الشيخ برجس الحديد قامة أردنية شامخة وعباءة خيوطها عربية


يعتبر الشيخ برجس شاهر صايل الحديد الذي ورث الزعامة كابرا عن كابر ، احد القامات العريقة الأردنية العروبية التي يشهد له بالجود والكرم ، وفكاك للنشب. وهو واحد من كبار وجهاء الأردن، واهم القضاة العشائريين، وشعاره الذي لا يحيد عنه إحقاق الحق والعدل والمساواة وإصلاح ذات البين وإنهاء القضايا المعقدة. واسعد أوقات السكينة والهدوء عند الشيخ أبو نضال هي تلك التي يقضيها في ( قعفور ) حيث الهدوء والخيل والليل والبيداء تعرفني. والرمح والسيف والقرطاس والقلم.

هناك يرتاح من عناء أعمالة، ويجري جردت حساب لها ، يراجع خلالها نفسه أين أخطأت وأصابت. أما اسعد الأوقات لدية فتلك التي يرسم فيها الابتسامة على محيا مواطن اثر انفتاح طاقة الفرج. ولاينام إلا وهو مرتاح الضمير.

فالشيخه لم تأت إلية منحة أو هبة، بل ورثها عن والده المغفور له بإذن الله الشيخ شاهر صايل الحديد احد كبار وجهاء منطقة البلقاء ، وعندما توفي والده وهو في العاشرة من عمره ، تعلم في مجلس والده ،طريقة استقبال والده للرجاجيل ويراهم وهم قادمون وخارجون . ويطلع على حل قضاياهم .

لهذا قرر بعد وفاة والده كيف يكون الولد رجلا عبر الاعتماد على نفسه.ومن اجل تحقيق نظرته القيادية فقد عشق الكلمة التي تقال وتكتب فلم يترك المدرسة، فقد واصل دراسته ليكون خطيبا قادرا على فك كل خيوط العقد التي تواجهه في حياته اليومية، فكان على ( زمانه ) الذي يقرأ يسمونه (الخطيب ) أي يفك الخط قراءة وكتابة. فكان له ذلك فأكمل دراسته الثانوية عام 1957م. ومن طرق المحافظة على الزعامة، انتسب إلى الجيش العربي صانع الزعامات،كطيار بعد العدوان الثلاثي على مصر، وبينما هو في التدريب على الطيران في كلية الطيران المصرية تعرض إلى حادث أدى إلى كسر في عموده الفقري جعله يعود إلى عمان ، ومنها إلى لبنان لاستكمال العلاج ، فالحادث حرمة من تحقيق حلمه أن يكون طيارا يحلق في سماء الوطن الذي أحبه وعشقه ، فالطيران حلم راوده منذ نعومة أظفاره . وكان الشيخ أبو نضال يفكر كيف ينهض في حياته ويرتقي بها نحو الأعالي ليكون نجما أردنيا وعربيا ساطعا نورة نحو العلياء. وبعد عودته من بيروت لم يبتعد كثيرا عن الطيران والطيارين فكان قريبا منهم إذ التحق في سلاح الجو الملكي الأردني إلى جانب الطيارين ليكون ضابطا أردنيا شهما ونسرا عربيا يحلق في وجدانه نحو الأعالي يعيش أزمات الأمة العربية.

وأثناء تولي الطيار العراقي الأصل الأردني الجنسية الذي انشق عن سلاح الجو العراقي ، عبود سالم حسن قيادة سلاح الجو الملكي الأردني ، اختلف معه وطلب إحالة نفسه على التقاعد،وكان برتبة مقدم عام 1976م.

ولان النشمي شديد التعلق بما كان يقوم به والده فاتخذه قدوة له في مسيرته نحو معترك الحياة العامة إذ خلال أصبح الشيخ برجس أحد أبرز الوجوه العشائرية في الأردن والمنطقة. وتمكّن بفضل حنكته ودرايته في الأمور، ووعيه وتجربته أن يحقن دماء الكثيرين،من خلال القانون العشائري الذي يعتبره داعما للقانون المدني ،ومساندا له وليس بديلا عنه.وكثيرا ما تلجأ إليه الدولة لحل قضية شائكة . كل هذه المرتكزات جعلته أن يأخذ على عاتقه أن يكون رجلا بكل معنى الكلمة ، يشار له بالبنان ، معتمدا على ارث وكنز زاخر بالمواقف الوطنية والقومية والإنسانية المشرفة ، وعلى أرضية صلبة . فكان قائدا محترفا في كل المواقف التي شارك فيها. ولا يخرج من القضية إلا وقد أرضى الجميع، واضعا نصب عينية مخافة الله، في كل خطوة يخطوها.

وكونه نذر نفسه لخدمة المواطنين وتحمل همومهم والدفاع عن الوطن فقد قرر عام 1984 خوض الانتخابات التكميلية إلا أن الحظ لم يحالفه. ولوجود رابطة قوية تجمعه مع شخصية وطنية أردنية عريقة ألا وهي دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابده أمين العاصمة ، فقد اجتمعت الشخصيتين في مكان واحد أمانة عمان كان ذلك عام 1985 إذ عين عضوا في مجلس الأمانة.ومن وسط المدينة انتقل إلى المكان الذي شهد مئات القصص والمواقف وصنع القرارات المصيرية ( العبدلي ) حيث قيادة ( الجيش العربي ، دائرة المخابرات العامة والأمن العام وعدد من الوزارات والدوائر الحكومية ) . إلى مجلس الملك إذ صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيينه عضوا في مجلس الأعيان وأمضى فيه دورتين.

وفي عام 1997 خاض المعركة الانتخابية لمجلس النواب الثالث عشر، وحصل على المركز الأول على مستوى المملكة.وكان شعلة نشاط وحيوية وافتتح مكتبا لاستقبال المراجعين في القويسمه قرب كلية حطين ليكون قريبا من المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم. وقد شكل في مجلس النواب علامة مميزة، فلم يغب عن الجلسات فكان حاضرا ومشاركا فاعلا فيها، ويستقبل المواطنين من شتى ربوع الوطن لا يفرق بين مواطني دائرته الانتخابية أو الدوائر الأخرى فكان نائب وطن بكل معنى الكلمة. يستقبلهم بكل ترحاب، فأفعاله سبقت أقوالة، واستمر على هذا المنوال في المجلس الرابع عشر الذي بقي محتفظا بمقعده النيابي.

ولان الرجال معادن فقد جسد شيخ الشيوخ الحديد مقولة أن وراء كل رجل عظيم امرأة، فأم نضال رحمها الله رافقته في مشواره الزوجي (48) عاما ، تحملت خلالها مرحلة علاجه في بيروت. ومئات المراجعين الذين يؤمون بيته ويتصلون به لقضاء مطالبهم .فكانت نعم الزوجة والمرأة الصابرة المناضلة . فصبرها جعلها تكبر في عيون من عرفها فنالت محبتهم واحتلت مكانا مرموقا بين سيدات مجتمعها. ورحلت راضية مرضية تحفها دعوات كل من سمع عنها ، وعرف معدنها الثمين ووفاء زوجها لها. ( غفر الله لك يا أم نضال وأسكنك فسيح جناته والهم أبو نضال وأسرتك الصغيرة والكبيرة حسن الصبر والسلوان. ودعها وبقي يعيش على ذكريات جميلة قضاها معها، ولهذا يشعر أبو نضال بعد رحيلها بأنه وحيد لا يملك بعد رحيلها إلا عشيقته ورفيقة دربة ( العباءة ) التي كانت أم نضال تجهزها له قبل انطلاقة نحو عمل إنساني ما.فالعباءة تلازمه أينما حل وارتحل. وهي جزء لا يتجزأ من حياته اليومية ، وهي تمثل رمزا للمشيخه والحشمة والوقار، وليس كل من لبس عباءة شيخ . وهو أنيق يحب الأناقة، باللباس العربي ،ولا يرتدي البذلة إلا للضرورة القصوى .

وهناك ملاحظه أن فلذة كبده معالي المهندس نضال، الذي يلازمه في كل مكان يذهب إليه، ليس له ميول بإتباع سنة والده الحميدة، كونه رأى والده وقد اشغل جل أوقاته بإصلاح ذات البين على حساب أسرته وصحته. لهذا معالي أبو برجس يبتعد عن مجال القضاء العشائري حاليا ، وربما لمكان ولادته في لبنان له تأثير فاللبنانية ( هو نيك ما في مشكل عندهم ) .

وللماضي عند أبو نضال ذكريات وحنين فما زال يحن للأيام الماضية وخاصة كلما حل حدث خطب جلل يستذكر ماضيه العسكري ويتمنى أن يعود إلى تلك السنون التي خدم فيها في الجيش العربي ( سلاح الجو الملكي الأردني) رغم مضي سنوات طوال على تقاعده .يحن وهو الذي كان شاهدا على تشييع جنازة والده الشيخ شاهر الحديد عضو المجلس التشريعي الأول و أحد أبرز المهتمين بالشأن العشائري في الأردن ، وكان الملك المؤسس عبد الله الأول في مقدمة مشيعيه، ودفنه في المقابر الملكية، إلى جانب معايشته شهداء الأردن على مر التاريخ من الملك المؤسس عبد الله الأول ،وصفي التل ، هزاع المجالي ،موفق السلطي ، فراس العجلوني ،منصور كريشان . إلى المغفور له الملك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه.

وأبناء جيل بناء الوطن وحماته يشعرون اليوم بالقلق والخوف على الوطن والشيخ الحديد احدهم إذ يشعر بالقلق مما يجري في جوارنا ، والخوف أن يقوم مختل بإشعال نيران الفتنه بين أبناء الوطن إلا أن إيمانه المطلق بالملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ، وارث الراية وحامي الحمى ،القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة. تجعله مطمئن بان جلالته والى جانبه أبناء الشعب الأردني الأوفياء لقادرون على حماية الأردن وطنا وإنسانا ، كيف لا والملك عبد الله الثاني قائد شاب يتدفق حيوية وعطاء ووفاء للذين سبقوه من بني هاشم الغر الميامين.والشعب الأردني على العهد والوعد دائما يلتفون حوله واضعين أرواحهم ودمائهم فدوى له وللوطن الغالي . أبو نضال ذاك الشهم الأصيل اللي يشهد له فوح دلال القهوة وريحه خبز الشراك ، وازدحام الرجاجيل على بابه. في جبل الحديد بالقويسمة.حيث قهوته حاضرة على مدار الساعة. ويلتف حوله كوكبة من أبناءة أشقاء نضال وهم محمد ،حسام وحمزة الذي تربوا في مدرسة كريم الخلق والأخلاق والرجولة والشهامة الإخلاص .وكل من عرفكم يقول لكم :سلام الله عليكم ياشيخ برجس يوم مولدكم ويوم تسيرون على دروب الخير، تركبون الخيل. وتشهد لكم أفعالكم أعداد الرمال، والإمطار وجيريان الماء في السيول والوديان. سلام الله عليكم ياشامخا شموخ جبال البلقاء والشراه وقلاع الشوبك والأزرق وعجلون والكرك ، وكل أبناء عشائر الأردن الطيبين من شتى المنابت والأصول أينما كانوا قاطنين .

سلام الله عليكم يامن يقصدكم ولا تخيبون رجاه وتكتبون له شيك محبتكم (وصلت ) رصيده غلاتكم . وان قصرتم وحاشى لله أن تقصروا تطلبون منه السموحه. سلام الله عليكم يامن لكم ، كثر التهلي ( يا هلا ) .فأنت بين البشر لكم قدر وشان. وكل واحد يتمنى ينوله من حبك جانبا، فكل الخصال النادرة فيكم، يا ما أسعدت ناس من شرّ الحياة وكدرها. والطيب عندكم شابك يديه في يديكم.

و سلام الله عليكم من لكم في قلوبهم مقر ومقيل ، وكل حرف من اسمكم عندهم خصال نبيلة، معطره بالشيح والقيصوم والهيل والقرنفل . سلام الله عليكم من أهلكم وربعكم في ربوع وطنا الأردن الغالي الذين يدعون في صلواتهم وجلساتهم ن كما تدعو في كل صلواتك أن يحمي الله الأردن وقيادته الهاشمية ، وشعبه الذي يضرب أروع المثل في الوفاء والإخلاص وان يبقى الأردن وطن الأمن والإيمان والاستقرار والمحبة والوفاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات