جاء اعلان الأطباء عن اضرابهم عن العمل لمدة ثلاثة ايام نتيجة للإعتداء الوحشي على طبيب زميل لهم والذي ادى الى وفاته ، ورغم أن تلك الجريمة رفضها المجتمع الأردين كله وتم التعامل معها من قبل اعلى السلطات بسرعة ؛ إلا أن ذلك لايمنع المواطن من أن يوجه سؤاله للطبيب المضرب عن العمل والذي يقول " أنا ما هو ذنبي ؟ " ، لأن بمجرد بدء الاضراب تم ترحيل عدد ضخم من الحالات العلاجية لأسبوع قادم وأصبح دور الطبيب في المراكز الصحية والمسشفيات فقط إعلان أنه مضرب وليس طبيب هذا اليوم .

شعب كامل تم عقابه على جريمة ارتكبها فرد واحد ورفضت من الشعب نفسه ، وهنا لابد من الحديث عن الواجب المهني للطبيب وحقه في إعلان الاضراب ، ونحن هنا نتحدث عن مواطنين بحاجة للعلاج " وليس الطوارىء" اسبوعي ومنتظم وربما منهم من أخذ موعده منذ شهور وهو ينتظر اجراء تحليل أو صورة اشعة أو أي إجراء طبي يعطيه أمل في تحسن حالته الصحية ، ورغم ذلك عاد هذا المواطن ومعه المئات خالين الوفاض وعلى أمل الاسبوع القادم الذي يمثل لبعضهم رحلة سفر .

لماذا الاضراب ايها الأطباء وانتم تعلمون أن حجم التوتر الاجتماعي بين كوادركم " الحكومية والخاصة " وبين الشعب كبير جدا ، وهو يعود لترسخ قناعات لدى الشعب وخصوصا عن الطبيب الحكومي تتمثل فيها صورة نمطية عن الطبيب سلبية ، وهي تلك الصورة التي يصعب محوها في يوم وليلة أو عن طريق إعلان الاضراب من قبلهم ، ورغم الجهد الكبير الذي تبذله الجهات النقابية والحكومية من أجل تغيير هذه الصورة النمطية السلبية لصورة ايجابية ؛ إلان تلك القناعات ربما زادت ثباتا من خلال هذه الاضراب عند الشعب ، ولايمكن وصف هذه الاضراب بغير أنه عقاب جماعي .