كيف سيطر تنظيم "داعش" على الرمادي؟


جراسا -

قلَب تنظيم الدولة الإسلامية المعادلة لصالحه خلال ساعات في الرمادي (110 كلم غرب العاصمة العراقية بغداد).

فبعد أن كانت المعطيات على الأرض -وفق مسؤولين بوزارة الدفاع العراقية- تفيد بأن التنظيم انسحب من بعض المناطق المهمة بالمدينة، عاد مرة أخرى وبهجوم كبير مباغت ليسيطر على كامل الرمادي.

واعتمدت إستراتيجية التنظيم في السيطرة على الرمادي -وفق مصادر أمنية فضلت عدم الكشف عن هويتها- على دخول المئات من مقاتلي التنظيم إلى الجزء الشمالي من الرمادي، بعد تفجير عدة عربات مفخخة منذ صباح الأحد، مما أرغم قوات الأمن العراقية ومقاتلي العشائر على الانسحاب إلى الجزء الشرقي من المدينة.

وأشارت المصادر إلى أن التنظيم تقدم ببطء وقام بتأمين المواقع التي احتلها، ونشر قناصين على أسطح البنايات، كما أرسل المزيد من السيارات المفخخة، مما دفع قوات الأمن للانسحاب إلى الخالدية الواقعة على بعد 25 كلم إلى الشرق من الرمادي.

زواحف الصحراء

ونشر تنظيم الدولة بيانا أكد فيه سيطرته التامة على مدينة الرمادي، بعد الهجوم على مقرات قيادة اللواء الثامن، ومركز عمليات الأنبار، ومنطقة الملعب، ومقر قيادة مكافحة الإرهاب، كما عمل على تحرير عدد من مقاتليه.

كما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على المجمع الحكومي، الذي يضم بنايات حكومية حساسة مثل الإدارة المحلية، وقيادة العمليات العسكرية. وسيطر أيضا على مبنى المحافظة، والمسجد الكبير، ومبنى إدارة مكافحة الإرهاب والمناطق المحيطة بها.

وأرجع محمد الفهداوي -أحد شيوخ عشائر الرمادي- سيطرة تنظيم الدولة إلى أن التنظيم "يستخدم إستراتيجية في القتال تشبه حركة الزواحف في الصحراء، التي تتلون وتختبئ وقت الحاجة".

وأشار الفهداوي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن تنظيم الدولة "ينسحب من مكان يتعرض فيه لهجمات أو يلقى ضربات عنيفة، ليخرج في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم، كما يستعمل هذا الأسلوب للوصول إلى مناطق جديدة" بعيدة عن تلك التي يوجد فيها.

من جهته، قال المسؤول المحلي بالأنبار عذال الفهداوي للجزيرة نت إن التنظيم لم ينسحب من المناطق التي احتلها قبل أيام "وإنما عاد لأمتار فقط إلى الوراء قبل أن يشن هجومه الواسع".

وأضاف أن التنظيم عمد إلى تفجير معظم المباني الحكومية بالمدينة ومحاصرة ما تبقى، حيث اندلعت على إثر ذلك اشتباكات بمنطقتي الملعب واللواء الثامن مع عناصر تابعة للفرقة الذهبية وقوات تابعة لعمليات الأنبار، نفذ خلالها تنظيم الدولة "هجمات انتحارية" بجرافات مصفحة، مما أسفر عن مقتل أربعين من القوات الحكومية.

غزوة السويداوي

إلى ذلك، قال الخبير بالشؤون الأمنية محمد الموسوي إن قوات التنظيم كانت تضم مئات المقاتلين من كتائب قادمة من سوريا، وكتيبة من القوات التكتيكية وهي عراقية، ومعظم مقاتليها من عشائر البوعبيد والبوبالي والبوسودة، بينما قاد المعركة -التي أطلق عليها غزوة "أبو مهند السويداوي"- سعد خليف العبيدي، الشهير بـ"سعد الخالدة".

ورجح الموسوي -في حديث للجزيرة نت- أن تكون وجهة التنظيم القادمة هي الخالدية والجويبة والحبانية والبغدادي من جهة، وذراع دجلة من جهة بغداد، والرحالية والنخيب من جهة كربلاء.

ووفق مصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن تنظيم الدولة يسعى لفتح جبهة باتجاه عامرية الفلوجة, وأنه إذا ما تمكن من الاستيلاء عليها فسيحصل على خط طريق مفتوح من الحدود السورية مع دير الزور وحتى تخوم مدينة بغداد.

وقد شرع مقاتلو التنظيم بإزالة الكتل الخرسانية في شوارع الرمادي، ووجهوا نداءات للمواطنين للعودة إلى أعمالهم بالمدينة. (الجزيرة نت)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات