن يردعهم أحد عن تقليم افكارنا البنّاءة ما دامت تعارض فسادهم وشبقهم السياسي ...لقد أحيوا عادة وأد بنات الافكار الطامحة من جديد ....


shnaikatt@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات